صحيفة حمايت تنشر مقالا:"الاردن ..اللعب بالوكالة"
ناقشت صحيفة "حمايت" في افتتاحيتها الدور الاردني في اللعب بالوكالة عن أميركا في تنسيق وتطبيق سياساتها في المنطقة، وتقول الافتتاحية ان الاردن برئاسة الملك عبد الله الثاني هي ضمن مجموعة الدول التي ليس لها دور دبلوماسي يذكر، وانما هي مجرد لاعبة في دكة الاحتياط الاميركي. وان اهميتها النسبية تأتي بسبب جوارها لفلسطين.
وذكرت الافتتاحية ان هذه الدولة التي شهدت في الاشهر الاخيرة الكثير من الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالحكومة، نشاهدها هذه الايام وقد نزلت الى الساحة، وبدأت تؤدي دورا جديدا في التحولات الفلسطينية المستقبلية.
واضافت الصحيفة ان دراسة ومناقشة مسيرة التطورات الاقليمية، يظهر بوضوح ان الاميركيين بدأوا مسيرة التسوية في ظروف لم يملكوا فيها لاعبين جيدين ماهرين، لان مصر التي كانت يوما لاعبة اميركية مقتدرة وتفي بدور مهم في عملية التسوية، فانها اليوم تعاني الكثير من الاضطرابات، كما وان الشعب المصري اعلن صراحة عن معارضته لمسيرة التسوية، ولهذا فان سلطات القاهرة تتجنب الدخول بشكل مباشر في هذا المجال.
وتابعت الافتتاحية قائلة، من جهة اخرى فان سائر الدول العربية ليس لها دور يذكر في تنفيذ هذا الدور، خصوصا وانها ليست من دول الجوار الفلسطيني، في حين ان قطر وتركيا يمكنهما ان تعلبا في بعض الاحيان دورا هامشيا في هذه المسيرة التساومية.
واستطردت الصحيفة، نظرا لهذه الظروف، فانه يمكن القول إن الأردن هو العنصر والاعب الوحيد المتبقي للمشروع.
ولفتت الافتتاحية الى ان زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" للأردن أخيراً وتوسيع العلاقات مع الاردن ومع سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني والنهج الاردني الجديد مع حماس و... ماهي الا مؤشرات على الدور الاردني الجديد في مسيرة التسوية.
واشارت الصحيفة الى ان الخيار الاول لاميركا في هذه القضية هي عدم وضع الاردن في قائمة الدول التي زارها وزير خارجيتها "جون كيري" الى المنطقة، لكي تتمكن الحكومة الاردنية من اللعب بدون رقابة، وخلف الكواليس، كعرابة للسياسات الاميركية في المنطقة، وايفاء دورها في عميلة التسوية للقضية الفلسطينية.
وكتبت الافتتاحية، بناء على ذلك يمكن القول إن الاردن ستلعب بالوكالة عن الغرب في مسيرة التسوية، في حين ستؤدي كل من تركيا والقطر دورا ثانويا.
واكدت الافتتاحية ان الاميركيين الذين ليست لهم القدرة بالحضور المباشر في المنطقة، فانهم يسعون الاستفادة من اللاعبين الاقليمين، في اجراء وتنفيذ خططهم ومشاريعهم ومؤامراتهم في المنطقة من اجل تامين مصالحهم الخاصة والمنافع الصهيونية.
وفي نهاية المطاف، ذكرت الافتتاحية، ان هذه التحركات تجري في وقت تتدعي الحكومة الاردنية انها تسعى وراء حل مشاكل الفلسطينيين، في حين انها في الحقيقة تعمل على تامين المصالح الاميركية والصهيونية، عسى ان يتمكن الملك عبد الله الثاني ومن خلال تقديم هذه الخدمات ان يحظى بحماية ودعم اميركا والصهاينة وان يحافظ على كرسي ملكه.