بمناسبة ذكرى اربعينية سيد الشهداء..

هويتي.. لبيك ياحسين (عليه السلام)

هويتي.. لبيك ياحسين (عليه السلام)
الأربعاء ٠٢ يناير ٢٠١٣ - ٠٩:١٥ بتوقيت غرينتش

ها قد اقبل علينا العشرين من صفر، ونحن علی موعد مع ذکری المواساة لسبايا بيت النبوة عليهم السلام، ولنا موعد مع احياء ذکری اربعينية سيد الشهداء عليه السلام واهل بيته الاطهار وصحبه الابرار، والتي نراها حاضرة بکل مأسيها وعلی مر السينين ...

ومع كل هذه  الذکری يتجدد العبق الكربلائي في قلوب المحبين ..هي الملحمة التاريخية التي لا زالت أصداؤها تختلج فينا لتشكل مدرسة الاباء ... مدرسة محمد ... ومدرسة علي ...لنأخذ منها الدروس الجهادية التي علمتنا أن الدم ينتصر على كل السيوف والاسلحة...لنعبر بذاكرتنا الى هناك حيث الطريق الاقصر الى الحرية والشهادة .
هنا کربلاء ... هنا ارض الخلود...هنا ارض العبرة الدامية ... هنا ارض الفداء والتضحية ونكران الذات ... هنا منتهی احزان اهل بيت النبوة ...هنا ارض الحسين عليه السلام ... هنا ارض الطفوف ...هنا ارض شهدت افجع مأساة علی مر التاريخ ... هنا سفکت دماء محمد وعلي وفاطمة والحسن بل دماء بيت الرسالة وشيعة علي علی مر العصور والدهور من آدم حتی المهدي المنتظر... في کل زمان وفي کل مکان علی هذه الارض المعمورة ...
وها قد وصل موکب سبايا آل الرسول صلی الله عليه وآله وسلم الی ارض الغاضرية، ارض التضحية والفداء ارض المأساة والحزن ، ارض قد أرتوت من دماء ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصحبه الابرار لاحياء دين الله ، ارض شهدت مالم تشهد له البشرية مثيلا من الاباء والتضحيات ...
عادت هذه الذکری کما في کل السنوات ...  تُبكي صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وتدمي قلبه الشريف، تلهب نفوس الموالين بالأحزان، تلفح بحر البيداء قلوباً أضحى النصر محجّتها، ونيل المعالي على نهج الحسين (عليه السلام) قبلتها...
سيدي ابا عبد الله في اربعينيتك وفي كل عام، تلتهب هذه الشعلة الحسينية في قلوب المحبين والعاشقين ، لتبقى الحرارة المتجددة التي لن تبرد أبدا .
وتقترن اسم اختك الطاهرة السيدة عقيلة الهاشمين "زينب" عليها السلام، مع هذه الذکری الاليمة لانها کانت (عليها السلام) لها الدور البطولي في ذاك العصر، حيث كانت الصوت الثائر والسيف البتار بعدك على الظلم والطغيان، كانت الرسالة التي تهز بصداها العالم أجمع، ومن هنا انطلقت مواكب الکرامة والعزة وايقاظ الضمائر الميتة.
ان اقامة مراسم اربعينية الامام الحسين عليه السلام تعتبر تعبيراً عن الولاء المطلق وتجديداً للعهد إليه (عليه السلام) ... مع مبادئه وقيمه واهدافه.
فقد بكى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على مصيبة أبيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ثلاثين سنة، وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) يبكي لتذكُر المصيبة ، ويستنشد الشعر في رثائه ويبكي ، وكان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إذا دخل شهر محرم لا يُرَى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلُبُ عليه، وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ): ( إنَّ يوم الحسين أقرح به جفوننا ، وأسال دموعنا ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء)، وقال الرضا عليه السلام ايضا: كانَ أبي إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكاً.
ها هي جموع المؤمنين تقترب من ضرحيك المقدس سيدي، مشيا على الاقدام تعبيرا عن الحب والانتماء والاخلاص، والثبات على الهوية، لانك نعم القدوة وخير من اُتبع وافضل من اقتُفي أثرُه واُخذت منه سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد رُويَ عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنّه قال: ( عَلامَاتُ المؤمن خمسٌ: صلاةُ إِحدى وخمسين ، وزيارةُ الأربعين ، والتخَتُّم في اليمين ، وتعفير الجَبين ، والجهر بـ( بِسْم اللهِ الرحمن الرحيم ) بحار الأنوار.
وقد ورد في کتب السيرة بان عَطا قال : كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم العشرين من صفر ، فلمَّا وصَلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها، ولبس قميصاً كان معه، ثم قال لي: أمَعَكَ من الطيب يا عَطا ؟ قلت: معي سُعد، فجعل منه على رأسه وسائر جسده، ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحسين ( عليه السلام )، وكَبَّر ثلاثاً، ثم خرَّ مغشياً عليه، فلما أفاق سَمِعتُه يقول: السلام عليكم يا آلَ الله ( بحار الأنوار ) .
وكان يزيد قد أمر بِرَدِّ سبايا الحسين (عليه السلام) إلى المدينة، وأرسل معهم النعمان بن بشير الأنصاري في جماعة . فلمَّا بلغوا العراق ، قالوا للدليل:
مُر بنا على طريق كربلاء، وكان جابر بن عبد الله الأنصاري ،وجماعة من بني هاشم قد وردوا لزيارة قبرالإمام الحسين ( عليه السلام ).
فبينا هُم كذلك إذ بِسَوادٍ قد طلع عليهم من ناحية الشام،  فقال جابر لعبده: اِنطلق إلى هذا السواد وآتِنَا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عُمَر بن سعد فارجع إلينا، لعلَّنا نلجأ إلى ملجأ، وإن كان إمامي زين العابدين ( عليه السلام ) فأنت حُرٌّ لوجه الله تعالى. فمضى العبد، فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر ، قمْ واستقبل حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، هذا زين العابدين قد جاء بِعَمَّاته وأخواته.
فقام جابر يَمشي حافي الأقدام ، مكشوف الرأس، إلى أن دنا من الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، فقال (عليه السلام): ( أنْتَ جَابِر ؟) فقال: نعم يا بن رسول الله. فقال الإمام (عليه السلام):
(يَاجَابر هَا هُنا واللهِ قُتلت رجالُنا، وذُبحِت أطفالُنا، وسُبيَتْ نساؤنا، وحُرقَت خِيامُنا) .وفي كتاب الملهوف: إنهم توافوا لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) في وقت واحد، وتلاقوا بالبكاء والحزن، وأقاموا المأتم، واجتمع عليهم أهل ذلك السواد، وأقاموا على ذلك أياماً ( أعيان الشيعة ).
 
 

المزید من الصور

هويتي.. لبيك ياحسين (عليه السلام)هويتي.. لبيك ياحسين (عليه السلام)هويتي.. لبيك ياحسين (عليه السلام)
تصنيف :