إيران تحذر: سوريا قد تفتح جبهة الجولان

الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-27-05-2013- حذر مساعد الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان من ان سوريا يمكن ان تفتح جبهة جديدة ضد كيان الاحتلال في الجولان المحتلة اذا لم يتم ضبط الحدود من قبل الدول المجاورة ومنع تهريب السلاح والمقاتلين الى الاراضي السورية عبرها، مشيرا الى ان مؤتمر طهران حول حل الازمة السورية سيعقد في طهران الاربعاء بمشاركة 40 دولة.

التدخل الخارجي غير مسار الاحداث في سوريا نحو العنف

وقال اميرعبداللهيان لقناة العالم الاخبارية الاحد: ان الازمة السورية دخلت مرحلة جديدة، معتبرا ان الاحداث في سوريا كانت في البداية شبيهة بما حصل في باقي الدول العربية، لكن سرعان ما دخلت عليها اطراف خارجية واستدرجتها الى المواجهة المسلحة.

واضاف اميرعبداللهيان : ان ذلك منع الشعب السوري من الاستمرار في مطالباته، كما منع النظام السوري من تنفيذ وتطوير  اصلاحاته الشاملة، معتبرا ان المرحلة الثانية من التطورات في سوريا تحولت الى حرب ارهابية على سوريا، وقد استمرت حتى قبل الشهرين الماضيين، لكن الان فان النظام والشعب عقدا العزم لخوض مواجهة حقيقية مع المجموعات المسلحة والجماعات التكفيرية وجبهة النصرة والتيارات المتطرفة، التي تستهدف كل البنى التحتية والناس من موالاة ومعارضة بمختلف تياراتها وتوجهاتها.

سوريا في مرحلة مصيرية

ووصف المرحلة الحالية في الازمة السورية بانها مصيرية جدا، منوها الى ان اكثر من عامين من الصمود مكن سوريا من حيث القدرة والانسجام اللازمين من مواجهة حرب ارهابية حقيقية وتحقيق نجاحات وانتصارات على يد الشعب.

واشار اميرعبداللهيان الى ان ذروة هذه النجاحات تمثلت في عودة الهدوء الى العاصمة دمشق ، حيث لا توجد مشاكل امنية الان فيها، كما انخفض مستوى العمليات الانتحارية ما يدل على مدى السيطرة الامنية على الاوضاع هناك من قبل النظام والشعب.

كما اشار مساعد الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان الى انتصارات الجيش في حلب والرقة والقصير والهجمات العنيفة على معاقل ومراكز المجاميع الارهابية، وقال : حسب الانباء التي تردنا من المسؤولين السوريين المعنيين فان المعركة في القصير ستنتهي قريبا لصالح الشعب والنظام في سوريا.

الموقف الايراني من سوريا ثابت ولا يتغير

ونوه الى الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله والذي اكد فيه اهمية دور سوريا في محور المقاومة والعالم الاسلامي ، واضاف : لذلك فان ايران تدعم الشعب والنظام والمعارضة الوطنية التي تؤمن بالحل السياسي وتدعمه، مؤكدا ان الموقف الايراني لم ولن يتغير في الدفاع عن سوريا، وان حزب الله يتبع استراتيجية مماثلة.

واكد مساعد الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان ان القضية الاخرى التي تهم ايران هي حماية البقاع والمقامات والمراقد المقدسة في سوريا مثل مرقد السيدة زينب عليها السلام،  ومرقد السيدة رقية عليها السلام، وغيرها من المقامات التي تهم المسلمين وخاصة الشيعة في العالم، منوها الى ان ايران تولي اهتماما خاصا بهذا الامر.

ايران ستحمي المقامات والبقاع المقدسة في سوريا

واعتبر انه لا يمكن القبول بان تدخل البحرين قوات بلد مدججة بمئات الدبابات والمدافع والجنود بذريعة حماية المنشآت العامة، لكن العتبات المقدسة في سوريا تتعرض لهجمات الارهابيين، ويبقى عالم التشيع متفرجا، ولذلك فان اجراءات يتم اتخاذها لحماية هذه المراقد والعتبات المقدسة والمهمة على صعيد العالم الاسلامي والتشيع.

واشار اميرعبداللهيان الى ان الازمة في سوريا ترتبط ايضا بأمن لبنان والمقاومة ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي، واضاف: قريبا سيتم نشر مستندات ووثائق تثبت ان قسما كبيرا من العمليات التي تقوم بها المجموعات المسلحة وحتى جبهة النصرة في القصير وريف دمشق وحلب يتم التخطيط له في غرفة عمليات بكيان الاحتلال في تل ابيب، وهي مستقاة من النماذج الذي قام الكيان بتنفيذها على مدى العقود الستة الماضية في فلسطين منذ انشاء هذا الكيان غير الشرعي، والان ينقل تجاربه الى سوريا.
  
