الاحتلال يعترف بضلوعه المباشر في اغتيال الشهيد عماد مغنية

السبت ٠٧ فبراير ٢٠٠٩ - ١٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية الخميس، تقريرا لمراسلتها للشؤون العربية سمدار بيري، أوردت فيه تفاصيل اغتيال القائد العسكري لحزب الله الشهيد عماد مغنية "الحاج رضوان" في دمشق قبل عام.

وخلص التقرير الى ان الاغتيال تم استنادا الى معلومات جمعتها المخابرات الاميركية بالاعتماد على اعترافات قيادي في حزب الله يدعى علي موسى دقدوق ومساعدة عناصر من سوريا والعراق.

واضاف التقرير: ان التنفيذ العملي تم بواسطة فرقة من قسم العمليات في الـ "موساد" الاسرائيلي، أو ما يعرف بـ "الجهاز الخارجي للمخابرات الاسرائيلية"، حيث عبرت 3 سيارات الحدود السورية، ركب بها تقني متفجرات نصب كمينا عبارة عن عبوة متفجرات في سيارة عماد مغنية، وهربت زمرة الإسرائيليين دون أن تبقي أي أثار عنها.

وقد ورد على لسان سمدار بري: "قليلة وكالات المخابرات الدولية التي كشفت عن عملية اعتقال علي موسى دقدوق، من كبار قسم المنفذين الدوليين التابع لحزب الله، وقد تم القبض على دقدوق في العراق.. لقد كان علي من أقرب الأشخاص لعماد مغنية الذي وضعت أميركا قيمة 25 مليون دولار لمن يغتاله".

وتشير المعلومات إلى أن دقدوق تواجد في العراق بتعليمات من الحاج عماد مغنية، كي ينفذ عمليات عسكرية ضد جيش الاحتلال الاميركي، وقد رفض دقدوق الاستجابة للمحققين الأميركيين والتعاون معهم مدعيا بانه أصم بل وطلب الرحمة في البداية لأنه أصم، وكان يحمل مستندات مزيفة، وبعد مرحلة من التحقيقات المكثفة معه ادعى علي موسى انه رجل أعمال إيراني، لكن وبعد ثلاثة أسابيع ونتيجة التحقيقات بدأ بالاعتراف في آذان المحققين الأميركيين، كما ورد في يديعوت أحرنوت.

وواصلت الصحيفة: "اتضح بأن علي موسى دقدوق كان يعمل تحت رعاية عماد مغنية، في حين ابلغ دقدوق وخلال التحقيق اسما من أسماء عماد مغنية وهو "الحاج رضوان" الذي استعمل كرمز بين رفاقه، ولم تكن المخابرات تعلم بهذا الاسم، وقد استطاع عماد مغنية أن يضلل 40 وكالة مخابرات في العالم.

كذلك بلغ دقدوق أرقام الهواتف الخاصة بالحاج رضوان، وبأسماء المقربين من عماد مغنية وتم الكشف عن اسم آخر للحاج رضوان وهو (ابر دوحان).

هذه المعلومات الإستخباراتية وصلت لمراسل يديعوت أحرنوت بواسطة ضابط في المخابرات اللبنانية الذي تم تعيينه لفحص ملابسات حادثة اغتيال عماد مغنية، والذي ذكر بأن أميركا أرادت أن تغتال عماد مغنية، لكن إسرائيل أرادته حيا لتصفية الحسابات معه، حيث انها "ركضت 15 سنة خلف عماد مغنية".

ذكر روبرت بار من الـ "سي آي إيه" سابقًا: "مشيت كالظل في أعقابه، ولم أتوقف عن جمع المعلومات والركض خلفه، لكني لم استطع أبدًا أن اقترب منه، لقد كان رجلاً متمكنا جدًا، فهو لم يجر أبدا أي لقاء في مكان لا يوجد له مداخل.. اثنين على الأقل، ودائما عمل على إخفاء أي ورقة أو تصوير يعود له".

اليوم وبعد مرور عام على ذكرى اغتيال عماد مغنية يتضح بأن المخابرات اللبنانية أيضا تابعت خفية "الحاج رضوان".

وتشير يديعوت أحرنوت: "وفقا للمعلومات التي تمتلكها إسرائيل فإن عماد مغنية وقف وراء عملية اختطاف الجنديين الدر ريجيف وجولدفيسر، بل تواجد في مكان محدد ليراقب العملية عندما حصلت"، لكنه وفي السنوات الأخيرة من حياة الحاج عماد مغنية "أثيرت لديه تخوفات اضافية، لهذا شدد على عدم التواجد في غير مكانه الطبيعي، وفقط اعتبر دمشق محطة للتنقل من لبنان لإيران".

وتضيف سمدار بري: "وقع الخطأ الكبير الذي ارتكبه عماد مغنية في حياته في 12 شباط/فبراير 2008 ، الكثير من رجاله عرفوا برنامج عماد مغنية في نيته تكريم السفير الإيراني الجديد في دمشق حجة الاسلام موسوي وأن يتواجد عنده ولو لمدة عشرين دقيقة، في استقبال احتفالات الذكرى 29 عاما لانتصار الثورة الاسلامية في ايران"، و"تمت متابعة مغنية من خلال كتابته جدوله الزمني، وكان عماد مغنية قد أمضى وقتا وحده في شقة، دون المرافقين الخاصين به، وكان هذا هو الوقت الكافي لدى منفذي عملية اغتياله من نصبوا المتفجرات في سيارته".

وأكدت: "الأيدي التي وضعت المتفجرات في سيارة مغنية كانت اسرائلية"، موضحة "الأيدي التي وضعت التفجيرات القاتلة في المقعد الأمامي في سيارة عماد مغنية كانت أيد اسرائلية فقط".

وقالت: "عندما يدور الحديث عن اغتيال شخص له قيمته الكبيرة، ممنوع الاتكال على أي طرف غريب، فدائما هناك تخوفات من تسريب معلومات، ولا يريدون أن تفشل خطة الاغتيال".

والإجابة على السؤال كيف وصلت الأيدي الإسرائيلية لسيارة عماد مغنية؟ لا يوجد جواب عند المخابرات اللبنانية "لدينا معلومات بأن الطاقم الذي قام بوضع المتفجرات في سيارة عماد مغنية دخل سوريا عن طريق كردستان بثلاث سيارات".

بعد أن رأى الإسرائيليون بأن سيارة الحاج رضوان تقف دون حراسة، بجانب الشقة التي تواجد بها، قاموا على الفور بوضع المتفجرات بشكل سريع، وهربوا في طريق مغايرة عن الطريق التي أتوا منها.. ممنوع استعمال الطريق نفسه عند تنفيذ عمليا