الازمة السياسية تعصف بحزب جلال طالباني وتهدده بالانهيار

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠٠٩ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

ما برحت تداعيات الأزمة السياسية التي تعصف بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني تتفاعل بشدة في الأوساط السياسية والرسمية والشعبية والثقافية في منطقة كردستان العراق عموما ومدينة السليمانية على نحو خاص.

وأصبحت قضية استقالة خمسة قياديين في الحزب على رأسهم كوسرت رسول نائب الأمين العام للحزب حديث الشارع والمنتديات، لا سيما بعد أن ألغى طالباني، الأمين العام للحزب، اجتماعه مع المكتب السياسي الذي وصف بالحاسم، والذي كان مقررا عقده يوم السبت في بغداد، ثم تغيير مكانه إلى السليمانية قبل أن يلغيه طالباني بحجة انشغاله الشديد بأمور الرئاسة وارتباطه بموعد مع ضيف أجنبي في بغداد، ما حدا بالقياديين الخمسة المستقيلين إلى إرسال استقالاتهم المكتوبة بخط اليد إلى بغداد بواسطة احد زملائهم وهو وزير الداخلية في حكومة المنطفة عثمان الحاج محمود الذي استقل طائرة خاصة من مطار السليمانية الدولي إلى بغداد ، لتسليم أوراق الاستقالة إلى طالباني الذي التقى به في مقر إقامته .

وبحسب مصادر في الحزب فان الاستقالة جاءت احتجاجا على محاولة طرد القيادي السابق نوشيروان مصطفى من الحزب، بزعم انه ينوي دخول الانتخابات المقبلة بقائمة مستقلة. وفي تطور لاحق، سربت صحيفة «روزنامه» الكردية اليومية التي تصدر عن مؤسسة «وشه ـ الكلمة» التي يملكها مصطفى، خبرا مفاده أن احد عشر عضوا قياديا آخرين سيقدمون استقالاتهم من عضوية اللجنة القيادية للاتحاد خلال الأيام القليلة المقبلة لينضموا إلى التيار الإصلاحي، من بينهم آسو علي العضو الفاعل في مكتب التنظيم، وشمال عبد الوفاء مسؤول مكتب العلاقات الخارجية، وجمال الحاج محمد مسؤول مكتب تنظيمات الخارج ،وسفين ملا قرة العضو الفاعل في مكتب التنظيم.

ومن جانبه اصدر ملا بختيار العضو العامل في المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم الاتحاد إيضاحا بخصوص تعاطي وسائل الإعلام المحلية مع القضية، أشار من خلاله إلى الأسباب الحقيقية والدوافع الكامنة وراء استقالة أولئك القياديين الخمسة وقال: «ينبغي القول بأن أسباب ودوافع استقالة القياديين الخمسة تعزى إلى جملة من المشاكل المتراكمة داخل قيادة الاتحاد، والتي سعى الأمين العام والمكتب السياسي مرارا إلى حلها ولكن من دون جدوى، وان عدول أولئك الرفاق عن استقالاتهم منوط بحل تلك المشاكل والمعضلات الداخلية وقد يستقيل أعضاء آخرون أيضا إذا استمرت الحال على ما هي عليه الآن».

ونفى ملا بختيار بشكل قاطع أن يكون قد دعا في اجتماع المكتب السياسي إلى طرد «نوشيروان مصطفى» ورفاقه من صفوف الحزب مؤكدا بان حديثه مع كوسرت رسول قبيل اجتماع المكتب السياسي في بغداد بتاريخ 12 فبراير (شباط) الجاري لم يتعد الإشارة إلى قضية خوض الانتخابات المقبلة من قبل نوشيروان مصطفى بقائمة مستقلة، وضرورة بحث هذا «نظرا لأهميته الكبيرة»، على حد تعبيره.

وتابع ملا بختيار في إيضاحه يقول: «ما زلت أقول لا ينبغي للمكتب السياسي في الاتحاد أن يقف صامتا حيال قضية مهمة من هذا القبيل من دون اتخاذ قرار أو موقف واضحين، لأن الانتخابات مسألة مصيرية وان نوشيروان ما زال يدور في فلك الاتحاد الوطني ويقيم في ظلاله، وإذا قرر خوض الانتخابات بقائمة منفصلة، فإنه بلا شك سيكون ضمن الاتحاد ووسط جماهيره، فهل يعقل أن يقف المكتب السياسي صامتا حيال كل ذلك؟ وهل من حزب في العالم يقبل أن يخوض احد أعضائه الانتخابات بقائمة منفصلة عنه؟».

وفي المقابل اصدر كوسرت رسول علي ورفاقه الأربعة المستقيلون إيضاحا صحافيا حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء استقالاتهم من عضوية الحزب. وقال الإيضاح الذي وزع يوم الاثنين على وسائل الإعلام المحلية «إن استقالة الأعضاء الخمسة مردها إلى جملة من المشاكل الداخلية في الحزب والتي لم يفلح الأمين العام ولا المكتب السياسي في حلها منذ عدة سنوات، وإننا سنصر على الاستقالة ما لم يتم حل تلك المشاكل حلا جذريا، وسوف يواصل الرفاق الآخرون تقديم استقالاتهم من قيادة الحزب تباعا».