النقد اللاذع لأداء وزارة الخارجية الأميركية في ليبيا

النقد اللاذع لأداء وزارة الخارجية الأميركية في ليبيا
الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠١:٥٣ بتوقيت غرينتش

كتب دايفد اغناطيوس في جريدة الواشنطن بوست مقالاً تناول فيه مقتل السفير الأميركي في ليبيا على أيدي من تتهمهم الولايات المتحدة بأنهم تابعون لتنظيم القاعدة، معتبراً أن "الانغماس في النقد اللاذع لأداء وزارة الخارجية الأميركية بسبب الهجوم على قنصليتها في بنغازي، هو نموذج لما قد يصبح "المعيار الجديد" في المناطق الساخنة في الخارج،" "حيث لا يمكن للدبلوماسيين الأميركيين الاعتماد على قوات الأمن المحلية هناك، يجب أن تعرف متى تترك بعثة في الخارج وتديرها من مسافة بعيدة".

ويضيف الكاتب أن"تقرير مجلس المساءلة يدعو إلى تعزيز أمن البعثات الدبلوماسية الأميركية والإبقاء على وجود أميركا في جميع أنحاء العالم".
غير أن الكاتب يقول"لكن من الناحية الواقعية، نظراً لحقيقة أن التقرير يدعو لإقالة أربعة من كبار مسؤولي وزارة الخارجية، فمن المحتمل أن يعزز المحاذير الواضحة أصلاً في العمليات الأميركية في الخارج".
"ففي عالم تسوده الفوضى، سوف يكون الدبلوماسيون ربما أقل تواصلاً مع الناس الذين يحتاجون للوصول إليهم".
وفي ما يبدو انتقاداً واضحاً لتخبط واشنطن في كيفية التعامل مع وجودها غير المبرر أصلاً في العديد من مناطق العالم، يقول الكاتب"إن أخطاءً جسيمة ارتُكبت في بنغازي، ويجب أن يُحاسب المسؤولون عنها. لكن المبعوثين الدبلوماسيين الموجودين في مناطق الأزمات يعرفون كم هي خطيرة ظروف العمل هناك".
"وهم غاضبون أصلاً من القواعد التي تمنعهم من مغادرة المركبات المحمية بدون تدابير أمنية دقيقة، وهذه القيود سوف تصبح أكثر تشدداً".
"فالصحافيون لا يمكنهم القيام بمهمة في الخارج من دون أخذ المخاطر في الاعتبار، والشيئ نفسه ينطبق على الدبلوماسيين وضباط المخابرات".
ثم يقول اغناطيوس:"في أجزاء عديدة من العالم، تعتمد الولايات المتحدة، كما فعلت في بنغازي، على قوى الميليشيات القبلية أو على من هم أفضل منها قليلاً لتأمين بعثاتها".
ثم يعطي الكاتب مثلين على كلامه يقول إنه شهدهما شخصياً:"إذ لسنوات مضت، وفّرت ميليشيات لبنانية الحماية الحقيقية الوحيدة للدبلوماسيين الأميركيين في المناطق المسيحية والإسلامية للعاصمة بيروت".
"وفي أفغانستان، تولى أمراء الحرب المحليون لفترة طويلة حماية مواكب الإمداد الأميركية".
"وفي الكثير من دول العالم حيث قوى الأمن الرسمية ضعيفة، تتعامل الولايات المتحدة مع شركات أمن خاصة مختلطة من موظفين محليين ومقاولين أميركيين أو أوروبيين على نسق شركة بلاك ووتر".
ويضيف الكاتب أن"تقرير مجلس المساءلة يسلط الضوء على ما يعتبره التهديد الإرهابي من تنظيم القاعدة والذي يتسم بالتجزيء والتحوّل".
ثم يخلص إلى القول:"بالعودة إلى هجمات 11 سبتمبر، أعتقد أن الأميركيين يدركون الآن خطر رد الفعل المبالغ فيه، والذي من شأنه أن يقوّض القيم والمصالح الأميركية".
"والأمر نفسه ينطبق على هجوم بنغازي. إذ ان أفضل طريقة لتمكين من يعتبرها الكاتب العصابات الإرهابية الجديدة يكون بالانسحاب من البعثات الدبلوماسية الأميركية".

تصنيف :