في ذكرى ميلاد الإمام محمد الباقر عليه السلام ...

في ذكرى ميلاد الإمام محمد الباقر عليه السلام ...
السبت ١١ مايو ٢٠١٣ - ٠٣:٥٢ بتوقيت غرينتش

الامام محمد الباقر عليه السلام هو خامس الائمة الاطهار الذين نص عليهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ليخلفوه في قيادة الامة الاسلامية ويسيروا بها الي شاطئ الامن والسلام الذي قدَره الله لها في ظلال قيادة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَرهم تطهيرا.

ولقد انحدر الامام الباقرعليه السلام من سلالة طاهرة مطهَرة ارتقت سلم المجد والكمال وكان أفردها قمما شامخة في دنيا الفضائل، بعد ان حازت علي جميع مقومات الشخصية المتكاملة في مجال الفكر والعقيدة والعقل والعاطفة الارادة والسلوك، حيث أخلصوا لله تعالي وذابوا في محبته وانصهروا في قيم الرسالة الاسلامية وكانوا ربانيين بحق وبذلك اصبحوا عدلا للقرآن الكريم بنص الرسول الاكرم (ص) والامناء علي تطبيق الرسالة والقادة المعصومون المؤهلون لتوجيه الامة وتربيتها وادارة شؤونها وتلبية متطلبات تكاملها وتحقيق سعادتها دنيا وآخرة.
ابوه هو الامام سيد الساجدين وزين العابدين وألمع سادات المسلمين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام وامه هي السيدة الزكية الطاهرة فاطمة بنت الامام الحسن عليه السلام، سيد شباب اهل الجنة، والتي قالت في حقها الامام الصادق عليه السلام ( كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها).
في يثرب وفي غرة رجب يوم الجمعة (57) للهجرة أشرقت الدنيا بمولد الامام الزكي محمد الباقر الذي بشر به النبي (ص) قبل ولادته وكان اهل البيت عليهم السلام ينتظرونه بفارغ الصبر لانه من ائمة المسلمين الذين نص عليهم الرسول المصطفي (ص) وجعلهم قادة لامته وقرنهم بالتنزيل محكم.
ولقد نهل الامام محمد بن علي الباقرعليه السلام العلوم والمعارف من والده الامام زين العابدين وقدوة الزاهدين وسراج الدنيا وجمال الدين عليه السلام، حتى فاق وابدع في كل العلوم فكان اهلا للامامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألقه وكمال عقله كما شهد له بذلك كل من عاصره، فكان عليه السلام كما شهد له جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث لقبه بالباقر قائلا: إنه يبقر العلم بقرا.
عندما بشر المسلمين بولادته وبدوره الفاعل في احياء علوم الشريعة وفي عصر، كانت قد عصفت العواصف بالامة الاسلامية إثر الفتوح المتتالية والتمازج الحضاري والتبادل الفكري الذي طال الامة الاسلامية وهي في عنفوان حركتها الثقافية والعلمية التي فجرها الاسلام في وجودها وكانت قد حُرمت من الارتواء من معين الرسالة الفياض الذي تجسد في أهل البيت عليهم السلام.  
لقد عاش الامام محمد الباقر(ع) طيلة حياته في المدينة المنورة يفيض من علمه على الامة المسلمة، ويرعى شؤون الجماعة الصالحة التي بذر بذرتها رسول الله (ص) ورباها الامام علي بن ابي طالب ثم الامامان الحسن والحسين عليهم السلام، كما غذاها من بعدهم ابوه علي بن الحسين (ع) مقدما لها كل مقومات تكاملها واسباب رشدها وسموها.  
لقد عانى الامام الباقرمن ظلم الامويين منذ ان ولد وحتى استشهد ماعدا فترة قصيرة جدا هي مدة خلافة عمر بن عبدالعزيزالتي ناهزت السنتين والنصف. 
فعاصر أشد ادوار الظلم الاموي كما اشرف على افول هذا التيار الجاهلي وتجرع من غصص اللآلام ماينفرد به مثله وعيا وعظمة وكمالا.  
ولكنه استطاع ان يربي اعداد كثيرة من الفقهاء والعلماء والمفسرين حيث كان المسلمون يقصدونه من شتى بقاع العالم الاسلامي وقد دانوا له بالفضل بشكل لانظير له، ولم يعش منعزلا عن احداث الساحة الاسلامية، وانما ساهم بشكل ايجابي في توعية الجماهير وتحريك ضمائرها وسعى لرفع شانها واحياء كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي كآبائه الكرام واجداده العظام ولم يقصر عنهم عبادة وتقوى وصبرا واخلاصا وجهادا فكان قدوة شامخة للجيل الذي عاصره ولكل الاجيال التي تلته. 
فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد بالعلم والعمل ويوم استشهد يوم يبعث حيا.
ومن حكمه القصار :
كمال كلّ الكمال: التفقّه في الدِّين، والصبر على النائبة، وتقدير المعيشة.
ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفوَ عمّن ظلمك، وتصلَ مَن قطعك، وتحلم إذا جُهِل عليك.
مَن لم يجعل له مِن نفسه واعظاً، فإنّ مواعظ الناس لن تُغنيَ عنه شيئاً.
مَن كان ظاهره أرجحَ من باطنه.. خفّ ميزانُه.
أربع من كنوز البِرّ: كتمان الحاجة، وكتمان الصدقة، وكتمان الوجَع، وكتمان المصيبة.
مَن صدق لسانُه زُكي عمله، ومَن حسنت نيّته زِيد في رزقه، ومَن حسن بِرُّه بأهله زِيدَ في عمره.
إيّاك والكسلَ والضجر؛ فإنّهما مفتاح كلّ شرّ. مَن كسل لم يُؤدِّ حقّاً، ومَن ضجر لم يصبر على حقّ.
كفى بالمرء غِشّاً لنفسه أن يُبصر من الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه، أو يَعيبَ غيرَه بما لا يستطيع
تركَه، أو يُؤذيَ جليسه بما لا يعنيه.
التواضع: الرضى بالمجلس دون شرفه، وأن تُسلّم على مَن لَقِيت، وأن تترك المِراءَ وإن كنتَ مُحِقّاً.

تصنيف :