باحث سياسي تركي :

الامور تتجه الى التأزم في تركيا بسبب مواقف اردوغان

الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣ - ٠٦:٠١ بتوقيت غرينتش

انقرة ( العالم ) 10/6/2013 – اعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي بركات قار ان الاوضاع في تركيا ستتجه الى مزيد من التعقيد والتأزيم بسبب التعامل المتشدد لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع مطالب المتظاهرين .

واضاف قار في حديث مع قناة العالم مساء الاثنين ان اردوغان يتعامل بالقمع والتهديد والانتقاد مع المطالب الديمقراطية الشرعية للمتظاهرين ولم يتراجع ولو قليلا أمام هذا الحراك الذي عمّ البلد .
واشار المحلل السياسي التركي الى انزعاج المتظاهرين من الاوصاف التي اطلقها عليهم اردوغان وخاصة وصفه لهم بالرعاع ، فهم ينزلون الى الشارع وبينهم المحامون والاطباء والمثقفون ومشجعو الفرق الرياضية والشباب والنساء والشيوخ من مختلف فئات المجتمع ، وبالتالي فهم يتسائلون : من هم الرعاع الذين يتحدث عنهم اردوغان .
وتابع قائلا : ان رئيس الوزراء وبدلا من طرح مشاريع جديدة والسعي لحل المشكلة اتخذ قرارا بتحشيد انصاره في تظاهرات وتجمعات واصبح يتنقل من تجمع الى اخر لالقاء الخطابات والتهجم على المحتجين .
واشار بركات قار الى ان مشروع ميدان التقسيم اشعل فتيل التظاهرات وصار سببا لاحتجاجات هي اعمق من الاعتراض على المشروع المرفوض ، فوراء التظاهرات مطالب اجتماعية متراكمة تحتاج الى استجابة من قبل الحكومة ، لكن المؤسف ان الحكومة قررت مواجهة هذه الاحتجاجات والمطالب المشروعة بتظاهرات مضادّة ، وهذا يعني زيادة التوتر ، ويعني ان اردوغان في مأزق كبير وان حكومته غير قادرة على استيعاب مطالب الشعب والاستجابة لها .
واوضح قار: في تقديري اننا سنشهد خلال الايام القادمة مظاهر اعمق مما نراه الان في الشارع التركي وستكون مستعصية أكثر على الحل والسبب هو أن في تركيا الان نظام رأسمالي يتعامل مع القوى الامبريالية مباشرة كالولايات المتحدة وحلف الناتو .
واشار الى ان نظام اردوغان لم يحقق أي تقدم على مستوى البيئة لصالح الشعب ، واقتصاديا هناك اكثر من 12% من السكان عاطلون عن العمل وان هناك الاف الخريجين الجامعيين محرومون من التوظيف ، كما ان النقابات المهنية ليس لها حق الاضراب حتى لغرض المطالبة بالحقوق الاقتصادية ، وفي الجامعات وُضع نظام أمني لا يستطيع معه الطالب ان يتنفس ، وبالتالي فان الاحتجاجات التي انطلقت هذه الايام لم تكن انفعالية أو مفاجئة وانما لها اسبابها المتراكمة ، ومن هنا لابد من الاستجابة لمطالب الناس المشروعة .
Ma.18:39.10