قطر مملكة العبودية الحديثة

قطر مملكة العبودية الحديثة
الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

قطر مملكة العبودية الحديثة هكذا وصفتها وسائل إعلام عالمية عاينت واقع حقوق الانسان فيها . فمن التضييق على حرية الرأي مرورا باعتقال المثقفين والناشطين في مجال حقوق الانسان وصولا إلى الشروط المهينة التي تفرض على العمال الأجانب يبدو تعامل قطر مع حقوق الانسان فيها مناقضا تماما لدفاع حكامها عن قضايا حقوق الانسان العربي .

تقرير...مؤتمر لحقوق الانسان في الدوحة برعاية حكومة قطر يدعو لاحترام حق الانسان بالتعبير عن رأيه بحرية والمطالبة بالديمقراطية تماما كما يدعو حكام قطر من على المنابر الدولية دفاعا عن حقوق الانسان السوري والعربي . أما الإنسان القطري أو العامل في قطر فله صورة أخرى مقلوبة .
كان هذا هو صوت الشاعر القطري محمد بن الذيب في قصيدته الشهيرة ياسمين تونس، التي انتقد فيها حكم التوارث في بلاده قطر ووجود القوات الأميركية، ودعا فيها إلى سيادة الحرية والقانون، قصيدة كلفته حكماً بالسجن المؤبد وقد أسف مدير فرع منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط فليب لوثر لتورط قطر فيما يبدو أنه انتهاك صارخ لحق حرية التعبير.
منظمة العفو الدولية اعتبرت الذيب العجمي سجين رأي عام، مؤكدة أنه يوجه محاكمة سرية وطالبت السلطات القطرية بالإفراج عنه دون قيد أو شرط إذا كان محتجزاً لمجرد انتقاده السلمي للسلطات، وبين هذه المواقف المشهودة لقطر وسجن شاعر مدى الحياة بسبب قضية رأي مفارقة كبيرة.. شكيت في نفسك ياشيخ المصاليخ، ردي وشكاتك بناسك ردية بكره يثور الشعب ويشيد ويشيخ وترف قدرك في عيون الرعية.
بعد الشاعر محمد الباكر ومنصور المطرشي ناشطان في حقوق الانسان في قطر اعتقلا على يد السلطات القطرية منذ الثاني والعشرين من مارس آذار الماضي لنشاطهما في مجال الدفاع حق الانسان في قطر وقد بدآ إضرابا مفتوحا عن الطعام في السجن منذ الثامن من أبريل نيسان .
منظمات حقوقية محلية وعربية دانت الباكر والمطرشي وأكدت أنهما من نشطاء حقوق الإنسان الذين عملوا بشكل سلمي وشرعي بمجال حقوق الإنسان في قطر لأكثر من عقد. 
وأعربت الشبكة العربية لحقوق الانسان عن اعتقادها بأن هناك علاقة مباشرة بين اعتقالهما واحتجازهما الحالي وعملهما المشروع السلمي في مجال حقوق الإنسان وخاصة ممارسة حقهم في حرية التعبير.
واقع حقوق الإنسان في قطر حولها إلى مملكة العبودية الحديثة على حد وصف صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فيما رأت صحف عالمية أن العمال الأجانب في قطر يعانون من أزمة معاملة "غير آدمية في ظل شروط عمل مجحفة ومذلة,
وبحسب صحيفة "كورييه انترناسيونال" الفرنسية، فإن نظام الكفالة يؤرق حياة العمال الأجانب في قطر.
ووفق تقرير منظمة حقوق الإنسان فان جزءًا كبيرًا من العمال في قطر يستيقظون على واقع مرير بعد نزولهم إلى العمل بعد أن يجدوا أنفسهم ضحايا الشروط المهينة ووصفت المنظمة العمال الأجانب في قطر بالعبيد الجدد لرؤساء العمل القطريين.
س: د. نزيه منصور ما تفسيرك لهذه المفارقة قطر تدعوا إلى حقوق الإنسان العربي وتسقطها عن مواطنيها ومن يعيش على أرضها، ما تفسيرك؟
ج: يخطر ببالي هنا المثل الشعبي الذي يقول شر البلية ما يضحك، ان تكون إمارة العبودية المسماة قطر العظمة التي تصدر القرارات والأوامر والتوجيهات والتوصيات إلى مختلف الدول العربية وتتحدث عن الحرية والديمقراطية والتي هي أبعد ما يكون عن الحرية والديمقراطية، وخير مثال على ذلك عندما نسمع في هذا التقرير أنه يعتقل شاعر أو من يطالبون بحقوق الإنسان، يعني هذا الأمر ليس ببعيد عن نظام سياسي سبق لرأس القمة في هذا الهرم أن أبعد والده عن السلطة، فكيف به أن يعامل الآخرين، من يتعامل مع والده عندما يكون أميراً ويعزله لا أستبعد أن يتصرف مع شعبه ومواطنيه، فكيف يكون في اليد العاملة التي تأتي من أصقاع الدنيا من أجل لقمة العيش لتتحول أكثر من عبيد ويعاملون أكثر ما كانت أيام الجاهلية. من هنا نجد أن الغرب هو الذي يحمي هذه الإمارة، والذي ينفخ بها ويجعلها أكثر مما هي عليه ويعطيها الدور وخاصة أمس عندما كنا نرى ما يعرف برئيس وزراء قطر يتحدث في البيت الأبيض ويتنازل عن فلسطين وعن حقوق الفلسطينيين في العودة وفي قسم من الضفة وغزة وهذا مؤسف كيف يتصرف بشيء من لا يملكه، يتحدث باسم الفلسطينيين باسم 3 مليون عربي، هذا الأمر مؤسف جداً وعندما يتحرك الرأي العام الغربي من خلال وسائل الإعلام كان على الشارع الغربي أيضاً أن يتحرك ويتوجه نحو أنظمته وسياسييه الذين يتشدقون بالحرية والديمقراطية، ما يحصل نحن نطلب ونطالب ونصر على أن يعاملوا الشعوب العربية كما تعامل الشعوب الغربية سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا الغربية.