"تركيا وإحياء الحلم العثماني"

الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

"تركيا وإحياء الحلم العثماني". بهذه العبارة عنونت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً كتبه لويس ليبي وهيليل فرادكين، اللذان خلصا إلى أن "الشرق الأوسط لن يعود إلى حقبة سلام واستقرار يفرضها العثمانيون، مهما كانت شدة رغبة أنقرة في ذلك".


واستهل الكاتبان المقال بالإشارة إلى أن "وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو زار في الآونة الأخيرة ديار بكر، وهي أكثر المدن الكردية أهميةً في جنوب شرق تركيا المضطرب".
"وعلى ضوء تشابك الهيكل السياسي لمنطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت الطموحات الإنفصالية الكردية قضية ذات أهمية متزايدة، ليس بالنسبة إلى تركيا فقط، بل أيضاً بالنسبة لسوريا والعراق".
"ويكمن الحل الذي يقترحه أوغلو للمشكلة الكردية في إعادة عقارب الساعة 100 سنة إلى الوراء، وتحديداً إلى زمن ما قبل الحرب العالمية الأولى، أثناء بسط الإمبراطورية العثمانية سيطرتها على المنطقة".
وفي الشأن التركي أيضاً، كتب جايمس جيفري وسونر كاغباتي في صحيفة نيويورك تايمز مقالاً تحت عنوان استفهامي، سألا فيه: "هل يستطيع أوباما إنقاذ تركيا من المستنقع السوري؟".
انطلاقاً من هنا، تقول الصحيفة: "عندما التقى رئيس وزراء تركيا رجب طيب إردوغان الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض الخميس، كانت الحرب في سوريا الموضوع الأكثر إلحاحاً على جدول الأعمال".
"إذ ان تركيا لم تواجه تهديداً بهذا الحجم منذ طالب ستالين بأراض من الأتراك سنة 1945".
وفي سياق استعراض توريط أنقرة نفسها في دعم المجموعات المسلحة في سوريا على حساب علاقاتها التاريخية مع دمشق، تذكّر الصحيفة بأنه "في سنة 2011، قطعت الحكومة التركية كل علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية الشرعية القائمة، وباشرت بدعم مجموعات المعارضة السورية الرامية إلى إقصاء الرئيس بشار الأسد من السلطة".
"لكن، منذ ذلك الحين، فشلت هذه السياسة التركية، وقد عرضت تركيا لأخطار متزايدة،"
"ومن أحدثها وقوع تفجيرين قاتلين في مدينة الريحانية على الحدود التركية، وقد زعمت أنقرة أن المسؤول عنهما قوات مؤيدة للنظام السوري، في رد انتقامي على الدعم التركي للمجموعات المسحلة التي تقاتل في سوريا".
وبعد عرض للمكاسب الاقتصادية والاستثمارية التي حققها الاقتصاد التركي على مدى سنوات مضت، ينتهي الكاتبان إلى القول: "إلا أن الحرب في سوريا تهدد هذه المكاسب، وكذلك المستقبل السياسي لإردوغان".
"ولن تكون تركيا منيعةً حيال تداعيات دولة مجاورة مضطربة على غرار النموذج الصومالي، أو من نظام سوري يسعى للانتقام من تركيا بسبب دعمها للمتمردين".