تقرير...حجر ابن عدي الكندي صحابي جليل من قادة الفتوحات الإسلامية وصف في كتب التراجم عند المسلمين عامة بأنه كثير العبادة حتى وصفه الحاكم في المستدرك براهب صحابة خاتم الأنبياء محمد ابن عبد الله (ص)، هو من عصابة المؤمنين كما قال عنه رسول الله محمد ابن عبد الله (ص)، هو راهب الصحابة كما أسماه الحاكم صاحب كتاب المستدرك، وهو من فضلاء الصحابة كما قال عنه ابن الأثير، هذا غيض من فيض ما ورد عن الصحابي الجليل حجر ابن عدي الكندي، سيرة الصحابي روية في أعمال تلفزيونية وسينمائية عدة شهدت على مكانته لدى المسلمين في حين لا تزال كتب السيرة تذخر بالكثير عن الرجل ذي الورع والعبادة. سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء.
وكان صحابياً جليلاً، صحابياً جيداً زاهداً، عابداً، من أكابر صلحاء الأمة.. مقام هذا الصحابي الجليل موجود منذ القدم في منطقة عدرا بريف دمشق وكانت هذه المنطقة تعرف بمرج عدراء يوم فتحها حجر ابن عدي، وعلى مر الزمن زار الكثيرون القبر تبركاً وتقديراً لمناقب صاحبه. لكن المفاجئ أن تنبري بعض الجماعات المسلحة إلى الإعلان عن دخولها هذا الصحابي والعبث بقبره وما فيه، من دون النظر إلى حركة الأموات، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بواحد من صحابة رسول الله (ص)، ما تسمى تنسيقية الثورة في عدرا البلد نشرة على صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك صوراً قالت إنها تعود لمقام حجر ابن عدي مؤكدة أن مسلحين تابعين للجيش الحر قاموا بنبش القبر ونقلوا الجثمان إلى مكان مجهول.
قامت الجماعات المسلحة في بلدة عدرا البلد بريف العاصمة دمشق بنبش مقام الصحابي الجليل حجر بن عدي ودفنه في مكان مجهول والعبث بمحتويات المقام.
وجدنا المقام بحفريات حوله حفروا منطقه فيه، وحفروا لنبش هذا المقام ولإخراج الجثة وإخفائها في مكان غير معروف، والحفر غميق، هذا وغير الاحتفالية التي قاموا بها وهم ينبشون وتحدث عن احتفالية وكأنهم يقومون بانتصار غريب الانتصار على الإسلام.
الاحتفالية بنبش قبر الصحابي الجليل وهدم مقاومه عبرت عنها هذه الصورة لأحد المسلحين التكفيريين التي وزعها الإرهابيون على مواقعهم الالكترونية دون أي خجل مما صنعته أيديهم
لا سبب لهذا النبش، هنا النبش واضح أنه إهانة وتعدي، إذا كان مجرد قتل إنسان في حياته فهو حرام، فما بالنا وقد كرم الله عز وجل هذا الإنسان، لا شك أنها إهانة ليس لأشخاص فقط وإنما هي إهانة للأمة الإسلامية والعربية وأيضاً هي إهانة للأديان السماوية بما فيها الدين الإسلامي.
حزب الله في لبنان اعتبر أن ما حصل ينم عن عقلية إرهابية إجرامية ووضع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاعتداء في إطار استهداف وحدة المسلمين.
فيما دعا رئيس التحالف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري الى ملاحقة المعتدين واصفا عملهم بالجبان.
واعتبرت جماعة علماء العراق أنه يعكس النهج الوحشي الضال لدعاة الجريمة والشر.
وصنف اتحاد القوى الصوفية في مصر الاعتداء من الكبائر.
ودعا رئيس لجنة الاوقاف والشؤون الدينية في العراق علي العلاق الامم المتحدة وومنظمات اليونسكو واليونسيف ومجلس الامن الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الصدد وكذلك الدول التي تدعم المعارضة السورية بالمال والسلاح لاسيما تركيا وبعض دول الخليج الفارسي.
إيران التي استنكرت الفعل الشنيع كما وصفته أكدت أن من ارتكبه ليسوا إلا عملاء للاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن مراجع الدين في مدينة النجف الاشراف وقم المقدسة عن استنكارهم وشجبهم الشديدين لانتهاك حرمة مرقد الصحابي الجليل كما دان الجريمة علماء الأزهر في مصر مؤكدين أن لصحاية الرسول الأكرم (ص) مكانة خاصة وعظيمة في القرآن الكريم .
فلماذا السكوت على نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ؟
ولماذا التزمت الجهات الرسمية في البلدان العربية والاسلامية الصمت تجاه هذا الاعتداء على الحرمات وانتهاك المقدسات الدينية أليس السكوت على جريمة المسلحين هذه هو تشجيع لهم للقيام بجرائم مماثلة . أسئلة أثارت الكثير من الشكوك حيال ما يجري .
ثمة أضرحة قد نبشت في ليبيا وفي تونس وفي مصر للسادة الأولياء والصالحين، فيدل هذا على أن هذا الفكر الإرهابي والوهابي التكفيري السلفي هو ماضٍ في مشروعه وطريقه، وبموافقة أميركية وبتواطؤ الآن عربي وأيضاً بتواطؤ إقليمي وخصوصاً تركيا وقط.
