أثمان الدعم المالي السعودي للاردن

أثمان الدعم المالي السعودي للاردن
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٧:٤١ بتوقيت غرينتش

فاجأ رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الجميع عندما تحدث عن أن المملكة الأردنية تحولت إلى قلعة أمنية لحماية دول الخليج الفارسي ولا سيما المملكة العربية السعودية . كلام أثار تساؤلات كثيرة حول دوافعه في ظل الواقع الاحتجاجي السياسي والشعبي العارم الذي يشهده الشارع الأردني المطالب بالإصلاح وحول الدور السعودي الذي تعول عليه عمان لمواجهة الاحتجاجات.

تقرير... نحن الجبهة الأكثر أماناً على الإطلاق، في تاريخ المملكة العربية السعودية، أنظر إلى حدود السعودية من الشرق، الجزيرة العربية وليس المملكة العربية السعودية، أنظر إلى شرقها فتجد إيران وقبلها الحرب العراقية في الشمال والوضع في العراق، أنظر إلى الجنوب ترى اليمن، أنظر إلى الغرب ترى السودان وطرابلس، لترى بعد هذه النظرة العابرة على الخارطة أن الأردن هو حامي الحدود، الأمين.
فاجأ النسور الوسط الإعلامي بالحديث علنا عن أهمية استقرار الأردن بالنسبة لدول الجوار وتحديدا الخليجية .
وكان قد أعلن مؤخرا على هامش لقاء مع مراسلي وكالات أنباء بأن حصول شيء سيء في الأردن سيدفع دول الخليج الفارسي لإنفاق نصف ثروتها في تدبير منظومة صواريخ دفاعية .
ولم يدل النسور آنذاك بتوضيحات أو شروحات لكنه عبر "سكاي نيوز" شرح بان عدم الإستقرار في الأردن قد يكلف كثيرا دول الخليج الفارسي لحماية حدودها من السلفيين والمهربين والتحديات الحدودية والمد الإسرائيلي حسب قوله.
هو قلعة أمام المد الإسرائيلي، هذا يعفي الجزيرة العربية من كثير من تبعاتها الإستراتيجية والتسليحية وغيرها، الأردن ليس قطر مد يده فقط يشحذ، عدم استقرار الأردن ماذا يعني، افترض أن الأردن لا قدر الله لم يستقر، افترض. وأن لا قدر الله ولا سمح وإنشاء الله لا يمكن أن يحدث الذي حصل في سوريا حصل هنا كيف سيكون وضع الخليج، كم من الصواريخ يحتاجون، وكم من حماة الحدود سيحتاجون، وكم سلفي سيدخل وكم مدخرات ستدخل، وكم من المهربات ستدخل.
هذه قد تكون المرة الأولى التي يلفت فيها مسؤول أردني نظر الرأي العام بإن غياب الاستقرار السياسي عن الأردن يمس مباشرة بأمن دول الخليج الفارسي
وهذا ما روج له موقع إيلاف السعودي عبر مقال نشره تحت عنوان نداء للأشقاء في الخليج : لا تفرطوا بالأردن في هذه المرحلة العصيبة . دعا هذه الدول وتحديدا السعودية إلى حماية النظام الأردني من شعبه الغاضب لضمان   عدم وصول المد الاحتجاجي الشعبي العربي إليها .
ما فهمه كثيرون ولا سيما في المعارضة الأردنية من وصف رئيس الوزراء الأردني عبد الله نسور بلاده بأنها قلعة أمنية لحماية دول الخليج الفارسي وتحديدا السعودية هو أنه يحث هذه الدول على التدخل بشكل أو بآخر لدرء مخاطر الاحتجاجات الشعبية الداخلية وإلا قد تعاني هي نفسها من عدم استقرار في المستقبل. وهذا ما يدفع للتساؤل عن نوع هذا التدخل .
تقرير... وسط مدينة إربد استمرت المواجهات حتى ساعات متأخرة من الليل، العشرات من قوات الدرك في مواجهة المحتجين بالغازات المسيلة للدموع الاعتقال، فبينما تستمر مظاهر الاحتجاج التي انضم إليها نقابة كنقابة المعلمين والمحامين وشرائح شعبية مختلفة يخشى الأردنيون الذهاب نحو المجهول والدخول في دوامة عنف دامية، "ثورة جائع لا تضام، الشعب جائع طفران".
حالة غضب عارمة تجتاح الشارع الأردني رفضاً لكل قرارات الحكومة الأخيرة، وإن كانت القرارات حقيقة هي رفض القرارات الاقتصادية من رفع أسعار أو من خلال تعيينات أبناء المسؤولين وهي تجسيد للفساد المرفوض من كل الشاعر الأردني حقيقة هي رفضاً لكل النهج الحكومي ونهج النظام، من خلال عدم استجابته لمطالب الإصلاح.
يعني هذا النظام بأن هذا الشعب يستحق أن نضحي من أجله...
الشعب الأردني لن يقبل رفع الأسعار، لن يقبل بيه وطنه، لا من عبد الله ولا من عوض الله سنسقط النظام، يسقط النظام اذبحونا اقتلونا نحن جئنا لنموت هنا.
لعل هذا الشعار الذي بدأ المحتجون الأردنيون إطلاقه في الشوارع دفع المسؤولين في الأردن إلى تلمس مخاطر استمرار الاحتجاجات ودفع رئيس الحكومة لتحذير دول الخليج الفارسي ولا سيما السعودية من مخاطره على الأردن وعلى أمن واستقرار هذه الدول التي وعدت بتقديم المساعدات المالية التي وصل منها النذير .
تمت اليوم بحمد الله خطوة متقدمة لتحقيق التزامات مجلس التعاون الخليجي بتقديم الدعم للمشاريع التنموية للمملكة الأردنية الهاشمية، حيث قامت المملكة العربية السعودية الشقيقة مشكورة بتنفيذ الجزء الأول من التزامها.
وكان وزير المالية الأردني سليمان الحافظ أكد أن المساعدات الخليجية وتحديدا السعودية، لم تصل إلى المملكة، مشيرا إلى أن الحكومة لا تعلم السبب الذي يقف وراء تأخر المساعدات .
وأشار أحد الوزراء البارزين في حكومة النسور سابقا في تصريحات صحفية بأن المساعدات المالية السعودية للأردن، مشروطة بمبررات إنسانية ومنطقة عازلة في منطقة درعا جنوبي سورية في إطار استراتيجية سعودية قطرية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد .
وكانت وسائل إعلامية عربية وغربية على نشرت معلومات تشير إلى أن الحدود الأردنية مع سورية تستخدم في بعض الأحيان ممرا لمسلحين ترسلهم السعودية وقطر للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة ضد الجيش السوري.