التلازم المصيري بين ايران والصحوة الاسلامية

التلازم المصيري بين ايران والصحوة الاسلامية
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٨:٢٥ بتوقيت غرينتش

تخطط ايران مسيرتها التکاملیة على اساس انها ملك للامة الاسلامية كافة، لا لذاتها فحسب. وان المتتبع لمواقفها وسياساتها وافعالها يدرك هذه الحقيقة التي لازمتها منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة فيها (11 شباط 1979) وحتى وقتنا المعاصر.

ومن المؤكد اننا لا نبالغ اذا قلنا: ان طهران دفعت اثمانا باهظة بجريرة الدفاع عن الثوابت الوطنية والاهداف الاسلامية  والانسانیة والمصالح الاستراتيجية اللصيقة بحماية المنطقة وشعوبها ومقدراتها، ومنها الصحوة الاسلامية المعاصرة التي تعتبرها ايران الوليد الشرعي لكل الجهود والنضالات والتضحيات التي بذلها ابناء الامة في انحاء العالم فداء للدين والعقيدة والحرية والكرامة والاستقلال.
و من الواضح ان التلازم الوثيق بين ايران والصحوة ، اعطى ثماره الطيبة على مستوى تعزيز القوة الایمانية بين بني امة النبی الاکرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة، وحشد هذه القوة من جهة اخرى صوب احباط المشاريع الغربية – الصهيونية المعادية للامة وتطلعاتها العادلة، وعلى رأسها تطهير فلسطين والقدس الشريف والجولان السوري وسيناء مصر واغوار الاردن والجنوب اللبناني من دنس المحتلين الاسرائيليين، وتقريب موعد الخلاص من الكابوس الاستكباري الجاثم على صدور المسلمين والعرب منذ اكثر من (100عام).
فی ضوء  ذلك فان احتضان ايران للصحوة الاسلامية و دعم مكتسباتها  يثيران- بشدة - فزع الاميركان والاوروبيين و الصهاینة والمعتاشين على سياساتهم السلطوية، الامر الذي دفعهم  اخیرا الی عقد المؤتمرات والمحافل الماسونية في المغرب ، ومن قبل فی باريس والدوحة وغیرهما تحت ذريعة "اصدقاء سورية" ، والحال ان سورية قيادة وحكومة وشعبا جسدت بغیرتها وتضحياتها ومواقفها الشامخة، صمود الامة العربية والاسلامية، وكانت ما فتئت موئل المجاهدين والاحرار والمنادين بالعدالة والمكافحين للانظمة الدكتاتورية في الشرق الاوسط.
وعند هذه النقطة ينبغي لرواد الصحوة الاسلامية العالمية ومؤتمراتهم ومؤسساتهم الرسمية والاهلية، ان يركزوا بؤرة الانتباه على المؤامرة الدولية الراهنة، وان لا يدخروا أي جهد او وسع او فكر لتقويضها. فالثابت حاليا ان الاستراتیجية الصهيوغربية، تلقت اقسى الضربات واوجعها علی أيدي المقاومين الابطال ولاسيما المجاهدين اللبنانيين والفلسطينيين، وازاء ذلك فان مجاراتها في اكذوبة ما يسمى "اصدقاء سورية"، ستكون تكرارا لضلوع اعداء الامة في جريمة نحر وتقطیع اوصال بلد الشهید عمر المختار  تحت ذریعة ما سمّي من قبل بـ " موتمر اصدقاء ليبيا".
ومن خلال ادراك ان "الصداقة الغربية" مع شعوب الشرق الاوسط، ليست سوى معادلة مستحيلة لايمكن ان يجمعها (نقطة التقاء)، فان من المهم والواجب ان تكون حالات الوعي واليقظة والاستعداد في اعلى مستوياتها التعبویة والجهوزیة ، وان تتضافر الجهود النضالية المادية والمعنوية في سبيل حماية العالم الاسلامي من مشاريع الاستكبار العالمي والصهيونية المجرمة، وأطروحاتهما الزائفة وشعاراتهما المضللة.
صفوة القول ان العلاقة المصيرية بين ايران والصحوة الاسلامية مطالبة اليوم اكثر من أي وقت مضى بفضح ألاعيب اميركا واوروبا واسرائيل وسماسرة البترول والاعلام المعروفين، والوقوف سدا منيعا امام كل التحركات  العدوانیة والممارسات المشبوهة الساعية للانتقام والثأر من (محور المقاومة والممانعة) و انتصاراتها الرائعة، لان هذا المحور يشكل الجبهة الامامیة لمكافحة سلوکیات الغطرسة والتسلط والطغيان والقرصنة الدولیة، حتى وان تقمصت كذبا وخداعا لبوس "مؤتمرات الاصدقاء" في أي مكان بالعالم.
حمید حلمی زادة