سفیر الجمهوریة الإسلامیة في لبنان:

غضنفر ركن آبادي: حل الأزمة في سوریا سیاسي وبالحوار

غضنفر ركن آبادي: حل الأزمة في سوریا سیاسي وبالحوار
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢ - ١١:٣٦ بتوقيت غرينتش

جدد سفیر الجمهوریة الإسلامیة في لبنان غضنفر ركن آبادي، التأكید على أن حل الأزمة السوریة لا یمكن أن یكون إلا سیاسیاً عن طریق الحوار بین مختلف الأطراف السوریة والنظام، مستبعداً الجماعات الإرهابیة التي تلطخت أیدیها بدماء الشعب السوري، وارتكبت المجازر وتسببت بدمار المدن السوریة.

وأكد السفیر ركن آبادي في حدیث لقناة 'المنار' اللبنانیة الیوم الخمیس، أن جمهوریة إيران الإسلامیة بذلت منذ الیوم الأول للأزمة في سوریا ولا تزال قصارى جهودها لوقف العنف وتلبیة المطالب الإصلاحیة التي ینادي بها الشعب السوري، مشدداً على أن 'ما یحصل في سوریا مخطط أمیركي – صهیوني لتخریب الأمن والاستقرار في هذا البلد مقابل الحفاظ على أمن الكیان الصهیوني وفقاً لما تعهدت به الإدارة الأمیركیة.'
وأوضح أن المبادرة التي أطلقتها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لحل الأزمة في سوریا تقوم على وقف كل أشكال العنف وسفك الدماء، وعودة الهدوء إلى سوریا، وإطلاق حوار وطني تشارك فیه كافة أطراف المعارضة السیاسیة السلمیة، والحكومة السوریة، توصلاً إلى تشكیل 'حكومة مصالحة وطنیة' تعمل على إدارة البلد، وتمهد لإجراء الانتخابات البرلمانیة على أن یقوم البرلمان المنتخب من قبل الشعب السوري بتشكیل الحكومة الجدیدة تتولى عملیة الإصلاحات بإشراف الرئیس بشار الأسد، والتمهید للانتخابات الرئاسیة في العام 2014.
وشدد السفیر ركن آبادي على عدم إشراك المجموعات الإرهابیة التي تلطخت أیدیها بدم الشعب السوري وارتكبت العملیات الإجرامیة والإرهابیة على حساب كل القیم الإنسانیة، مؤكداً أن الشعب السوري یرفض أي دور لهذه الجماعات في الحوار السیاسي، ولافتاً إلى أن هذه المجموعات لا تستحق المشاركة في الحوار، إذ أنها لا تشعر بأي مسؤولیة تجاه الشعب السوري.
وأعلن السفیر ركن آبادي أن الجمهوریة الإسلامیة في إیران طرحت مبادرتها على الجانب السوري وروسیا ومختلف الأطراف الدولیة المعنیة، وأكد أن وجهات النظر بین إیران وروسیا متطابقة حول هذه المبادرة، وأن الطرح الذي حمله موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربیة الأخضر الإبراهیمي یوازي في مضمونه، المبادرة الإیرانیة لحل الأزمة في سوریا.
وأشار إلى أن الجمهوریة الإسلامیة وفي إطار سعیها لحل الأزمة في سوریا أطلقت الحوار الذي استضافته مؤخراً في طهران بین مختلف الأطراف السوریة، على أن تكون المرحلة الثانیة من هذا الحوار أوسع من الأولى وستعقد في دمشق قریباً، لافتاً إلى أن الاقتراح الإیراني هو بالتشاور والتنسیق مع الأمم المتحدة ومع الموفد الأممي العربي الأخضر الإبراهیمي، ومؤكداً أن غالبیة الشعب السوري ترغب وترحب بهذه المبادرة وبالإصلاحات.
وشدد على أن الحل في سوریا لا یكون إلا بالحوار، وقال: 'قلنا قبل 24 شهراً ونؤكد مجدداً بعد 24 شهراً أنه لا یمكن الوصول إلى أي نتیجة عبر العملیات الإرهابیة وتسلیم البلد إلى الخارج، لذا ندعو الجمیع إلى الحوار'.
ولفت السفیر ركن آبادي إلى المغالطات التي ترتكبها وسائل الإعلام في ما یتعلق بالتطورات في سوریا، داعیاً أصحاب الضمائر الحیة إلى الأخذ بالحقائق والمشاهد الواقعیة، مؤكداً أن كل من ذهب إلى دمشق مؤخراً وقارن ما رآه هناك مع ما شاهده على شاشات التلفزة قد لمس هذه المغالطات.
وأكد أن نسبة 80 في المئة من الشعب السوري تؤید الرئیس بشار الأسد وتقف إلى جانب النظام، وتطالب بعودة الهدوء وبالإصلاحات بقیادة الرئیس الأسد، مطالباً الذین ینادون بالدیمقراطیة والإصلاحات أن یؤیدوا مطالب غالبیة الشعب السوري ویعملوا على تلبیتها.
ورداً عن سؤال لفت السفیر ركن آبادي إلى أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وجهت انتقاداً إلى السلطات التركیة لنشرها صواریخ باتریوت على الحدود مع سوریا، مجدداً موقف إیران الرافض لأي تدخل عسكري خارجي أو أي محاولة لتوسیع دائرة العنف في سوریا، مشیراً في الوقت نفسه إلى أن احتمال التدخل الخارجي في سوریا احتمال ضعیف.
وأوضح رداً عن سؤال آخر أن لقاءه مع سفراء روسیا والصین وسوریا أخیراً في بیروت حول الأزمة في سوریا یأتي ضمن لقاءات بدأها منذ فترة والتقى في سیاقها العدید من السفراء الأوروبیین سواء كان في السفارة الإیرانیة أو في سفاراتهم، مشیراً إلى أنه شرح خلال هذه اللقاءات المبادرة الإیرانیة للحل في سوریا، مؤكداً أن كل من التقاهم كانوا متفقین على جوهر هذه المبادرة؛ وهم یشددون على الحل السیاسي في سوریا.
وقال: 'نحن في لبنان نشعر أن أي تأثیر أو انعكاس سلبي للأزمة السوریة على لبنان ستكون نتائجه كارثیة، ولذلك نحن بذلنا قصارا جهدنا كي لا یتأثر لبنان بالأزمة السوریة.'