التضييق على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية

التضييق على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية
الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

حول ملايين السعوديين مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية إلى مساحة لتبادل الأفكار وإبداء الآراء السياسية بحرية لا تفسحها وسائل الإعلام الرسمية والفضائية السعودية ما أثار خشية الدوائر السياسية في المملكة حيث بدأ التفكير جديا في التضييق على استخدام هذه المواقع بذرائع أمنية وسياسية .

تقرير... تقوم هيئة الاتصالات وتقنيات المعلومات في السعودية بدراسة حول إمكانية ربط حسابات شبكة تويتر مع هوية أجهزة المستخدمين، وذلك بهدف الحد من استخدام الحسابات مجهولة الهوية وفي أوائل هذا الشهر وصف متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية مواقع الشبكات الاجتماعية وخاصة تويتر بأنها أداة يستخدمها متشددون لإثارة الاضطراب الاجتماعي.
السعودية تطلب مراقبة "سكايب" و"واتساب" وتهدد بحجبهما هذا ما أعلنه مصدر في "هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات" السعودية وقد تم الطلب من شركات الاتصالات المحلية الاتصال بالجهات المشغلة لهذه التطبيقات لبحث سبل مراقبتها وكيفية تطبيق الأنظمة المتبعة أمنيا على استخدامها".
وأكدت الهيئة الاتصالات أن بعض تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت بوضعها الحالي لا تفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية في المملكة مشيرة إلى أنها تعمل على المحافظة على القيم والمبادئ وحماية حقوق جميع الأطراف وحماية المجتمع من أية جوانب سلبية.
وانسحب هذا الأمر أيضا على تويتر حيت بدأت السلطات السعودية تخطط لاتخاذ تدابير لمراقبة التغريدات التي ينشرها مواطنو المملكة على هذا الموقع .
وقالت صحيفة عرب نيوز السعودية الناطقة بالأنكليزية إن السعودية قد تسعى إلى وضع حد لاستخدام الحسابات المجهولة الهوية على موقع تويتر في المملكة بقصر دخول الموقع على من يقومون بتسجيل بيانات وثائق تحقيق الشخصية.
ويحظى تويتر بشعبية كبيرة بين السعوديين وأثار جدلا واسعا حول موضوعات دينية وسياسية في المملكة التي يعتبر فيها مثل هذا النقاش العام في أفضل الأحوال عملا غير لائق وفي بعض الأحيان غير قانوني.
وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن العياد الاجتماعية وهي شركة استشارية مقرها جدة، هناك ثلاثة ملايين مستخدم تويتر في السعودية أي ما يمثل 12% من سكان المملكة.
ربما لا يعلم المغردون السعوديون على تويتر أن تغريداتهم في اليوم الواحد تصل إلى أكثر من مليون وخمسمائة تغريدة وأن اللغة العربية التي يغردون بها هي الأسرع نمواً في الموقع بمعدل 30% من اللغات الأخرى.
أكد إعلاميون سعوديون على أن شبكات التواصل الاجتماعي أو ما بات يعرف في السعودية بالإعلام الجديد أصبحت تحل محل الصحافة التقليدية التي باتت بدورها تلجأ لما يعرف بنشرة الأخبار ومتابعات الأحداث عبر هذه الشبكات مشيرين إلى أن سقف الحرية اللامحدود في مواقع مثل تويتر وفيسبوك إضافة إلى تطور وسائل الاتصال زادا من فعالية هذه المواقع بسرعة نشر الأخبار بالرغم من عدم دقتها في بعض الأحيان، فيما يرى مراقبون أنه ورغم سلبيات هذه المواقع إلا أنها لاقت نفسها في نقل المعلومة والخبر إلى جانب جديتها وجرأتها في طرح القضايا السعودية.
ولذلك وصف المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية مواقع الشبكات الاجتماعية وخصوصا تويتر بأنها أداة يستخدمها المتشددون لإثارة الاضطراب الاجتماعي ونقل عن مفتي السعودية وصفه لمستخدمي موقع تويتر بأنهم "مهرجون" يضيعون أوقاتهم في مناقشات عبثية بل ومؤذية.
وكانت قضية مصير تطبيقات التواصل الاجتماعي قد شغلت الرأي العام السعودي منذ بدء شيوع نبأ احتمال وقفها عن العمل ولتبريرها كان لا بد من إدخال عنصر العمالة للخارج على الخط حيث أعلن رئيس حملة "السكينة" التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبد المنعم المشوح عن كشف الحملة عدداً كبيراً من الحسابات المزيفة بشبكات التواصل الاجتماعي بأسماء سعودية تعمل على تأجيج وتأليب الرأي العام في بعض الملفات مشيرا إلى أن الحملة اطلعت على ما يعرف بـ"آي دي id" تلك الحسابات وتبين أن معظمها يدار من داخل الأراضي الإيرانية والعراقية.
هكذا ترسم السلطات السعودية الصورة لتبرير تضييقها مساحة الحرية الممنوحة للسعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن الرأي ولكن هذا التبرير يرده كثيرون إلى محاولة هذه السلطات الحد من انتشار الأفكار والمواقف الناقدة لأسلوب الحكم السعودي فضلا عن التدليل على مواقع الفساد في القطاع الحكومي والقضائي والأمني والمطالبة بالإصلاحات اللازمة للنظام  وبالتالي لتبرير اعتقال الناشطين والمغردين على مواقع التواصل كالكاتب السعودي تركي الحمد.
تقرير ... رفع 500  مثقف سعودي عريضة إلى ولي العهد لإطلاق سراح الكاتب السعودي تركي الحمد الذي أودع السجن منذ الرابع والعشرين من ديسمبر كانون الأول المنصرم على خلفية تغريدة نشرها الكاتب على موقع التواصل الإجتماعي توتير وقال نص العريضة.

