ايران واميركا اللاتينية: علاقات صداقة وسلام

ايران واميركا اللاتينية: علاقات صداقة وسلام
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

ايران تخوض عباب المياه المتلاطمة للمحيط الاطلسي من اجل الوصول الى اميركا اللاتينية او بالاحرى دول معينة فيها معروفة بسياساتها الثوریة والنضالية والانسانية وفي مقدمتها فنزويلا.

ترى ما هي الاهداف المعادية والاستفزازية التي يمكن ان تحملها الجمهورية الاسلامية لـ "اللاتينية" حتى تثار حفيظة الكونغرس الاميركي ووزارة الخارجية في حكومة الولايات المتحدة، وتعملا معا على اقرار ما اسمياه" قانون منع النفوذ الايراني في اميركا اللاتينية"؟!
انها احدى المفارقات العجيبة والشاذة جدا في استراتيجية "العم سام" التي تسمح لنفسها بعبور القارات والمحيطات لغزو دول مسالمة مثل افغانستان والعراق عسکریا، والتدخل بکل وقاحة في شؤون سوريا وهي لاتتورع عن تحويلها الى "ساحة حرب" خدمة لمصالح النظام الرأسمالي الغربي – الصهيوني وتنفيذا لاحداثيات "حلف الناتو" على مستوى التحكم بممرات عبور امدادات الطاقة (النفط والغاز) من منطقة الخليج الفارسي.
لقد تحولت البلدان العربية المطلة على هذا البحر الاسلامي الى محميات عسكرية واستخباراتية اجنبیة تهدد منذ امد بعيد الامن والاستقرار والتعايش الحضاري القائم على اطرافه وقد اصبحت طوع يمين المشاريع الصهيو غربية للقيام بكل ما هو شر وعدوان وتوتر وتدمير وصراع في الشرق الاوسط.
اما العلاقات بين ايران واميركا اللاتينية فانها – وباعتراف المراقبين والخبراء الدولیين – علاقات صداقة وتعاون وحماية للامن والسلم العالميين. فالدول اللاتينية جربت مصداقية الجمهورية الاسلامية في مضمار مديد العون والمساعدة لنشر البناء والاعمار، ودخلت مع طهران في اتفاقيات تنموية على مختلف الصعد، وذلك بعدما خاب املها في الوعود التي طالما قدمتها الادارة الاميركية لها،دون نتیجة.
ومن المعروف ان اية سياسة لاتقوم على الصدق والوفاء، تفقد خصوصيتها وتتلاشى في اعين ابناء البشریة ، خاصة الشعوب اللاتینیة التي قدمت عبثا الفرصة تلو الاخرى لحكومات الولايات المتحدة من اجل التثبت من جديتها لتسريع دوران عملية التنمية والتقدم والاعمار فی بلدانها.
بيد ان مجموعة الفحوصات والاختبارات التي منحتها اميركا اللاتينية لواشنطن، كشفت عن الرؤية الاستكبارية في السياسات التي يتعامل بها الزعماء والمسؤولون الاميركان مع "اللاتينية"، لان "البيت الابيض" ما فتئ ينظر الى دول هذه المنطقة باعتبارها "الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة، وبالتالي فانها – وحسب هذه الرؤية المقيتة – غير جديرة بالاهتمام والعناية والرعاية، في حين ان المساعدات العسكرية والاقتصادية والتقنية الاميركية و الاوروبیة تتهافت من كل حدب وصوب على "اسرائيل" وهي الكيان الغاصب الذی تم زرعه في قلب العالم الاسلامي ليكون وبالا على شعوبه مثلما هو حاصل اليوم.
وبالعودة من جديد الى "قانون منع النفوذ الايراني في اميركا اللاتينية"، لايسعنا الا ان نؤكد على ازدواجية المعايير الغربية (الاميركية) في التعاطي مع قضايا الامم والشعوب، فهي غير مستعدة لدعم جيرانها المتواجدین معها فی نفس القارة والتواقين الى التقدم والرفاهية والعيش الكريم، کما انها لاتسمح ايضا لاحد بتقديم المساعدة والتكنولوجيا ومقومات التنمية المستدامة، بل ان اميركا المستكبرة لاتخجل من نفسها عندما تسن قانونا ظالما للحد من تطوير العلاقات بين ايران والدول اللاتينية.
والواقع ان الاجراء الاميركي هو عنوان صارخ لجشع الراسمالية الغربية – الصهيونية الساعية الى السيطرة على كل شيء ثمين ونادر في ربوع الكرة الارضية، فيما هي تقاتل – بكل شراسة – لمنع الآخرين حتی من الحصول على ما يمكن ان يسد رمقهم ولاسيما في البلدان الثورية والتحرریة باميركا اللاتينية مثل فنزويلا والبيرو ونيكاراغو وغيرها.
حمید حلمی زادة