وقفة تضامنية في البحرين مع المسقطة جنسياتهم

وقفة تضامنية في البحرين مع المسقطة جنسياتهم
الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

أقامت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وقفة تضامنية مع المسحوبة جنسياتهم من المواطنين والمعارضين في البحرين للإنتقام منهم على مواقفهم وآرائهم السياسية، وشارك في الوقفة لفيف من قيادات المعارضة بينهم الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، ومحامون وحقوقيون ونشطاء.

وافاد موقع الوفاق امس الاربعاء ان المتداخلين في الوقفة التضامنية التي أقيمت مساء امس الاول الثلاثاء  تحت عنوان "وطني هنا" اكدوا أن سحب جنسية 31 مواطناً بحرينياً هو اجراء غير قانوني وتعسفي ولا يعبر عن دولة تحترم مواطنيها ولا دولة قانون وانما يعبر عن غياب كامل للمبادئ الانسانية والقانونية.
وقال أحد المسحوب جنسيتهم ظلماً السيد محمد الموسوي في الوقفة التضامنية، أن ما يفعله النظام منذ الرابع عشر من فبراير وحتى الآن هو ظلم، وهذا الجور الذي يفكر بأنه سيفلت منه عليه أن يعي أنه لن يفلت من عقاب الله، ونحن ننصح بأن يكف هذا الظلم قبل فوات الأوان، وستضطرون للاعتذار في وقت يكون الاعتذار غير مفيد.
من جانبه، قال المحامي والناشط الحقوقي محمد التاجر أن الخطوة التي أقدم عليها النظام بإسقاط جنسيات من المواطنين هي خطوة مستهجنة، وهو إجراء مخالف للقانون، مشيراً إلى أنه لا شيء يجمع بين المسحوبة جنسياتهم، هناك بعضهم ليس عنده جنسية أساساً، وإنما يجمعون على رفض الذل والظلم، ولن يغير هذا الاجراء فيهم شيء.
ولفت إلى أن معظم من أسقطت جنسياتهم ظلماً ، خدموا البحرين بخدمات جليلة، جواد فيروز، المحامي ابراهيم كريمي، المفكر عبدالهادي خلف، الدكتور سعيد الشهابي، علي مشيمع، حسين عبدالله. وغيرهم. هؤلاء المسقطة جنسياتهم هم قائمة شرف عليها الافتخار بهم، فالدولة لم تضع نفسها في مأزق كما حدث في سحب الجنسية.
من جانبه، قال أحد المسقطة جنسياتهم خلال مشاركة له من لندن النائب السابق والمعارض البارز جواد فيروز اجراء سحب الجنسيات هو اجراء قمعي، وقد مارس الكثير من أدوات القمع، والفصل، وهدم المساجد، مضيفاً أن الحكم يبقى مع الكفر، ولكن لا يمكنه الاستمرار مع الظلم.
وأكد فيروز على أهمية التواجد في الساحات والميادين، فهو أقوى سلاح لدى شعبنا الكريم، ونستطيع أن نغير كل المعادلات من خلال تواجدنا في الساحات والميادين، كما اكد على الإلتزام بالسلمية، والتجانس التام بين السياسيين والثوار الأبطال.
وأكد الناشط الحقوقي السيد يوسف المحافظة على أن لكل فرد له حق التمتع بحق حصول الجنسية، مضيفاً أن قرار سحب الجنسية هو قرار سياسي وهو عقاب، وهذا القرار هو لتخويف فئة من الشعب من المشاركة في الحركة الشعبية، ولكن لم يفيد ذلك ولن يفيد.
وقال أن وزير الداخلية أصدر القرار دون الرجوع للقضاء، هذا ليس أسلوب دولة مؤسسات، ولا يوجد دليل بأن هؤلاء قاموا بأعمال تضر بأمن البلد. مشيراً إلى أن المنظمات الدولية أدانت هذا القرار ويعتبرونه اجراء ضد حقوق الانسان.
وقالت الناشطة السياسية الدكتورة شعلة شكيب زوجة المسقطة جنسيته النائب السابق والمعارض جلال فيروز، أن الدولة ديدنها التعسف في هذا الإجراء وغيره، ويؤشر إلى غياب القانون وعدم احترام المعاهدات، فقد قام النظام البحريني بجرة قلم بتجريد مواطنين من جنسياتهم.
