الكيان الاسرائيلي يواجه طريقا مسدودا مع اعلان ليفني ونتنياهو فوزهما

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ١٠:٢٦ بتوقيت غرينتش

يتجه كيان الاحتلال الاسرائيلي صوب طريق سياسي مسدود بعد أن أعلن كل من وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما الوسطي ومنافسها بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني فوزه بانتخابات الكنيست الاسرائيلي .

وحصل حزب كديما على معظم الاصوات ولكن فرصته ضعيفة في حشد الدعم الكافي لتشكيل ائتلاف. ويمكن لنتنياهو الفوز بالدعم الكافي ولكن محللين يقولون ان الائتلاف المرجح سيكون غير قادر على العمل.

وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت كبرى الصحف الاسرائيلية في عنوان "أنا الفائز" بجوار صور لكل من ليفني ونتنياهو.

ولكن بعض المعلقين قالوا ان اعلان كل من ليفني ونتنياهو الفوز يشير الى أن الكيان الاسرائيلي خسر، وقالت ايتان هابر الكاتب بالصحيفة "هناك شيء واحد واضح لكل الناخبين الاٍسرائيليين... النظام السياسي محطم."

ويجب أن يتخذ شيمون بيريز قرارا بخصوص تكليف أي من ليفني أو نتنياهو بمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية،وسيكون أمام من يكلف بتشكيل الحكومة مهلة 42 يوما لتشكيلها.

وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن بيريز لن يجد خيارا أمامه سوى توجيه الدعوة لنتنياهو اذا ساندت كل الاحزاب اليمينية الزعيم اليميني.

ولكن ستكون هذه هي المرة الاولى في الكيان المحتل التي لا يحصل فيها الحزب الفائز بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات على فرصة لتشكيل الحكومة.

وقال نتنياهو (59 عاما) لانصاره بحزب ليكود "بعون الله سأقود الحكومة القادمة."

وأوضحت النتائج شبه النهائية فوز حزب كديما بثمانية وعشرين مقعدا مقابل 27 مقعدا لحزب ليكود في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.

وقالت ليفني انها ستصبح رئيسة للوزراء ووجهت الدعوة لنتنياهو للانضمام الى " حكومة وحدة وطنية". الا أن نتنياهو قال انه سيقود "المعسكر القومي" في البرلمان. وحصلت كتلة الاحزاب اليمينية معا على 64 مقعدا.

وقال أبراهام ديسكين أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس المحتلة "فرصة تسيبي ليفني في تشكيل حكومة تحت قيادتها قد تكون ضعيفة للغاية ان لم تكن منعدمة."

وبزغ نجم أفيغدور ليبرمان الذي تقدم حزبه "اسرائيل بيتنا "اليميني المتطرف المناهض للعرب للمركز الثالث كصانع محتمل للقرار.

وقال "نريد حكومة قومية. نريد حكومة يمينية... لا نخفي ذلك" ولكنه ترك خياراته مفتوحة مضيفا "لن يكون القرار بسيطا."

وسيعارض ليبرمان والاحزاب الدينية في ائتلاف يقوده نتنياهو أي خطوات تسوية مع الفلسطينيين.

وسيواجه نتنياهو أيضا مطالب أحزاب دينية بشريحة أكبر في الميزانية لتمويل دراساتها. واذا لم يجر اقرار ميزانية خلال 45 يوما فيجب أن تجرى انتخابات أخرى.

ونتيجة الانتخابات تمثل أنباء سيئة للرئيس الاميركي باراك أوباما الذي يعتزم احياء محادثات التسوية التي تهدف الى التوصل لاتفاق بخصوص حل قائم على أساس دولتين.

وقال ارون ديفيد ميلر مفاوض السلام الاميركي السابق "بطريقة ما سترث ادارة أوباما أسوأ ما في العالمين"ورثت بالفعل منزلا فلسطينيا غير قادر على العمل وزاد سوءا بعد حرب غزة والان ترث منزلا اسرائيليا غير قادر على العمل اذ أن رئيس الوزراء لن يكون قادرا على اتخاذ الخيارات الجريئة والصارمة اللازمة من أجل المضي قدما."

والجانب الفلسطيني مقسم بين حركة المقاومة الاسرائيلية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة والرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب والذي يسيطر على الضفة الغربية ويبدو أنه يفقد الشعبية.

وقد تستغرق مناقشات بيريز مع أحزاب الكنيست نحو أسبوع وقد تمتد محادثات تشكيل حكومة ائتلافية لاكثر من شهر.

وسيبقى ايهود أولمرت الذي استقال في سبتمبر أيلول في أعقاب فضائح الفساد قائما بأعمال رئيس الوزراء الى أن تتشكل حكومة جديدة.

وجرت الانتخابات الاسرائيلية وسط محادثات حساسة غير مباشرة مع حماس من أجل التوصل لتهدئة أطول أمدا بين الجانبين.

وكان نتنياهو متجها صوب الفوز قبل العدوان الذي شنته حكومة يسار الوسط الائتلافية بقيادة أولمرت على غزة.

وقادت ليفني أيضا محادثات التسوية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وستحاول احياءها. ونتنياهو أكثر فتورا تجاه فكرة التخلي عن الاراضي المحتلة للفلسطينيين وكبح المستوطنات الاسرائيلية.