اولمرت يبحث التهدئة مع ليفني وباراك

الأحد ١٥ فبراير ٢٠٠٩ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

بدأ رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت الاحد، اجتماعا تشاوريا مع المسؤولين البارزين في حكومته لبحث اتفاق محتمل للتهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة.

وستتركز مشاورات اولمرت مع وزيرة خارجيته ورئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني ووزير الحرب ايهود باراك.

وقال المتحدث باسم الحكومة مارك ريغيف ان المشاورات ستاخذ بعين الاعتبار الظروف الجديدة التي نشات بعد الانتخابات.

وقد بدأت احتمالات التوصل للتهدئة في قطاع غزة أمس السبت مواجهة عراقيل اسرائيلية عندما اصر اولمرت على اطلاق سراح الجندي الاسير لدى المقاومة جلعاد شاليط مقابل التهدئة وفتح المعابر.

وقال مکتب أولمرت في بيان "إن موقف رئيس الوزراء هو أن إسرائيل لن تصل إلى تفاهمات بشأن هدنة قبل الإفراج عن جلعاد شليط".

واضاف البيان ان أي قرار بشأن محادثات التهدئة سيأخذ في الاعتبار "الاحوال السياسية الجديدة" بعد ان أسفرت الانتخابات الاسرائيلية عن وجود قوي لليمين المتطرف في البرلمان.

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان اولمرت کان يشير الى انه سيتشاور مع بنيامين نتنياهو الزعيم المتشدد لحزب ليکود الذي سيشکل على الارجح الحکومة الجديدة.

وتحدث مسؤولون فلسطينيون عن تحقيق تقدم مهم في محادثات غير مباشرة تقوم بالوساطة فيها مصر لتحقيق وقف لاطلاق النار لفترة اطول بعد العدوان الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على غزة في ديسمبر/ کانون الاول ويناير/ کانون الثاني والذي ادى الى استهاد اكثر من 1300 فلسطيني وجرح الالاف.

وکانت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" قد ذکرت في الاسبوع الماضي انه تم التغلب على معظم العقبات وانه سيتم اعلان وقف لاطلاق النار (اليوم) الاحد ولکن مسؤولا في حماس قال ان هذا لن يحدث بسبب العراقيل الاسرائيلية.

وقال اسامة حمدان ممثل حماس في لبنان ان اثارة اسرائيل لقضية شاليط "عملية افشال مبرمجة للاتفاق".

واضاف "نحن نعتقد ان هذا نوع من المماطلة الاسرائيلية بهدف تحقيق مزيد من المکاسب وتضييع مزيد من الوقت والجهد ولکن موقفنا مازال کما هو ما تم الاتفاق عليه يجب ان يدون وان يطبق بشکل کامل والا فان اسرائيل ستتحمل عواقب اي فشل وارجو ان يکون هناك موقف واضح من الوسيط المصري فيما لو سعت اسرائيل لافشال هذا التفاهم".

وتطالب حماس بان تفرج سلطات الاحتلال عن مئات الفلسطينيين المحتجزين في سجونها مقابل الافراج عن شاليط. لکنها تريد ان تجري المحادثات بشأن اتفاق مبادلة السجناء وفتح معابر غزة بعد اعلان التهدئة.

وقال طاهر النونو المسؤول بحماس في القاهرة انه تبذل جهود لمحاولة التغلب على العقبات الاسرائيلية التي تؤخر اعلان التوصل الى اتفاق.

واضاف النونو "لا علاقة بين ملفي التهدئة وشاليط ولكل منهما استحقاقاته المختلفة".

وتابع ان "المباحثات مستمرة مع الاشقاء في مصر وهناك بعض القضايا يتم بحثها ولم ينته النقاش بشانها ومن المستبعد حاليا تحديد اي وقت لاعلان التهدئة ما لم تحل هذه القضايا".

وجدد النونو موقف حماس بشان التهدئة، وقال "يتلخص الموقف في ثلاث نقاط هي ان التهدئة محدودة بسقف زمني عام ونصف العام، ووقف كافة اشكال العدوان برا وجوا وبحرا، وفتح المعابر لادخال المواد المطلوبة لقطاع غزة".

من جهته، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان التصعيد الاسرائيلي الاخير في قطاع غزة يشكل "عراقيل" امام جهود التهدئة.

واوضح برهوم ان التصعيد والقصف الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة تزامن "مع تراجع في الموقف الصهيوني المتعلق بسقف التهدئة والذي طالبوا فيه بتهدئة مفتوحة وطويلة الامد وليس عاما ونصف العام كما كان معتمدا".

واضاف "نحن نعتبر ان هذا التصعيد الصهيوني وهذا التعنت هو بمثابة عراقيل يضعها الاحتلال الصهيوني امام جهود التهدئة" وحمل اسرائيل "المسؤولية الكاملة في هذا التصعيد الخطير".

كما دعا "جميع الاطراف المعنية التي شجعت على التهدئة واكدت على ضرورة الوصول اليها ان تضغط على هذا المحتل لوقف المماطلة والعدوان".

واستشهدت فلسطينية متأثرة بجراح أصيبت بها خلال العدوان الاسرائيلي على غزة، كما نفذت طائرات الاحتلال الاسرائيلي السبت سلسلة غارات جوية على الشريط الحدودي بين رفح جنوب القطاع ومخيم جباليا شماله، أوقعت عددا من الجرحى، فيما واصلت الزوارق الاسرائيلية اعتداءاتها على الصيادين الفلسطينيين.

وفي السياق، أقرت مصر أمس السبت بوجود صعوبات و"مشکلات" تواجه التوصل الى اتفاق تهدئة بين حماس والكيان الاسرائيلي، مؤکدة في الوقت ذاته أن القاهرة لن تعطي ضمانات للجانبين بشأن الوفاء بتعهداتهما في التهدئة.

وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير حسام زکي في تصريحات للصحفيين ردا على سؤال حول أسباب عدم الاعلان عن التهدئة حتى الآن، "إن هناك بعض المشکلات البسيطة التي نأمل حلها "، مضيفا ان محادثات التهدئة کانت تسير بشکل إيجابي لکن "هناك ملاحظات کثيرة تم طرحها وطلبات للتوضيح وبعض المطالب الاضافية، وکل هذا يجر