ويأتي ذلك في وقت يسعى عدد من الأحزاب والفعاليات السياسية إلى استكمال خطوة الحوار التي بدأت في مؤتمر طهران للحوار الوطني.
وعلى ما يبدو فإن مرحلة حاسمة دخلت في تاريخ الصراع المسلح المستمر في سوريا منذ حوالي ثمانية عشر شهرا.
فما كانت تشهده في بداية هذا الصراع محافظات كحمص ودرعا وإدلب من معارك عنيفة، يشهده الآن ريف دمشق والأحياء على أطراف العاصمة.
ومنذ أكثر من شهر لم تهدأ بلدات كـداريا وعربين وحرستا وسقبا وزملكا والتضامن ويلدا وأيضاً الزبداني.
تعزيزات كبيرة من مسلحي المعارضة تصل باستمرار إلى هذه المناطق، وفي المقابل، الجيش السوري يحشد جنوده وآلياته نحوها، فتشتعل اشتباكات يصل صدى اشتدادها وأصواتها إلى قلب العاصمة، تقول المصادر الرسمية إن المعارضة المسلحة تتكبد فيها خسائر كبيرة، ولكن دون أن تنتهي هذه المعارك فيحسم الأمر.
والآن باتت المعركة على الطرفين الجغرافيين الحاسمين، حلب شمالاً وريف دمشق وأطرافها جنوباً، لتحمل الثانية أهمية كبيرة بالنسبة لطرفي الصراع.
وقال المحلل الاستراتيجي لقاء شحادة لقناة العالم الإخبارية: "يريدون أن يثبتوا للعالم أن لهم وقعا على الأرض وأن لهم قوة تستطيع أن تحقق إنجازات وإنتصارات حقيقية، فبالتالي يرفعون من سقف تفاوضهم وأهمية أوراق إعتمادهم لدى الخارج، وهي مهمة بالنسبة الى القيادة السورية، لأن الإنتهاء من هذه المعركة يكاد يكون بنسبة كبيرة هو إنتهاء من كل المسلحين والمجموعات الإرهابية في مناطق ريف دمشق".
وفيما النزاع المسلح يستعر، لا يمل السوريون من محاولات دؤوبة لإيجاد ولو بارقة أمل بسيطة بأن تأخذ طاولة الحوار مكانا لها بينهم، فهناك أحزاب وفعاليات سياسية شاركت في مؤتمر طهران للحوار الأسبوع الماضي، اجتمعت مجدداً على أمل استكمال خطوة أولى وصفت بالإيجابية تمت في العاصمة الإيرانية.
وقال أمين عام حزب التضامن الوطني سليم خراط لقناة العالم الإخبارية: "مؤمنون بمقررات مؤتمر طهران وما حصل في طهران، لان ما حصل في طهران هو الخطوة الإيجابية الوحيدة في الألف ميل الذي يسعى له هذا الشعب العظيم للإنتقال الى مرحلة قادمة، ما صنعناه في طهران هو الواجب منا جميعا دون إستثناء أن نستكمله من خلال اللقاءات، فقد مددنا يدنا الى كافة الطيف المعارض في الخارج والداخل".
ويؤمن هؤلاء المجتمعون بأن سقف الحوار هو الوطن، إلا أن أطرافاً معارضة أخرى في الداخل لها شروطها المحددة للجلوس مع السلطة على طاولة واحدة، وهو ما ترفضه بتاتا المعارضة الخارجية.
عسكرياً المعارك متواصلة وتتصاعد وتيرتها بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، سياسياً لا أمل يلوح في الأفق القريب عن انفراج يتيح لهذه المعارك بأن تلتقط أنفاسها، ومع هذا الاستعصاء لا يملك السوريون إلا الترقب بقلق لما سيؤول إليه الوضع في بلدهم.
AM – 25 - 00:49