إننا نأمل ونطالب ونتوقع قراراً سريعاً يصحح الخطأ الفادح الذي تم ارتكابه في حق الدكتور تركي الحمد بإطلاق صراحه بلا قيد أو شرط مع رداً لاعتباره، وأوقف الكاتب الشهير في 24 ديسمبر بأمر من وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز.
اعتقلت قوة النظام السعودية الكاتب تركي الحمد بناءً على أمر من وزير الداخلية محمد بن نايف لنشره كتابات على موقع تويتر اعتبرتها مهينة للإسلام. وأثارت آراء الحمد جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بين مطالبين بإعطاء الكاتب فرصة لشرح قصده منها وآخرين طالبوا بالقبض عليه ومعاقبته وعلى ما اعتبروها فعلة شنيعة.
لم يصرح أحد بأنه اعتقل وأنه في طريقه إلى المحاكمة كما اعتقل آخرون، لكني أرى ما حدث هو أقرب للأسف يوحي بهذه المسألة بأنه اختفاء قسري
وكان تركي الحمد من المنتقدين بشدة لأسلوب الحكم في بلاده وله مواقف وانتقادات علنية بهذا المجال مطالبا بالإصلاح قبل حدوث ثورة على غرار ما حصل في دول أخرى.
يجب أن يكون هناك شفافية ويجب أن يكون هناك علاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة واضحة وصريحة وليست عن طريق وسيط لا يوصل له المعلومات، لأننا نحن نتكلم دائماً البطالة والبطالة فعلاً البطالة في الكثير من الأحيان لا تصل معلومات معينة للحاكم، لا تصل له معلومات كافية، لا بالتالي يجد نفسه في حالة معينة الشاكي سقط، لأنه لآخر اللحظات لا يصدق ما يجري في المجتمع، لماذا لأنه كانت تنقل له معلومات خطأ، فجاءت الثورة رد في مصر حسني مبارك والشلة في البداية الشلة الثورية ماذا كانت تفعل كانت تعزله شيئاً فشيئاً وهي تمسك بكل شيء، إلى أن وصلت الأمور إلى هذا، لم يصدق طبعاً مبارك ولكن هذا ما جرى، كل الثورات هكذا، فرنسا لما قامت الثورة الفرنسية.
إعتقال تركي الحمد وغيره من الناشطين والمثقفين والإصلاحيين السعوديين الذين وجدوا في تويتر منبرا لافكارهم الناقدة للحكم في المملكة أثار تساؤلات منها هل يقود تويتر ثورة جديدة في السعودية؟
حيث أقر وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة بصعوبة مراقبة موقع تويتر الذي يستخدمه أكثر من 3 ملايين شخص داخل المملكة يمثلون 12 بالمئة من السكان وبينهم 45 بالمئة من النساء.
ويشير باحثون إلى أن الموقع هو الأكثر تأثيراً على المجتمع السعودي وخاصة الشباب الذين يرون أنه منبر للتعبير عن أفكارهم.
ويرى مراقبون تويتر وسيلة لتغيير كل شيء في السعودية، لما له من تأثير كبير على المجتمع السعودي يساهم في تغييره بشكل تدريجي لا يشعر به المجتمع.
ويبقى السؤال عن التغيير الذي يمكن أن يحدثه تويتر ومستخدموه خلال الأعوام القادمة في المجتمع السعودي، مفتوحاً، خاصة مع بدء التعامل معه بشكل إحترافي كمقياس يتخذه البعض لوصف الحالة السعودية إجتماعيا وثقافيا وسياسيا.