س: أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ حسين رمال أهلاً بك معنا في هذه الحلقة، هذه الجريمة لا تحتاج إلى تعليق بقدر ما تحتاج على السؤال عن سبب هذه الإهانة لمقدسات المسلمين، أستاذ رمال إلى ماذا يريد التكفيريون الوصول برأيك من خلال ما اقترفوه من هذه الجريمة؟
ج: ما من شك أن الاعتداء على مقامات تمثل رمزية بالنسبة للمسلمين المؤنسنين ضمن إطار أخلاق الأمم والأديان، وبالتالي هذه الطائفة التكفيرية التي تقوم بنبش وهدم المقامات المقدسة ليست سوى طائفة خارجة عن الإطار العام للأمم والأخلاق الدينية، وبالتالي نحن أمام مجموعات تكفيرية ممولة بالدرجة الأولى عربياً وهي منتج سعودي أميركي يلاحظ من خلال هذه العمليات التي تستهدف المقامات المقدسة استثارة الكثيرة من المسلمين الذين يشكلون غالبية عظمى على مستوى المذهبي السني والشيعي الذين يتلاقيا على الأهداف السامية للإسلام، وبالتالي، المعلومات تشير إلى أن هنالك شخصية سعودية مولة هذه العملية وبالتالي هرّبت هذه الجثة أو هذه العظام التي تعود إلى الصحابي الجليل إلى تركيا من أجل أن تكون هذه عملية في سياق أو في إطار عملية مرسومة ومدروسة من أجل تسعير وتشحين الملفات الطائفية التي لها وظيفة هي التقاتل الشيعي السني بعيداً عن الأهداف السامية للأمتين العربية والإسلامية التي تشكل القضية الفلسطينية حجر الرحى في هذا المجال، ومن أجل الالتقاء العربي والإسلامي، لكن الأمة العربية والإسلامية الآن تعيش حالة من التبعثر الفكري المأزوم بسبب الأنظمة العربية التي تعدم هذه الحركات التكفيرية من أجل خلق واقع جديد يتماها مع الواقع الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، من أجل استثارة الغالبية العظمى من طائفة وهي طائفة أهل البيت التي تشكل فعلاً طائفة التوحيد والموحدون، ومن أجل ذلك يراد التشويه من أجل أن تكون هنالك عامل سياسي خطير جداً وهو أن الطائفة الشيعية لا تقدس الأحجار ولا تقدس الحديد في هذا المجال. وهنا يراد من خلال ذا التشويه إثارة الموضوع المذهبي والطائفي من خلال نبش هذه المقامات في هذا المجال.
س: واضح أن نبش قبر الصحابي الجليل وتدمير مقامه يهدف إلى الفتنة بين المسلمين طبعاً كما قال الكثيرون، ولكن السؤال اليوم أستاذ رمال لماذا الصمت العربي الرسمي عما جرى؟
ج: ليس هنالك صمت عربي رسمي، هنالك تدخل بالتضامن والتكافل العربي الرسمي في اتجاه تدعيم هذه الحركات وبالتالي يخدم هذا العمل التكفيري هذه المصالح الاستراتيجية للأنظمة التي هي تمول وتسعر وتشحن الملفات الطائفية من أجل أن تبقى هذه الأنظمة جاثمة على صدور الشعوب في المنطقة مما يعيق عملياً تطوير النهضوي لهذه الشعوب من خلال أن تكون دول مستقلة ذات سيادة، وبالتالي، هذا التداخل وهذا التضامن وهذا التكافل، وهذا التكامل فيما بين الأنظمة وهذه الحركات التكفيرية هي خارج إطار الأخلاق الدينية إن كان على المستوى السني أو إن كان على المستوى الشيعي، نحن أمام إشكالية معقدة هي أنها هذه العائلة النفطية ترعى بشكل مباشر وتمول بشكل مباشر في شتى محاور الثقافة والسياسة والأمن والعسكرة والاقتصاد، في توجيه وترشيد استراتيجي يهدف إلى تفريغ هذه المنطقة من محتواها الديني الأخلاقي السامي في توظيف استراتيجي من أجل أن تبقى إسرائيل في المنطقة وأحلاف الولايات المتحدة الأميركية ليكونوا على رأس هذه المنطقة، وبالتالي تدمير وتفريغ الواقع الفلسطيني كقضية يجمع عليها العرب والمسلمين في هذا المجال.
س: قيل إن هذه الجريمة تعكس الفكر الوهابي التفكيري الذي تستفيد منه اليوم طبعاً سياسات عربي وغربية في المنطقة ما رأيك في هذا الكلام؟
ج: ما من شك أن الفكر الوهابي هو منتج هو فعلاً غربي عربي منذ عشرات السنين عملت أجهزة الاستخبارات على تطويره وعلى تمويله وهذا ما ظهر من خلال الرعاية لولي العهد السعودي السابق الأمير نايف بن عبد العزيز، وبالتالي كان لهذا الأمر وقع كبير حتى انسحب على بقية الدول التي تماهة مع دوائر الاستخبارات والتي تتعاون وتتماها وتتداخل وتتضامن، مما دفع أمير قطر لبناء أكبر مسجد في المنطقة وسماه مسجد محمد ابن عبد الوهاب لرمزية هذا الفكر الوهابي، وبالتالي هذا انسحب منذ سنين على هذا الأمر وواقع المنطقة، وبالتالي انصبت كل الجهود العربية الخبيثة في هذا المجال على سورية لتدمير ما يمكن تدميره وتسعير الملفات الطائفية في هذا المجال.