الشيخ قاسم: المقاومة جاهزة في الميدان بالمرصاد

الشيخ قاسم: المقاومة جاهزة في الميدان بالمرصاد
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣ - ٠٣:٣٦ بتوقيت غرينتش

اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "الثورة الإسلامية الإيرانية شكَّلت الإنجاز المنعطف، وأمدَّت العلماء وحركات التحرر والشعوب بزخم النور الإلهي، وأعطت الأمل من جديد بعودة الإسلام إلى الحياة السياسية والقيادية والعملية، وكشفت زيف الأطروحات الاستكبارية والتابعة لها في منطقتنا، وهي التي مثَّلت ماء الحياة المعاصرة"،

 وأشار الى أن "محاولات الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية نشطت في منطقتنا بدل الاحتلال العسكري المباشر إلا في فلسطين"، مضيفا "بدأت تنمو في المقابل مساعي العودة إلى الأصالة ورفض التبعية، وعاد الإسلام يتصدر النقاشات وحياة الناس، فاصطدمت محاولات الأمركة والتغريب ذات الاتجاه المادي بحركة العلماء والمجاهدين وعامة المؤمنين، ثم حاول الغرب أن يستوعب موجة العودة إلى الإسلام، فصنَّف المسلمين واتجاهاتهم بين الاعتدال والتطرُّف، واصفاً جماعته بالمعتدلين وكل الآخرين بالمتطرفين"، وتابع "لكن هذا الأمر لم يغيِّر واقع انتشار الصحوة الإسلامية واتساعها، وتنوع آثارها، وبروزها كتحدٍّ حقيقي لمستقبل الشعوب الإسلامية".

وفي كلمة له خلال المؤتمر العالمي للعلماء والصحوة الإسلامية المنعقد في طهران، قال سماحته إن "ميزة هذه الصحوة الإسلامية أنها استوعبت العناوين الوطنية والقومية والتحررية واختلاف الأعراق واللغات، فقد تماهت مع حب الأوطان وتحريرها، واجتماع القوم على القضايا المشتركة، ومع التحرر من هيمنة الاستكبار وعملائه. وقوتها أنَّها تهدي أتباعها إلى سرِّ حياتهم العزيزة"، موضحا أن الصحوة اتخذت أشكالاً ثلاثة:

1- تغيير أنظمة الحكم بالحد أدنى, الذي تمثل بإسقاط الحكام الفعليين كتونس ومصر وليبيا، إلى الحد الأقصى بتغيير الدستور والقوانين كما حصل في إيران.
2- المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي ومثاله المضيء مقاومة حزب الله في لبنان ضد إسرائيل، ومقاومة حماس والجهاد والمنظمات الفلسطينية ضد إسرائيل، ومقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان..
3- التحرك للمطالبة بالعدالة وحق التمثيل الشعبي كما في تحركات العديد من القوى الفاعلة في المنطقة وعلى رأسها ما يقوم به الشعب البحريني المجاهد".

وشدّد الشيخ قاسم على أنه "من المهم أن تتركَّز أولوياتنا على مواجهة الاستكبار والاحتلال ومشاريعهما، وأن لا نضيع البوصلة في الالتهاء بخلافات جانبية أو جزئية"، وأردف "الكل يعلم أن المشكلة الكبرى التي أرهقت منطقتنا والعالم هي "الاحتلال الصهيوني لفلسطين"، وكل مصائبنا من "إسرائيل"، التي تقتل وتدمِّر وتهجِّر وتخرِّب الاقتصاد والأمن، وتحيك المؤامرات على منطقتنا، ففلسطين قاعدة انطلاق المشروع الإسرائيلي الذي يتجاوز ما بين المحيط والخليج إلى مصائر الشعوب.. "إسرائيل" خطرٌ علينا وخطرٌ على البشرية جمعاء، فمنطلقاتها عنصرية وأدواتها إجرامية، وأهدافها تدمير البشرية، ولا حلَّ إلا بالمقاومة لتحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر، المقاومة التي أنجزت في لبنان وفلسطين، المقاومة التي هزمت "إسرائيل" في 2000 و2006 و2008 و2013، المقاومة التي صمَّمت أن تستمر وتنمي قدراتها باستمرار لتواجه التهديدات والتحديات".

واعتبر الشيخ قاسم أنه "لن ينفَع "إسرائيل" أن تستخدم لغة التهديد بالحرب، فالمقاومة جاهزة في الميدان بالمرصاد، متَّكلة على ربِّها، منطلقةً بسواعد مجاهديها ومجاهداتها، واثقة بالنصر من عند الله العزيز الحكيم".

