ايها الفائزون لازلتم فاشلين!؟

ايها الفائزون لازلتم فاشلين!؟
الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

ما ان انتهت انتخابات مجالس المحافظات العراقية حتى بدأ التسابق الاعلامي بين الكتل السياسية لاثبات فوزهم بهذا التنافس الذي اتفق الكثيرون من المراقبين على سلامة اجواءه رغم ملاحظات هنا وهناك.


قالت كتلة انها حصلت على عدد اكثر من اعضاء مجالس المحافظات مما كان بحوزتها من الاعضاء في الدورة السابقة ,وهذا معيار صحيح بالتاكيد على انهم فازوا في الانتخابات.
وقالت كتلة اخرى ان عدد المصوتين لها زاد عن الدورة السابقة بكذا مائة الف صوت وهذا معيار اخر لصحة فوز هذه الكتلة على اخواتها في الانتخابات.
ثالثة جمعت اصواتها ومن كان معها وجمعت اعضاءها وهي لوحدها فرأت انها فازت لوحدها اكثر مما حصلت عليه مع قوى كانت متحالفة معهم وهذا معيار اخر للفوز لا خلاف عليه.
اخرون رأوا ان مسيرتهم نحو الاغلبية السياسية في الانتخابات القادمة  اصبحت اكثر يسرا بعد فوزهم بعدد كبير من المحافظات ما يتيح لهم تشكيل الحكومات المحلية بالتحالف مع كتل فائزة اخرى, ما يعني فوزهم الاكيد.
في كل مواقف الكتل والاحزاب  التي تدعي الفوز تقرن معه حقيقة اخرى, وهي ان الفوز دليل على صحة النهج والمسار, الذي اختطته هذه الكتلة, كما تلمح بشكل واخر الى عبقرية وفذاذة قائدها الذي الهمها هذا الفوز وهذا المسار.
الذين خسروا كعادتهم هاجموا المفوضية والنظام الانتخابي واتهموا الاخرين بالتزوير مثل اي فريق رياضي يخسر مبارياته فيتهم الحكام والارض ويستقدم عشرات الاسباب لتبرير خسارته.
في بلد لازالت بعض محافظاته تنفق 14 بالمائة من ميزانيتها, ونسبة تنفيذ مشاريع الكهرباء لا تتعدى 40 بالمائة,والامن فيه معرض في اي لحظة لعشرات المفخخات, وتستغرق معاملة بسيطة لاصدار بيان ولادة لطفل او جنسية او شهادتها عشرات الرحلات المكوكية على طريقة (تعال باجر).
  ويطوف المواطنون احياءا مهمة في العاصمة   بحثا عن  مرافق عامة فلا يجدونها, ويبحث الانسان عن مرأب قريب لسيارته, فلا يجده , وفيه الاف الحاجات الاساسية التي  لم يحصل اليقين  بعد بوصولها للمواطنين ,لا يصح الحديث عن فائزين, وعبقريات قادت احزابها الى النصر والفوز.
الفوز حين نتقدم في كل المجالات ونقدم للمواطنين كل الممكن من المنجزات , واولها الامن والكهرباء والخدمات والتعليم والصحة و..و..و..وما دام هذا الامر لم يتحقق بعد فارجو من الاخوة الفائزين اعتبار انفسهم فاشلين سيتم  منحهم فرصة واختبارهم للنجاح.
ايها الفائزون جميعا , نبارك لكم الدخول لحلبة الصراع الحقيقي الذي يكشف عن حقيقتكم ,هل ستفوزون؟, نتمنى ذلك من كل قلوبنا ولكنكم لازلتم فاشلين ,مالم يتغير وجه العراق.
كلكم فائزون ولكن فقط في الدخول لحلبة التنافس, فشوط التنافس الحقيقي لم يبدأ بعد.
* كامل الكناني