دافوس.. الازمة المالية والتحديات العالمية

الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠٠٩ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

اختتم الزعماء السياسيون وقيادات الاعمال في العالم الاحد مناقشاتهم في المنتدى دافوس بسويسرا الذي استمر 5 ايام بشان معالجة الازمة المالية، والتحديات العالمية الاخرى، عائدين الى بلادهم مع توقعات العالم باتخاذ قرارات واجراءات فى هذا الصدد.

كان احد اهم التوافقات التي تم التوصل اليها خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، هو الحاجة الى التعاون الدولي في معالجة الازمة الحالية، التي اثرت على الاقتصاديات المتقدمة والنامية على حد سواء.

وصرح رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، وهو احد 43 رئيس دولة وحكومة حضروا الاجتماع، "انها ليست ازمة اقتصادية في دولة واحدة، وانما هى ازمة عالمية. ونحن بحاجة الى تعاون عالمي واجراءات عالمية للتغلب عليها".

وذهب كلاوس شواب، مؤسس والمدير التنفيذي للمنتدى، الى ابعد من ذلك، مؤكدا على ان المجتمع باسره، وليست الحكومات وحدها، يجب ان يشارك في حل الازمة الحالية.

وردد نفس الدعوة للتعاون كبار الزعماء الاخرين، ومن بينهم رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، والرئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

وقال ون في خطابه امام المنتدى، انه خلال معالجة الازمة، فان الثقة هي مصدر القوة، والتعاون العملي هو الطريقة الفعالة، وتقبل المسؤوليات هو الشرط المسبق.

واعرب رئيس مجلس الدولة الصيني عن ثقته بان الاقتصاد الصيني سيواصل نموه السريع والمطرد رغم تاثير الازمة العالمية.

وقالت مرجريت تشان، مدير عام منظمة الصحة العالمية "انه لشيء هام ومشجع للغاية ان يستخدم رئيس مجلس الدولة الصيني ون الاحصاءات الصينية لتوضيح وجهة نظره".

تغيب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن الاجتماع السنوي لكبار الشخصيات فى العالم والذي يعقد في منتجع التزلج السويسري دافوس. ولكن واحدة من كبار مستشاريه نقلت عنه رغبته فى التعاون.

وقالت فاليري جاريت، مساعدة اوباما للعلاقات الحكومية "ان اقتصادنا عالمي، وازمتنا عالمية، ومن ثم يجب ان تكون حلولنا عالمية".

وقالت جاريت ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تكون بمفردها في بذل الجهود من اجل اعادة بناء الثقة بالاقتصاد، والاسواق المالية.

واكدت على ان ادارة اوباما ستكون شريكا مع باقى العالم فى " اقامة اطار دولي عملى يمكن ان يساعد في استقرار الاقتصاد العالمي".

ولكن هذا التعاون والتنسيق ربما لا يكونان امرا يسيرا، في ضوء اختلاف الانظمة والمصالح، وكذا مدى تاثير الازمة، حسبما قال المشاركون.

كما دعا المشاركون في الاجتماع الى اجراء اصلاح شامل للنظام المالي العالمي، واقامة انظمة اقتصادية جديدة ذات لوائح دولية اقوى.

وقال براون انه سوف يدفع من اجل وضع "معايير دولية تتمتع بالشفافية والوضوح " للمؤسسات المالية. واضاف " اننا بحاجة الى اصلاح وتقوية المؤسسات الدولية بمنحها السلطة والموارد من اجل الاستثمار على المستوي العالمي".

ومن جانب اخر، صرحت ميركل بانه يجب انشاء مجلس اقتصادي تابع للامم المتحدة يعتمد على ميثاق جديد يضم مبادئ اقتصادية عالمية لمراقبة الاقتصاد العالمي.

ولكنه ما زال من غير الواضح كيف ستنظر الاقتصاديات العالمية الكبرى الاخرى الى افكارهم هذه ، وبشكل خاص الولايات المتحدة تحت قيادة اوباما.

كما اكد الزعماء في منتدى دافوس على اهمية مكافحة الحمائية، والتي تميل الى الارتفاع في اوقات الازمات الاقتصادية. ودعوا الى اختتام جولة الدوحة لمحادثات فتح التجارة العالمية، والتى طال توقفها، في اطار حزمة تحفيز الاقتصاد العالمي.

وذكرت وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس ليوتار، التي استضافت اجتماع وزاري لكبار اعضاء منظمة التجارة العالمية على هامش منتدى دافوس، "ان التجارة جزء من الحل للازمة العالمية".

وقالت "في الحقيقة، ان التجارة الحرة يمكن ان تصبح اكبر حزمة تحفيز اقتصادية لانعاش الاقتصاد العالمي ، ومحاربة الفقر".
وبالاضافة الى الازمة الاقتصادية، ناقش المشاركون ايضا المخاطر العالمية الاخرى مثل التغير المناخي، والطاقة، والامن الغذائى وامن المياه.

وقال المشاركون ان جميع هذه المخاطر تحتاج الى حلول عالمية. كما راجع الاجتماع الاوضاع في قطاع غزة وافغانستان، وكذا القضية النووية الايرانية.

ومن المتوقع عند عودة زعماء العالم الذين حضروا الاجتماع الذي استمر 5 ايام الى بلادهم ان يقوموا بدراسة المعلومات والاقتراحات التي تلقوها، ويتخذوا القرارات الصحيحة لانعاش الاقتصاد العالمي.

وتعد قمة مجموعة ال20 القادمة المقرر انعقادها في ابريل فرصة لكبار الزعماء لاتخاذ قرارات وخطط عمل هامة بشان الازمة المالية. كما يستعد زعماء العالم للاجتماع في مؤتمر الامم المتحدة في كوبنهاغن في الدنمارك الذي يعقد فى نهاية هذا العام بشان التغير المناخي، لوضع اطار عالمي لمعالجة هذه القضية العالمية.

يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتخذ من جنيف مقرا له اجتماعات سنوية منذ 1971