امكانية فتح سوريا لجبهة الجولان مع الاحتلال

وحذر من عدم نجاح الجهود السياسة والدبلوماسية الدولية التي بدأت في الجولان منذ الشهر الماضي، معتبرا انه اذا لم يتم منع دخول السلاح والمقاتلين عبر حدود جيران سوريا فان جبهة جديدة سيتم فتحها ضد الكيان الاسرائيلي من الجولان بشكل فاعل.

قلق اسرائيل بعد العدوان على سوريا

واعتبر اميرعبداللهيان ان الهدف من المناورة العسكرية الاسرائيلية الاخيرة هو التخفيف من القلق الاسرائيلي بعد العدوان الاخير على سوريا، وقال ان الكيان الصهيوني قام بهجمات سريعة على اهداف في سوريا، وقد اعلنت دمشق بعدها انها سترد، وهذا ما اقلق قيادات الاحتلال، لذلك فإن مناوراتهم تجري في ذروة قلق وخوف الكيان على مستقبله.

ونفى مساعد الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان اي وجود اي امكانية في هذه المرحلة لدى اي من الدول منفردة او في اطار الناتو ان تدخل في مرحلة جديدة من الحرب على سوريا المتماسكة، حيث يدافع الجيش السوري بكل قوة واقتدار عن سيادة واستقلال ووحدة اراضي البلاد في مواجهة محاولات التقسيم.

مؤتمر طهران حول سوريا سيعقد بمشاركة 40 بلدا

واشار مساعد الخارجية الايرانية الى ان مؤتمر طهران المقرر عقده الاربعاء بمشاركة 40 دولة لمناقشة حل الازمة السورية، وبحضور ممثل الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي سيقرأ كلمة عنه في المؤتمر، معربا عن امله في ان يتمكن هذا المؤتمر ومؤتمر جنيف اثنين الذي سيعقد بعيد مؤتمر طهران لايجاد حل سياسي للازمة السورية يلبي تطلعات ومطالب الشعب السوري.

واكد اميرعبداللهيان ضرورة ان يتمكن الشعب السوري من تقرير مصيره بنفسه ، ولا يتخذ احد قرارا بدلا عنه لا في طهران ولا في جنيف ، معتبرا ان الاولوية الان هي لوقف العنف ، والمساعدة على اجراء انتخابات شفافة ونزيهة وتحت اشراف دولي وبمشاركة الشعب لتقرير مصير بلادهم.

اختلاف المواقف بين ايران وروسيا والولايات المتحدة وحلفاءها

وحول مؤتمر جنيف – اثنين قال مساعد الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان ان التحضير للمؤتمر لم يكن جيدا لحد الان ، رغم ان هناك اتفاقا حصل بين روسيا والولايات المتحدة  وحلفاءها ، الذين طالبوا في مؤتمر جنيف – واحد بتنحي الرئيس الاسد عن السلطة، لكن ايران وروسيا تعتقدان بان اتفاق جنيف - واحد يجب ان يكون اساسا لاي اتفاق في جنيف – اثنين، لوقف العنف وعودة الامن والاستقرار الى سوريا ، ومن ثم يتم تشكيل حكومة انتقالية  او اي حل سياسي آخر يحظى بتأييد الشعب السوري.

واكد ضرورة حضور ممثلي النظام السوري والمعارضة في مؤتمر جنيف – اثنين، واشار الى ان ممثلي الدولة محددون و هم اما وزير الخارجية او لجنة الحوار الوطني التي تضم في الغالب وجوها من المعارضة مثل نائب رئيس الوزراء ووزير المصالحة الوطنية ، الذين كانا قد تعرضا هما او اقاربهما للسجن.

ونوه اميرعبداللهيان الى وجود اختلافات بين اطراف المعارضة ، واعتبر ان الولايات المتحدة تحاول التعرف على الاطراف الليبرالية والعلمانية والاطراف التي تفتقد الى قاعدة في الداخل وان تطرحهم كقيادة للمعارضة ، كما ان بعض الدول الاقليمية تحاول ان تطرح الوجوه المقربة منها.

ايران تدعم مطالب الشعب السوري

وشدد مساعد الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان على ضرورة حضور ممثلي الحكومة والمعارضة المؤمنة بالحل السياسيي في مؤتمر جنيف، واشار  الى ان هناك نقاشا مازال يدور بين الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة حول دعوة مختلف الدول الى المؤتمر ، منوها الى انهم استشاروا ايران في ذلك وامكانية حضورها في حال تمت دعوتها الى مؤتمر جنيف – اثنين، حيث كان رد ايران انها تدعم كل حل سياسي منطقي مبني على اساس مطالب الشعب السوري.
MKH-26-22:35