مؤتمر طهران و صيانة الصحوة الاسلامية العالمية

مؤتمر طهران و صيانة الصحوة الاسلامية العالمية
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

تنطلق اهمية انعقاد (المؤتمر الدولي للاساتذة الجامعيين والصحوة الاسلامية) في طهران يومي (10 و11 كانون الاول ــ ديسمبر 2012)، من تزامنها مع التطورات المتسارعة في الشرق الاوسط، على خلفية مسلسل المؤامرات الصهيوغربية الساعية لتشويه (مسيرة الصحوة الاسلامية العالمية)، وحرفها عن بوصلة الاهداف العليا للامة عبر توريط ابنائها بالصراعات الجانبية وابعادهم عن تحدياتهم الحقيقية ولاسيما التأكيد على مسألة وعي الأولويات والمسؤوليات المطلوبة في الوقت الراهن.

ي هذا المضمار تعتبرالمشاركة النخبوية  لرواد الصحوة من الاکادیمیین في العالم الاسلامي، فرصة اكثر من جوهرية من اجل قراءة طبيعة التحولات والاحداث المتلاحقة واعطاء تقييم علمي واقعي نزيه بشأن متطلباتها المادية والمعنوية، خاصة بعد الانتصار الرائع الذي حققه ابطال المقاومة الباسلة في (غزة هاشم) على العدوان الاسرائيلي الذي لم يدم سوى ثمانية ايام بسبب الضربات الصاروخية الدقيقة للمجاهدين الفلسطينيين في العمق الصهيوني.
فالتظاهرة الفكرية العالمية لما یزید علی (600) من الاساتذة والباحثین الجامعيین الذین تجمهروا في العاصمة الايرانية طهران، جسدت قوة الاستعداد والرغبة في اقامة روابط مؤثرة وفاعلة بين ناشطی الصحوة الاسلامية من انحاء العالم، توخيا لرفدها بالمناهج والتجارب والخبرات والدلائل العملية الملائمة، باعتبار ان هذه الصحوة كمشروع ثوري وحضاري وانساني ، ستظل عرضة للتجاذبات الدولية والاقليمية الرامية الى التحكم بها وسوقها باتجاهات تتنافر كليا مع مصالح الامة الاسلامية.
على ان هذا القول لا يعني اطلاقا ان الصحوة الاسلامية قد انكفأت عن مبادئها العظيمة او تراجعت عن منطلقاتها السامية، بل يمكن التاكيد على انها كانت الرافعة الثورية لانتصار المجاهدين الفلسطينين في قطاع غزة (فی تشرین الثانی 2012) على "اسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر" وبعشر الامكانات الرادعة التي باتت تحت تصرفهم .
ويمكن القول - ودون ادنى ترديد ــ ان الصحوة الاسلامية المعاصرة بابنائها الخیرین في المنطقة والعالم، انجزت اعظم المنجزات اطلاقا عندما امسكت بمقاليد السلطة والحكم في مصر ولييا وتونس، الامر الذي ابرز معادلة جيوسياسية وجيواستراتيجية للشرق الاوسط، تختلف جذريا مع المعادلة الهیمنیة للتحالف الصهيوغربي، وهو ما خلق الكثير من النتائج الايجابية والسلبية التي تتصارع و تتنازع اليوم في ما بينها للوصول الى الحسم.
وباعتقادنا ان (المؤتمر العالمي للاساتذة الجامعيين والصحوة الاسلامية) مدعو- وبكل اصرار- الى رسم رؤية فلسفية شاملة ومؤثرة لمستقبل الشعوب  والثورات والحراكات العادلة والمشروعة في الدول التي مافتئت تعيش مخاضات الانقلاب على الاوضاع والانظمة والسياسات الفاسدة  ، وبخاصة في بلاد الحرمين الشريفين والبحرين وقطر والاردن وسواها، لان قوى الثورة المضادة الاجنبیة والاقلیمیة تقاتل الان بكل قسوة وشراسة لتقويض المكاسب والملاحم والتضحيات الكبرى التي انجزها المسلمون والعرب خلال العامين الماضيين،وذلک من خلال بث "الجماعات والافكار التكفيرية المنحرفة" في بلدان المنطقة ابتغاء اشاعة الموت والدمار والارهاب بين ابنائها باسم الاسلام وهو منها براء.
اما الانجاز الاعظم الذي تحقق بفضل الصحوة الاسلامية المباركة، فهو ان عقارب الساعة باتت تتحرك وفق العد التنازلي لحتمية (زوال اسرائیل الغاصبة لفلسطين والقدس الشريف) في القريب العاجل، وان الدليل على ذلك هو اشتداد الحملات الاميركية ــ الاوروبية ــ الصهیونیة على (قوى محور المقاومة والممانعة) وتفجیرالعمليات الفوضوية والفتنوية التي تعكس تعاظم المؤامرات الدولية على شعوب المنطقة والامة الاسلامية .لكن ابناءها المؤمنين سيكونون لها بالمرصاد وهم لن يسمحوا للمشاريع الاستكبارية بالوصول الى غاياتها المشؤومة ابدا.
حميد حلمي زادة