تفاعلات الحكم بالسجن المؤبد على الشاعر القطري

تفاعلات الحكم بالسجن المؤبد على الشاعر القطري
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

أصدرت السلطات القطرية حكما بالسجن المؤبد على الشاعر محمد بن الذيب العجمي بعد اعتقاله قبل أكثر من سنة بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم في بلاده والتعرض للذات الأميرية في قطر وذلك عبر قصيدة تضمنت انتقادات حادة للحكومات العربية ودعما لانتفاضات الشعوب على حكامها المستبدين .

فيديو ..بسبب هذه القصيدة اعتقلت السلطات القطرية الشاعر القطري محمد بن الذيب العجمي قبل أكثر من سنة وحكمت عليه مؤخرا بالسجن المؤبد .
قضت محكمة أمن الدولة القطرية بالسجن المؤبد على الشاعر محمد بن راشد الذيب الذي يواجه تهمة التطاول على رموز الدولة والتحريض على الإطاحة بنظام الحكم.
الأولية محمد الغنوشي... هذا هو الشاعر القطري محمد الذيب العجمي في قصيدة له جرى تداولها على نطاق واسع على شبكة الإنترنت، يشيد العجمي بانتفاضات الربيع العربي، ويتمنى فيها أن يطال التغيير بلدان عربية أخرى ملمحاً إلى امتدادها إلى دول خليجية قد تكون من بينها بلده قطر. اعتقل العجمي في 16 من شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي وراجت أنباء عن توجيه تهمتين إليه هما إهانة الأمير والتحريض على قلب النظام، وهي تهم يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام، "أنا شاعر هذه العليا".. منظمة العفو الدولية اعتبرت ذيب العجمي سجين رأي عام مؤكدة أنه يواجه محاكمة سرية وطالبت السلطات القطرية بالإفراج عنه دون قيد أو شرط إذا كان محتجزاً لمجرد انتقاده السلمي للسلطات.
يقول بعض من حضر محاكمة الشاعر القطري ومحاميه نجيب النعميمي إن العجمي اتهم بالدعوة إلى الإطاحة بالحكومة وانتقاد الأمير وإن المحكمة حكمت عليه بالسجن المؤبد وإنه رفض حضور المحاكمة .
وجه له ثلاث اتهامات، الاتهام الأول هو التحريض وليس قلب النظام، هو التحريض على قلب نظام الحكم، التهمة الثانية أنه يطعن في صلاحيات سمو الأمير باستخدامه إلى الدستور، التهمة الثالثة وهي طبعاً نقد سمو ولي العهد، نقده مباشرة ونقد الذات الأميرية.
أنا حضرت المحاكمة بالأمس وتم النطق بالحكم عليه والمؤبد حضورياً، في الحقيقة السجين لم يحضر، وكان الحكم عليه غيابياً وهذا يدل أنها محاكمة سياسية تلامس مزاج الرجل السياسي الذي أصبح يرعبه صوت الحرية وصوت التغيير.
قال محامي العجمي بعد صدور الحكم إن هذا إجهاض صارخ للعدالة .
وكتبت صحف عربية عن الحكم المؤبد بأن قطر حليفة مقربة للولايات المتحدة ومنتجة رئيسة للنفط والغاز وتستضيف قاعدة عسكرية أميركية كبيرة.
أما الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان فاتهمت قطر بأنها تتصدر قائمة الدول القامعة لحرية، وقالت إن الحكم يعتبر قاسياً جداً, وينتهك كافة المعاهدات والمواثيق الدولية الموقع عليها النظام القطري, ويعد تراجعاً خطيراً في مجال حرية الرأي والتعبير, فكيف لنظام يدعي أنه يحترم حرية الرأي والتعبير أن يقوم بمعاقبة شخص علي رأيه, بمثل هذه العقوبة المجحفة”.
ومما كتب في مقالات نشرت في وسائل الإعلام العربية أن قصيدة هزت العرش القطري :
وأن قطر وضعت نفسها في موقف محرج
وأن دولة "الرأي والرأي الآخر" محرجة
وأن قناة الجزيرة القطرية لم تبث أي أمر يخص القضية طيلة العام.
هذه القضية على ما يبدو ستمثل اختباراً جدياً لمصداقية التزام قطر هذه الإمارة الخليجية الصاعدة باحترام حرية التعبير التي كانت شجعت عليها من ناحية، ودورها الأساسي في دعم ثورات الربيع العربي من ناحية أخرى. قادة الدوحة عدد من المؤتمرات والتحركات السياسية لمؤازرة المعارضة السورية بغية إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد..
... أعتقد أن العقوبة هي عقوبة وقائية تزامناً مع ارتفاع حساسيات الحكومات الخليجية والحكومات العربية تزامناً مع الربيع العربي، فمحاكمة محمد ابن الذيب تعد محاكمة لحرية الرأي والتعبير وتعد أسبقية في العصور المعاصرة والعصر الجاهلي وقبل لم نعلم ولم نسمع بأن شاعر يتم سجنه لمدة مؤبد 25 سنة لجراء قصيدة.
ما حصل لمحمد بن ذيب والحكم عليه مدى الحياة يثبت بأن الحكومة القطرية لم تدعم الربيع العربي كما نتصور، وإنما دعمت مجموعات في تلك الدول متحالفة معها وتعكس وتتناغم مع الحكومة القطرية في أفكارها السياسية. لو أخذنا قضية محمد ابن الذيب أن الحكومة القطرية تحكم على إنسان لأجل أشعار بسيطة مدى الحياة، فتصوري يا سيدتي لو أن محمد ابن الذيب كان يقود مظاهرة ويقول الشعب يريد إسقاط النظام ربما كان رد الفعل الأمير القطري ورئيس الوزراء القطري هو قصف هؤلاء بالسلاح النووي أو الكيماوي.
الإنتقادات لسياسة لقطر لم تغب حتى عن الرئيس أوباما الذي سخرمن دعم الأمير القطري للديمقراطية في الشرق الأوسط وقمعها في بلاده . مع التنبيه أن كلام أوباما الذي سنسمع سجل خلسة عندما اعتقد أن الميكروفون أمامه كان مقفلا عند حديثه أمام مقربين منه بعد لقائه الأمير في واشنطن السنة الماضية
أتحدث عن أمير قطر الذي مر بمكتبي الإقليمي وهو يملك بشكل أساسي قناة الجزيرة كما تعلمون هو شخص حر التأثير، فهو مروج ومسوق كبير للديمقراطية في الشرق الأوسط، إصلاح.. إصلاح.. إصلاح... هذا ما ترونه في قناة الجزيرة، وهو بحد ذاته لا يقوم بالإصلاح!! لا يوجد تحرك واسع تجاه الديمقراطية في قطر.