استئصال شلل الاطفال بات وشيكا لكن امامه تحديات

استئصال شلل الاطفال بات وشيكا لكن امامه تحديات
الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣ - ٠١:٥٥ بتوقيت غرينتش

بعد مرور 60 عاما على اكتشاف لقاح شلل الاطفال توشك الجهود لاستئصال هذا المرض من العالم على تحقيق هدفها، لكنها مهددة بنقص الاموال وعدوانية الجماعات الاسلامية المتشددة في باكستان ونيجيريا حيث لا يزال المرض وباء مزمنا.

واكد المتحدث باسم برنامج استئصال المرض في منظمة الصحة العالمية، اوليفر روزنباور: "ان العالم لم يكن مطلقا قريبا الى هذا الحد من استئصال شلل الاطفال"، مشيرا الى ان نجاح الهند في القضاء على فيروس شلل الاطفال منذ سنتين يؤكد "ان استئصال المرض ممكن تقنيا".
وتم في العام 2012 احصاء 223 اصابة فقط مقابل 360 الفا في 1988 عندما اطلقت الامم المتحدة حملة للقضاء على المرض المعدي جدا.
وقد سجلت جميع هذه الحالات ال223 باستثناء 6 حالات، في نيجيريا (122) وباكستان (58) وافغانستان (37) بحسب منظمة لصحة العالمية.
وحذر روزنباور من انه بدون القضاء الكامل على الفيروس فان عدد الحالات قد يزيد مع 200 الف اصابة جديدة كل سنة خلال 10 سنوات، مشيرا الى خطر العنف اثناء حملات التلقيح في اخر بؤر المرض.
ففي نيجيريا وباكستان تتهم شخصيات دينية او سياسية اللقاح بانه يحتوي على عناصر مصدرها الخنزير المحرم اسلاميا للاستهلاك او انه يتسبب بالعقم مما يغذي شائعات عن مؤامرة غربية للاساءة الى المسلمين.
واوقعت هجمات عدة على فرق التلقيح او مراكز صحية عشرات القتلى في الاشهر الاخيرة خصوصا في مناطق نائية في هذين البلدين.
الى ذلك تتهم وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي آي ايه) في باكستان بانها قامت بحملة خادعة للتلقيح للحصول على عينات للحمض الريبي النووي من السكان في اطار مطاردة اسامة بن لادن زعيم القاعدة الذي قتل في ايار/مايو 2011.
واعتبرت طبيبة الاطفال كارول بانداك المسؤولة عن برنامج مكافحة المرض في نادي الروتاري، المنظمة الخيرية الاميركية المشاركة بشكل نشط في حملات مكافحة شلل الاطفال،اعتبرت  المجموعات التي تحارب التلقيح بانها تشكل تحديا امام (حملة) استئصال الوباء.
ولنزع فتيل هذه العدائية شرعت منظمة الصحة العالمية بحملة توعية لدى الشخصيات الدينية الرئيسية والحكومات في البلدان المعنية، الهدف منها هو الاتصال محليا مع الزعماء الدينيين والسلطات التقليدية لاعلامه بفوائد التلقيح والتمكن ايضا من الاستماع الى هواجسهم.
ويشير العاملون في هذا المجال الى انه فضلا عن مشكلة العنف "فان تمويل حملة استئصال (المرض) تشكل تحديا"، حيث ان الحملة بحاجة ل660 مليون دولار في العام 2013 لتمويل هذا الجهد، اي اكثر من نصف الميزانية السنويةالمقدرة بنحو مليار دولار، والتي تسهم فيها خصوصا دول مجموعة الثماني ومؤسسة غيتس ونادي الروتاري العالمي.
واستئصال شلل الاطفال من شأنه ان يفتح الطريق امام تحقيق نجاحات في مكافحة امراض اخرى خصوصا الحصبة كما قال الدكتور والتر ارونشتاي رئيس مجموعة الخبراء المستقلة في منظمة الصحة العالمية حول القضاء على شلل الاطفال.
وقد اكتشف الاميركي جوناس سالك اللقاح ضد شلل الاطفال.