تنظيم القاعدة في سورية

تنظيم القاعدة في سورية
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

لم يعد سرا تواجد تنظيم القاعدة في سورية . فهذا أمر يعترف به الأميركيون والأوروبيون وحتى العرب . وبعد أن تصاعدت في المدة الأخيرة التفجيرات الانتحارية التي تستهدف المدنيين السوريين في دمشق وبعض المدن الكبرى أعيد تسليط الضوء على هذا الموضوع وعلى واقع وكيفية دخول القاعدة إلى سورية والدول التي تقف خلفها .

تقرير... تفجيرات، قتل، تمثيل بالجثث، ترويع الآمنين السوريين، ومبالغ كبيرة من المال، هي شروط آل سعود لسجناء من عناصر القاعدة أفرجوا عنهم وتكفلوا بإدخالهم سراً إلى سوريا، وبعد دمشق وحلب أضحت إدلب مسرحاً لإجرامهم وإرهابهم، ولعناً يفاخرون ويؤكدون.
هذا الكلام كان منذ اشهر وقد إثبتته اليوم وثيقة سرية سعودية تم نشرها في معظم وسائل إلإعلام العربية وتتحدث عن إفراج السلطات السعودية عن سجناء من تنظيم القاعدة وإرسالهم إلى سورية .
نشرت عدة مواقع إخبارية مستقلة وثيقة رسمية سرية سعودية تؤكد أن السلطات السعودية أمرت بالإفراج عن مجموعة تضم المئات من أخطر المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام بجرائم تتعلق بتهريب المخدرات والقتل والاغتصاب مقابل ذهابهم إلى سورية وانضمامهم إلى المجموعات الإرهابية المسلحة هناك.
وجاء في الوثيقة المذكورة أنه تم الاتفاق بين السلطات السعودية وعدد من المجرمين من جنسيات عربية وغير عربية على إعفائهم من عقوبة الإعدام وصرف معاشات شهرية لذويهم في السعودية وإطلاق سراحهم لإرسالهم إلى سورية.
والمجرمون المذكورون في الوثيقة هم مئة وخمسة يمنيين ومئتين واثني عشر سعوديا ووستة وتسعين سودانيا وومئتين وأربعة وخمسين سوريا وواثنين وثمانين أردنيا ووثمانية وستين صوماليا وواثنين وثلاثين أفغانيا وومئة وأربعة وتسعين مصريا وومئتين وثلاثة باكستانيين ووثلاثة وعشرين عراقيا وواحد وعشرين فلسطينيا إضافة إلى أربعة وأربعين كويتيا.
وذكرت الوثيقة السعودية السرية أنه سيتم تدريب هؤلاء المجرمين وتأهيلهم من أجل إرسالهم لـ"الجهاد" في سورية.
هذا وكشفت معلومات صحفية نشرت مؤخرا أن الأجهزة الإعلامية السعودية وكلها مسيطر عليها من المخابرات السعودية قامت بأكبر عملية تسويق لعملية تضليل أمنية زعمت خلالها الأجهزة السعودية بأن القاعدة كانت تخطط لعملية إرهابية ضد المنشآت النفطية في الخبر وفي ينبع وفي الظهران
وعندها قرر الأمير السعودي مقرن بن العبد العزيز حلا رائعا لمشكلة هؤلاء بإزالة خطرهم الداخلي وتحويلهم إلى قوة نفعية في الخارج فإعتقلهم في المساء ووضعهم في السجون ثم فاوضهم فردا فردا على إطلاق سراحهم في بيروت لينضموا إلى القتال ضد الشيعة والمسيحيين، وافق معظم المعتقلين فنقلوا على الفور بعد تزويدهم بالأموال إلى لبنان بشكل منظم ودخلوا لبنان كسواح جاؤا لقضاء الصيف وهناك تولت توزعيهم أجهزة السفارة السعودية ليقودوا القتال المقبل ضد حزب الله وقد يكون بعضهم شارك فعليا في قتال الشمال بين العلويين وتيار الحريري في جبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان .
هذه المعلومات تواكبت مع أخرى أشارت إلى أن مجموعة من رجال الدين السعوديين أطلقت حملة إلكترونية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تهدف إلى تشجيع التبرعات لما يسمّى (الجيش الحر).
وأن واحدة من قنوات التبرعات، هي "جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية"، التي اعتبرتها كل من الولايات المتحدة في العام 2008 والأمم المتحدة في العام 2002 كياناً إرهابياً يساعد على تسليح وتمويل تنظيم "القاعدة"، الأمر الذي يبعث القلق لاسيما على ضوء التقارير التي تتحدث عن وجود عناصر من التنظيم الإرهابي في صفوف المسلحين في سورية .
إنما تشهده سوريا من أعمال عنف لا بد ان يطرح الكثير من التساؤلات، إذاً من يقف وراء تلك التفجيرات؟
من الصعب القول إن ما تشهده سوريا من أعمال عنف لا يحمل توقيع تنظيم القاعدة، فالمواجهات التي تجري ليست من بطولة أنصار المعارضة السورية، الواضح ان هناك تنامٍ كبير في نشاط الإسلاميين في سوريا.
الله أكبر، الله أكبر، في ظل الفوضى العارمة التي تجتاح معظم أنحاء سوريا وانتشار السلاح العشوائي وعدم ضبط النقاط الحدودية كافة وانهيار الوضع الاقتصادي فإن ذلك حتماً سيؤدي إلى تكوين بيئة حاضنة للمنظمات الإرهابية بكافة توجهاتها، فالظروف التي تؤسس لانتشار تلك المجموعات باتت متوفرة داخلياً، إضافة غلى الظروف الإقليمية المتوترة التي تساهم في عملية تنقل تلك المجموعات إلى الداخل السوري، فبعض التقارير أشارة إلى تسلل مجموعات تابعة للقاعدة إلى سوريا عبر الحدود التركية، أما بالنسبة للحدود السورية مع العراق ولبنان فحدث ولا حرج.
القاعدة موجودة في سوريا منذ زمن طويل، وأيمن الظواهري كان قد أعلن الجهاد سابقاً ضد بشار الأسد وعناصر القاعدة يتوافدون إلى سوريا من ليبيا والمغرب والعراق وأفغانستان، وقد عبروا عبر الحدود التركية وأيضاً عبر الحدود العراقية واللبنانية.
وكانت أخبار نشرت مؤخرا في وسائل إعلامية غربية وعربية مفادها أن قطر من جانبها أرسلت مجموعتين من الإرهابيين الباكستانيين تضم كل واحدة 67 مسلحا للقتال ضد الجيش السوري والشعب السوري .
وتقول الأخبار إن قطر أرسلت مجموعات من المسلحين من ولاية بلوشستان بجنوب غرب باكستان للقتال إلى جانب الجماعات المسلحة ضد الحكومة السورية .
وأرسلت قطر مجموعتين من المسلحين مؤخرا الى سورية عبر تركيا للانضمام الى الجماعات المسلحة في هذا البلد في خطوة تنافسية مع الجماعات المسلحة المدعومة من قبل النظام السعودي .