رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات..

السيد حسن نصر الله يؤشر بدقة على مخاطر التقسيم

السيد حسن نصر الله يؤشر بدقة على مخاطر التقسيم
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣ - ١٠:٠٠ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم ) 5/1/2013 – قال السيد ناصر قنديل رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات ان تحذيرات السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير مجددا من مخططات تقسيم المنطقة يشير الى خطورة هذه المخططات وبلوغها مرحلة لابد من مواجهتها .

واضاف قنديل في حديث مع قناة العالم مساء الجمعة ان السيد نصر الله عندما يضع هذا التحذير في المقام الاول من خطابه فهناك ثمّة ما يرى فيه تزخيما وتفعيلا لهذا المنحى التفتيتي ، ونقلة نوعية في المشيئة الدولية الراعية لما يُدار في المنطقة أي الولايات المتحدة .
ورجح الباحث اللبناني ان يكون الحدث العراقي هو الذي وضع الملف على جدول اعمال خطاب السيد نصر الله متقدما على كل القضايا الاخرى ، ففي كل المحطات التي اوردها السيد في خطابه كان هناك تمييز مستمر بين مشروعية واحقية مطالب وبين خطورة الذهاب الى التفجير والصدام باسم هذه المطالب .
وتابع قائلا : ان السؤال في العراق ليس حول صدقية وجود مطالب ومدى مشروعيتها ، بل السؤال هو : لماذا الذهاب الان الى التسخين الى درجة الغليان الذي يهدد بقسمة العراقيين على فوالق الجغرافيا والمذاهب بعد ان فعلت ارادة الاحتلال خلال وجودها ما يكفي من اجل عمليات الفرز الديمغرافي بين الاقاليم الثلاثة اذا صحت التسمية أي الشمال والوسط والجنوب ، واضاف متسائلا : من يقف وراء ان يخرج العراقيون الان وليس قبل ستة اشهر طالما القضية عمرها سنتان ، وليس بعد ستة أشهر، وفي مجموعة من المحافظات دفعة واحدة وبصرخة عنوانها ( أما الآن واما الطلاق).
وفي جانب اخر من حديثة قال رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات ان هناك مداولت تمت بصورة علنية وواضحة في مؤتمر حلف الاطلسي في لشبونة في تشرين الثاني 2010 ، وكان موضوع المداولات تقرير استراتيجي يرسم استراتيجية حلف الاطلسي لعقود قادمة بناء على نتائج الحروب التي جرى خوضها في افغانستان والعراق ، واستمرت المداولات اكثر من 48 ساعة شارك فيها رؤساء الدول وعلى رأسهم الرئيس الاميركي اوباما ، وتلقت القمة تقريرا من اللجنة التي ترأستها مادلين اولبرايت بمشاركة مجموعة من الحكماء كان ابرزهم مشاركة في النقاش برنارد لويس ( يهودي بريطاني أميركي ، استاذ فخري لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون ، ومتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب ) وقد حمل لويس خريطته الى هذه القمة وقدم نظريته مخاطبا المشاركين بالقول : طالما انكم مجمعون من ان ازمة العالم باتت تتلخص في هذه المنطقة المسماة بالعالم الاسلامي وانه لا يمكن ان نحصل على استقرار في هذه المنطقة من خلال دول مستقرة بل من خلال جلب اهتمامات تمتص حيوية هذه الامنطقة ، فهو يقترح اعادة رسم حدود الكيانات السياسية على حدود المذاهب والاعراق ويقدم خريطة اصبحت موجودة الان على موقع الناتو اسمها خريطة برنارد لويس وبامكان كل أحد الاطلاع عليها ، وفي هذه الخريطة دولة الشيعة الكبرى من وسط العراق الى جنوبه الى الساحل الشرقي للسعودية ، وفيها ايضا دولتان أخريان في السعودية هما دولة الاماكن المقدسة ودولة قلب الحجاز ، وفي الخريطة ايضا دولة سُنيّة بين سنّة العراق وسوريا وفيها الساحل العلوي مع لبنان وفيها دولة كردستان الحرة كما يسميها ، وفي مصر اربع دول ، وهكذا فانه يعيد رسم الجغرافيا السياسية .
ويخاطب لويس قادة الاطلسي بالقول اذا كنتم ترفضون خارطتي فانكم اذا اردتم الاستقرار فستعودون اليها لانكم سوف تصدمون جدار سوريا ولن تنجحوا في كسره الا اذا فتحتم الجدران بين سوريا والعراق والاردن ولبنان وصولا الى السعودية واليمن .
وخلص قنديل الى القول ان السيد حسن نصر الله وبالعقل الاستراتيجي الذي يواكب به الازمة السورية، وما لديه من معطيات من وصول مشروع ( اسقاط النظام ) الى طريق مسدود، وتسليم القوى الكبرى بهذه الحاصلة، وتردد هذه الدول بالذهاب الى التسوية ودور القوى الاقليمية المتورطة من قطر الى تركيا بصورة خاصة في منع الذهاب الى الحوار والتسوية ، ثم يأتي المشهد العراقي المتفجر ، في ظل كل ذلك يلتقط نصر الله هذه المخاطر ليقول: اذا كان الهروب من المصالحة وفاتورتها ومن التسوية وضرورتها قد يدفعكم الى التفكير بالتفجير الشامل لجدران المنطقة على بعضها البعض والذهاب الى الفتنة التي تشكل خطرا جاثما ودائما ، فيا شعوب المنطقة وقواها انتبهوا فان القادم هو الاخطر فبيدكم التوصل الى تفاهمات حول قضايا الخلاف.
Ma.21:39.4