المالکي يسعى الى احياء الائتلاف الشيعي ومقتدى الصدر قد يوافق على الانضمام اليه

السبت ١٤ فبراير ٢٠٠٩ - ١٢:٠٣ بتوقيت غرينتش

اعلن الزعيم الشعيي العراقي السيد مقتدى الصدر انه قد يوافق على الانضمام للائتلاف الشيعي شرط الابتعاد عن القوى الطائفية السابقة.

وحققت قائمة رئيس الحکومة نوري المالکي فوزا کبيرا في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت نهاية الشهر الماضي واظهرت تفوقا کبيرا على منافسه في الائتلاف البرلماني الشيعي وهو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهو ماقد يمهد الطريق امام المالکي للشروع بحملة هدفها احياء الائتلاف الذي اضعفته الانسحابات المتکررة لعدد من کتله.

وکان الائتلاف العراقي الموحد الذي ضم جميع الاحزاب الشيعية على الساحة العراقية قد تاسس قبيل الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد نهاية العام 2005 والتي جرت في اجواء هيمنت عليها الصراعات الطائفية.

وجراء هذا فان الکتل السنية التي اشترکت في تلك الانتخابات شکلت جبهة التوافق لتشکل التحالف السني المشارك بالعملية السنية.

وشکلت هاتان الکتلتان قطبي الاحتدام في الصراع الطائفي السني والشيعي للمرحلة الماضية والذي وصل في احدى مراحله الى حافة الحرب الاهلية التي راح ضحيتها عشرات الاف من العراقيين.

ومالبثت هاتان الکتلتان بالتفتت بسبب الانسحابات المتکررة لاحزابها وخاصة بعد انحسار القتال الطائفي في عموم البلاد.

وانسحب التيار الصدري وحزب الفضيلة من الائتلاف الشيعي ولم يتبق في الائتلاف الا حزب الدعوة الذي يقوده المالکي والمجلس الاعلى بزعامة السيد عبد العزيز الحکيم.

وفي المقابل انسحب مجلس الحوار الوطني وکتلة المستقلون من جبهة التوافق ولم يتبق الا الحزب الاسلامي وعدد اخر من الاعضاء يشکلون جبهة التوافق البرلمانية.

وکشف سياسيون ان المالکي يسعى الان الى احياء الائتلاف الشيعي لکن بمظلة تختلف عن المظلة التي تشکل منها الائتلاف السابق والتي هيمنت عليها اجواء الطائفية.

وعلل النائب سامي العسکري عضو البرلمان من الائتلاف والمقرب من رئيس الحکومة ان محاولات المالکي لملمة الائتلاف العراقي الموحد هي عملية تفرضها ضرورات سياسية.

و قال "ليس سرا ان هناك تآمرا ومحاولات من بعض کتل البرلمان للاطاحة بحکومة المالکي ولهذا فان المالکي بحاجة الى تکتل يدعمه داخل مجلس النواب."

واضاف ان لجوء المالکي الى احياء الائتلاف "لن يکون بنفس النسيج السابق والذي شکل في اجواء قريبة من الحرب الطائفية وکان عنوانه هو حفظ الشيعة وبالتالي کان خطاب الائتلاف انذاك طائفيا شانه شان الکتل الاخرى."

وأيد برلمانيون من التيار الصدري محاولات واتصالات يقوم بها المالکي بعد الانتخابات المحلية من اجل اقناعهم بالعودة مرة اخرى الى الائتلاف العراقي الموحد.

وبالمقابل فان ما تبقى من جبهة التوافق السنية يرصد محاولات احياء الائتلاف بعين من الريبة والشك ومخاوف من احتمال ان تشکل هذه المحاولات بداية العودة الى الاستقطاب الطائفي القديم.

ووصف النائب سليم الجبوري وهو الناطق باسم جبهة التوافق المالکي وهو يحاول احياء او لملمة الائتلاف الشيعي بانه " يحمل لواء الاستقطاب الطائفي من خلال هذه الدعوة لغرض اجهاض ماتم التوصل اليه سابقا من عملية الميل نحو المشاريع والبرامج الوطنية."

واضاف الجبوري عضو الحزب الاسلامي العراقي الذي يترأسه طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية "هذا الامر قد يحفز الکتل الاخرى السنية او تلك ذات البعد القومي في سبيل الميل نحو هذا الاستقطاب وبالتالي نعود الى التحالفات الطائفية."

وفي تطور قد يفسر بانه تاييد للمالکي في مسعاه اعلن السيد مقتدى الصدر في بيان صدر عنه مساء الجمعة عدم معارضته العودة للائتلاف الشيعي لکنه اشترط ابعاد القوى الطائفية السابقة.

وقال الصدر في بيانه ان القوى السياسية التي فازت بانتخابات الشهر الماضي تريد تشکيل ائتلافات سياسية لاجل الاتفاق على المرحلة المقبلة والاتفاق على نقاط مصيرية.

واضاف "انصحهم بذلك وباسرع وقت ممکن، الا ان هذه التحالفات تکون مشروطة بعدم التحالف مع القوى الطائفية السابقة التي ما اوصلتنا الا الى الحروب والجوع ونقص الاموال وغيرها من الامور."

واقترح الصدر تسمية جديدة للائتلاف وهي "الائتلاف العراقي الوطني الموحد" کما دعا الى تغيير رئاسة البرلمان "لتکون للاصلح والاکفأ".