تركيا: الاحتجاجات تتصاعد والأمن يتصدّى للمحتجين بعنف

تركيا: الاحتجاجات تتصاعد والأمن يتصدّى للمحتجين بعنف
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣ - ٠٥:٢٠ بتوقيت غرينتش

رفض المتظاهرون الاتراك الاثنين التراجع امام تحذير رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان من انهم "سيدفعون ثمنا" لتظاهراتهم ضد الحكومة.

وغداة نهاية اسبوع شهدت تدفق عشرات الاف الاشخاص الى شوارع مدن عدة على وقع هتافات "طيب ارحل"، بدت ساحة تقسيم في اسطنبول عصر الاثنين في انتظار الحشود الكبيرة التي ملاتها ليل السبت الاحد.
وقالت الطالبة عجم ياكين "سنذهب الى المدرسة لكننا سنعود مساء".
وتعهد المتظاهرون عدم التراجع امام الخطاب العدائي لرئيس الوزراء الذي عبأ انصاره والقى سلسلة كلمات هاجم فيها "الرعاع" و"المتطرفين" الذين يتحدون سلطته في الشارع.
وقال عاكف بوراك اتلار امين سر تجمع "تضامن تقسيم" الذي انبثق من الحركة الرافضة لازالة حديقة جيزي في ساحة تقسيم "لست رجلا سياسيا لكنني اعتقد ان استمرار اردوغان في خطابه العنيف سيؤدي الى استمرار التحرك".
واضاف "هذا النوع من الخطابات ووحشية الشرطة اديا الى استمرار الحركة الاحتجاجية. عليه (اردوغان) ان يتراجع، عليه ان يقر بمطالب الشعب".

وصعد عشرات الاف المتظاهرين المناهضين للحكومة احتجاجاتهم في عطلة الاسبوع وتدفقوا على مدن في كافة انحاء تركيا وبينها اسطنبول وانقرة وازمير الواقعة غربا.
وفيما استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الاف المتظاهرين في انقرة لليلة الثانية، شن اردوغان الاحد هجوما مضادا على المناهضين له وعمد الى تعبئة انصار حزبه الحاكم منذ عشرة سنوات حزب العدالة والتنمية، بالقاء خطب معادية في تجمعات في انحاء تركيا.
وقال اردوغان امام مناصريه الذين علت هتافاتهم في انقرة  "الذين لا يحترمون الحزب الحاكم في الامة سيدفعون ثمنا".
وقال اردوغان "نحن لا نزال نتحلى بالصبر، اننا نصبر دائما الا ان لصبرنا حدودا".
واضاف اردوغان "لن نحاسب امام مجموعات هامشية بل امام الامة، الامة اوصلتنا الى الحكم وهي وحدها من ستخرجنا منه".
واندلعت اعمال العنف في 31 ايار/مايو اثر قمع الشرطة لحملة تسعى لانقاذ حديقة جيزي في اسطنبول والمحاذية ساحة تقسيم، ومنع اقتلاع اشجارها. وتصاعد الاحتجاج ليصبح تظاهرات عمت تركيا تعبر عن الغضب ضد اردوغان وحكومته التي تتهم بالتسلط.
وكانت ساحة تقسيم اكثر هدوءا الاثنين فيما استأنف المتظاهرون اعمالهم الاعتيادية مع تعهد كثيرين بالعودة.
وقالت ايتيم ياكين (17 عاما) لدى عبورها الساحة حيث كانت اعمال التنظيفات تجري على قدم وساق "سنذهب الى المدرسة الان لكننا سنعود لاحقا". واتهمت رئيس الوزراء بصب الزيت على النار بموقف المواجهة الذي يتخذه.
وقالت "اذا استمر بالتحدث الينا بهذا الشكل سنواصل ما نحن عليه ايضا".
وتحولت الساحة وحديقة جيزي المرقطتان بالخيام واللافتات والاعلام، الى منطقة خالية من الشرطة التي انسحبت قبل اسبوع. ولم تشهد المنطقة اي اشتباكات منذ ذلك الحين.
وقام اردوغان الاحد بجولة على ثلاث مدن وحث انصاره على الرد على المحتجين في صناديق الاقتراع في انتخابات محلية العام المقبل.

وطلب من انصاره ان يلقنوا المحتجين "درسا اول بالسبل الديموقراطية في صناديق الاقتراع".
ومن المقرر اجراء انتخابات بلدية ورئاسية في تركيا في 2014.
ويعتزم حزب العدالة والتنمية اطلاق اول حملاته الانتخابية في انقرة واسطنبول في نهاية الاسبوع المقبل.
ومن المقرر اجراء انتخابات عامة في 2015 واستبعد المسؤولون اي اقتراح بالدعوة لانتخابات مبكرة بسبب الازمة.
ويفترض ان يلتقي اردوغان وزراء حكومته في انقرة في وقت لاحق الاثنين ويتوقع ان تكون الازمة على رأس جدول الاعمال.
وقال اكيف بوراك اتلار سكرتير مجموعة "التضامن مع تقسيم" التي تمثل نشطاء حديقة جيزي الرئيسيين "بكل صدق لا اعرف الى اين ستنتهي الامور".
واضاف "ان خطاباته وقسوة الشرطة هي التي اوصلت الاحتجاجات الى هذا الحد، في المقام الاول. عليه ان يتراجع خطوة".
وتابع الطالب اونو البتيكين (25 عاما) "يبدو قلقا. كأنه اسد محشور في الزاوية".
وقالت نقابة الاطباء ان اعمال اعنف ادت حتى الان الى مقتل اثنين من المتظاهرين وشرطي، واصابة نحو 4,800 شخص.
وقال اردوغان الاحد ان اكثر من 600 شرطي جرحوا.
وواجه اردوغان انتقادات دولية لطريقة تعاطيه مع اعمال العنف في تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي والشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة ودول غربية اخرى في المنطقة.