وشددت على أنه لايمكن لهذا الإجراء تجريد المسقطة جنسيتهم من هوياتهم، فهويتهم هي حب الوطن، وهم على العهد باقون حتى تحقيق المطالب الشعبية العادلة.
من جانبه، قال النائب السابق مجيد السبع في مشاركته بالوقفة التضامنية مع المسقطة جنسياتهم أن الهوية البحرينية ليست ورقة هي انتماء حب وتضحية، وليست هي جواز أن يعطى أو يسحب، فحب البحريني للوطن هو هويته.
ولفت إلى أن السلطة مارست كل الانتهاكات، وما المسقطة جنسياتهم إلا ضحايا من ضحايا السلطة، متسائلاً من هو الذي خدم الوطن؟ من بث الفتنة الطائفية؟ من هدم المساجد؟ من يقتل؟.
وقال المحامي عبدالله الشملاوي في مشاركته بالوقفة التضامنية أنه ليس هناك قرار بإسقط الجنسية عن هؤلاء المواطنين وإنما هناك اعلان مرتبك ومتعجل، وأما الاحالة للقضاء فهي فخ، مثل المثل القائل "ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء".
وأشار إلى أن عبدالباري عطوان لما سمع بخبر اسقاط الجنسية عن المعارضين البحرينيين، قال أنه لما اعطيت له الجنسية البريطانية هل يجوز أن تسقط عنه، فأجابوه أنها تسقط في حالة واحدة هي الخيانة العظمى وتوقيع حكم الإعدام بتوقيع الملكة، مما يعني استحالة اسقاطها.
من جانبه، شدد المساعد السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق خليل المرزوق، على أن المواطنة لا تكتسب بالقانون، فقبل أن يسن قانون الجنسية من يعيش على هذا الوطن هو مواطن. فالوطن الخاضع للقيم الانسانية في ممارسة السلطة التي تديره من كرامة وعدالة سيحترم مواطنيه.
وأشار إلى أن بعض الوحوش سواء كانت جائعة أو غير جائعة فهي تجور، ولذلك فإن بعض تصرفات السلطة هي كالوحوش الكاسرة.
وأردف المرزوق: ما نحاول أن نكرسه منذ انطلاق الحراك الشعبي هو أن تعود قيمة الكرامة الانسانية، وأن يتم الاعتراف بذات هذا الانسان. لا يوجد إنسان مواطن بالفطرة منذ أن خلق الله الأرض هو يعيش في بقعة معينة، وإلا فإن العرب جميعهم أصولهم من اليمن، وإن كانت هذه القاعدة فلنسأل عمن قدم من الزبارة.
ولفت إلى أن كل انسان يعيش الخوف في البحرين، بمختلف الانتماء العرقي والمذهبي والفكري، من قال أن أبناء السنة المحترمين والكرام لا يعيشون الخوف، الكل يعيش الخوف بمختلف الإنتماءات لكل من لا يوالي السلطة يعيش الخوف. الوطن الذي يحترم كرامة الإنسان يجب أن لا يشعر أي مواطن فيه بالخوف لأسباب فكرية وانتمائية.
وقال المرزوق: اذا أردنا أن نرجع الدولة الى سيادة القانون علينا أن نرجع القانون إلى المبادئ الانسانية السليمة، وأن تكون ممارستها تنطبق مع هذه المبادئ، وهذه المبادئ تؤكد بأن من حق الشعوب أن تقرر مصيرها.
وقال المرزوق: ان كان هؤلاء الأحبة أضروا بالوطن، أو لم يضروا بالوطن، اذا رجعنا للقائمة سنجد فقهاء، هناك مفكرون، هناك عوائل محترمة، هؤلاء أضروا بالوطن أم من جاء بخلية البندر؟ اذا أخذنا بمقياس الاضرار بالوطن في سحب الجنسية، فعليه يجب سحب جنسية من جاء بخلية البندر.
وأضاف: للبحرينيين المجرم في حقهم بسحب وثائقهم وتعطيل اجراءاتهم المعيشية، انكم بحرينيون من الأزل، وإلى الأبد، وهذه المحنة ستزول ان شاء الله بإستعادة هذا الشعب لحقوقه ليبطل كل اجراء جائر قامت بهذه السلطة.