في ذكرى انطلاق الثورة في البحرين

في ذكرى انطلاق الثورة في البحرين
الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣ - ٠٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

تمر اليوم الخميس الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في البحرين ، حيث ينتفض الشعب البحريني ضد حكم آل خليفة الذي يحكم البحرين بدعم من الولايات المتحدة والسعودية وسائر اعضاء مجلس التعاون في الخليج الفارسي ، والذي يتجاهل قوة الشعب وارادته معتمدا على فئة قليلة متسلطة على الحكم تحكم البحرين حكما ديكتاتوريا قبليا تسلطيا وتواجه انتفاضة الاغلبية في البلاد بالحديد والنار دون الاكتراث لمطالبها التي تدعو الى الاصلاحا ت السياسية والدستورية واقامة حكم ديمقراطي وانهاء التمييز الطائفي والتحقيق في سرقة الاراضي العامة للدولة وانهاء القمع والتعسف والاعتقالات والنفي وسحب الجنسية ومعالجة الفقر والبطالة وتحسين الخدمات والتعليم.

وعلى الرغم من طرح الاغلبية في البحرين لهذه المطالب الحقة ، نرى النظام وخاصة المتشددين من المسؤولين يواجهون الشعب البحريني بالقوة ،  وقد استشهد حتى الآن اكثر من مائة شخص في هذه الثورة السلمية وجرح الآلآف واعتقل عدد كبير من المواطنين وزعماء الاحزاب والجمعيات وموظفي الدولة وعشرات الاطباء والممرضين بحجة معالجتم  المتظاهرين .ونري المحاكم العسكرية تصدر احكامها ضد العشرات من المواطنين والشخصيات السياسية بالسجن والسجن مدى الحياة .
فالنظام البحريني يحظى بدعم مالي وعسكري كبير من قبل نظام آل سعود ، حيث دخلت ارتال  عسكرية سعودية مدرعة اضافة الى وحدة من الجنود الاماراتيين تعمل تحت سلطة قوات درع الجزيرة  بعد شهر واحد من بدء الانتفاضة الى الاراضي البحرينية ، وهذه القوات تشارك في قمع الانتفاضة وتدعم النظام استخباراتيا وامنيا وان نظام آل سعود يعتبر الداعم الاول لنظام آل خليفة  يحرضه ضد المنتفضين ويمنعه من الاصلاحات السياسية خوفا من انعكاس هذه الاصلاحات على وضعه الداخلي.
فالثورة في البحرين التي لم تحظ باهتمام العالم ، بسبب خوف الولايات المتحدة على قواعدها في المنطقة وخاصة اسطولها الخامس في البحرين وخوف الحكومات في الخليج الفارسي من انتشار هذه الثورة في دولها و التي تظن انها مصونة من اي حركة ثورية لصرفها مليارات الدولارات لابعاد هذه الثورات من عروشها ، فهذه الثورة اظهرت للعالم اجمع بان نظام آل خليفة الذي يحاول يائسا وقف الثورة في الداخل هو اعجز من ان يقمع ثورة شعبية تطرح مطالب تماثل مطالب الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا وغيرها من الدول العربية ،  لان اقلية تستأثر بالسلطة في البحرين و تعارض المطالب الحقة لأغلبية هذا الشعب الذي يطالب باصلاحات في بلاده.
فابناء الشعب البحريني عانوا لعشرات السنين من فساد الاسرة الحاكمة و المحسوبية وغياب الشفافية والتمييز والفساد والبطالة ونقص المساكن وانتهاكات السلطة القضائية وعدم وجود سلطة تشريعية تقوم بالرقابة على اعمال الحكومة التي يتولي رئيسها الحكم منذ اربعين عاما ، ولا يرضي تسليم السلطة الى الاخرين.   
فالنظام الذي يواجه ثورة شعبية كبيرة منذ عامين ، يطرح الان على قادة الثوار الحوار ويدعوهم الى الدخول في مفاوضات مع السلطة عله ينهي الاحتجاجات ويوقف الحركة الثورية التي قدمت اكثر من مائة شهيد والتي تريد احداث تغيير جوهري في البلاد ، ويبدو ان السلطة عندما تواجه طريقا مسدودا لا تجد سوى طرح مقترح الحوار لكي تظهر للمجتمع الدولي انها مستعدة للحوار ولكن المعارضة ترفضه ، فالنظام يواجه الان ضغوطا من الخارج وخاصة ان منظمات حقوق الانسان قد سلطت الاضواء علي انتهاكات النظام لحقوق الانسان  ، وهناك توجه لفرض عقوبات على المسؤولين البحرينيين المتورطين في قمع الشعب البحريني ، وهذا ما يدعو النظام الى دعوة قادة الثوار الى الحوار الذي لا يري الثوار اي فائدة منه ، بل يعتبرون الحوار خدعة من جانب النظام  .
ان ثورة البحرين هي  ثورة شعب سئم من مراوغات السلطة منذ عشرات السنين ، وهو الان مصمم على استيفاء حقه عن طريق المسيرات السلمية التي يقمعها النظام بكل ادواته القمعية ، وها هي قوات النظام تواجه المتظاهرين الذين خرجوا عشية الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في مظاهرات سلمية واستخدمت ضدهم  الغازات المسيلة للدموع والقنابل ولكن الشعب البحريني مصرّ على تحقيق مطالبه التي طرحتها  الجمعيات السياسية البحرينية المعارضة في نهاية مظاهرات يوم الاربعاء والتي  اكدت فيها ان "ما تحتاجه البحرين هو حل سياسي شامل يفضي الى تسليم السلطة إلى الشعب، وانهاء حالة الدكتاتورية والتسلط والاستبداد والاستفراد، والبدء بمرحلة جديدة تكون فيها السيادة للشعب ويكون قراره هو الحسم في جميع الأمور، واكدت على ان "اي حل سياسي يجب أن يحتكم فيه للشعب عبر الاستفتاء أو المجلس التأسيسي لاخذ رأي الغالبية فيه، فلا شرعية لاي حل الا من خلال رأي الشعب، ودون ذلك يعتبر حل قاصر ولا يمكن أن يحقق الإستقرار بعيد المدى المنشود للبحرين" .
شاكر كسرائي