نائب الامين العام لحزب الله تطرق الى الازمة السورية، فلفت الى "وجود تدمير منهجي للجمهورية العربية السورية بإشراف دولي إقليمي"، ورأى أن "لا حلَّ إلا بالحوار الداخلي بين الأطراف المختلفة بعيداً عن السلاح والتدخل الخارجي"، وتابع "مرَّت سنتان، والأزمة تتعقَّد، ويتبيَّن في كل يوم أن الحل السياسي هو المنقذ لسوريا مما هي فيه".

وأضاف "ستحصل إنجازات عظيمة في إطار الصحوة، وستواجهنا أخطاء وانحرافات، ولكننا مطمئنون بأنَّ بيرقَ الحق واضح، وسينكشف المزيفون والمحرضون والمفتنون الذين يسيؤون إلى هذه الأمة. فنورُ الإسلام يكشف الظلمات، ولا إمكانية لأحد أن يدَّعي الالتزام بدين الرحمة والأخلاق والإخلاص والتقوى ثم لا يكون في سلوكه الرحمة ولا في أدائه الأخلاق, ولا في عمله الإخلاص، ولا يتَّقي الله في عباد الله لأنهم يخالفونه فيكفِّرهم وهم من المسلمين".

وأكد الشيخ قاسم أن "لا خلافات مذهبية في المواقف السياسية، واختلافات الرؤى بين القوى الإسلامية المختلفة أو غير الإسلامية كذلك"، مشيرا الى أن "الخلاف الحقيقي هو بين محورين: محور الاستكبار التي تقوده "إسرائيل" وأمريكا، ومحور المقاومة الذي يريد الاستقلال وحرية الخيار وتحرير أراضي المسلمين والعرب وعلى رأسها فلسطين"، وقال "علينا أن ننتبه من أولئك الذين يغلِّفون مواقفهم بلبوس الدِّين ليضلِّلوا عامة الناس، ويعوِّضوا ضعف قدرتهم على التعبئة الصحيحة.. علينا أن ننتبه من الحكام الذين يستغلون علماء البلاط من أجل إيقاع الفتنة المذهبية لمصالح سياسية. علينا أن ننتبه فالخطر من أمريكا و"إسرائيل"، أما المذاهب الإسلامية فهي طريق لعبادة الله الواحد الأحد حيث نتشارك فيها جميعاً ونتنافس للتضحية في سبيل الله تعالى"، مذكّرا بأن الإمام الخامنئي كان قد حذَّر من هذا المنزلق".
وأشار الشيخ قاسم الى "أننا كحزب الله أعلنَّا التزامنا بولاية الفقيه، لأنَّنا نؤمن بحاجتنا لتبرئة ذمتنا الشرعية بإشراف القيادة العالمة المقتدرة والمدركة لمصالح الناس"، وقال "هو وسامُ استقامةٍ واطمئنان إلى قيامنا بتكليفنا الشرعي، ولقد لمسنا بركات هذه الولاية في مسيرتنا بقيادة الإمام الخميني (قده) ثم بقيادة الإمام الخامنئي (دام حفظه)".

واعتبر أن "أبرز القواعد التي تحقِّق التغيير المعاصر الفعَّال بدافع الصحوة هي:
1) الإيمان بالله تعالى ورسالته الاسلامية السمحاء.
2) جهاد الشعوب من أجل التغيير.
3) التعاون مع كل أطياف المجتمع, ونبذ التفرقة ورفض الفتن بأشكالها المختلفة وخاصة المذهبية منها.
4) التركيز على سلم الأولويات وعلى رأسها تحرير فلسطين.
5) رفض التبعية الأجنبية بكل معالمها الفكرية والسياسية والعملية".

وختم سماحته "نحن معنيون بتوضيح الحقائق للناس، وتبليغهم برسالة الإسلام، ورسم الأولويات بدقة، والتأكيد على وجوب وحدة المسلمين من دون المساس بمذاهبهم وجماعاتهم، وتحرير شعوب منطقتنا من الزيف وضغوطات السياسات الاستكبارية, لتكون خياراتهم حرة، وعندها سيكونون جزءاً من الصحوة، ومن سلك طريقها فسينقِّي خطواتها ويواجه المخاطر التي تعترضها، ومن يتوكل على الله فهو حسبه".