المخدرات في المملكة العربية السعودية

تقرير.. هذه المشاهد بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن شباب سعودي وهم في حالة سكر شديد في السعودية . مشاهد تبدو منسجمة في ظل ما ينشر رسميا عن ارتفاع نسب الإدمان على المخدرات في المملكة .
والتي وصل حجم التداول بها خلال العام الماضي إلى 23 مليار ريال سعودي بحسب المسؤولين السعوديين الذين أكدوا أن المستشفيات السعودية لم تعد قادرة على استيعاب أعداد المدنين المرتفع
وهو ما بات يهدد المجتمع السعودي حيث أصبح ترويج وتعاطي المخدرات ظاهرة منتشرة فيه تطارد إضافة إلى شبابه الفتيات أيضا.
استحواذ المرأة السعودية على نسبة 28% من قضايا المخدرات أمام المحاكم هو عنوان خبر تداولته الصحف في الآونة الأخيرة، وأصبح خطر المخدرات في مجتمعنا السعودي يداهم كل صغيرة وكبيرة حتى أصبح منتشراً في المجتمع النسائي. وكشف تقرير إحصائي صادر من وزارة العدل السعودية عن تورط 28% من النساء السعوديات في قضايا المخدرات المنظورة في المحاكم القضائية.
الشباب والبنات الجيل الطالع هم قوة البلد، هم قوة أي بلد، وقوة أي أمة، تدمير الشاب أو تدمير الفتات أخلاقياً أو نفسياً أو معنوياً أو صحياً هو تدمير للبلد.
تعاطى مخدرات، يضربني، إهانات، وصلت في أنه حاول أن أتعاطى معه المخدرات، أول شيء وافقت أن أقتله لأنه كان يضربني ويعذب أولادي أمامي أو أني أتعاطى... ماذا كان يتعاطى؟؟ حبوب وحشيش حبوب الكيبتاغون.
مساعد مدير عام مكافحة المخدرات في المملكة السعودية عبدالإله الشريف كشف عن أن حالات الإدمان على المخدرات بأنواعها في تزايد ملحوظ ووصلت إلى ألفي حالة أسبوعيا في مختلف مناطق المملكة السعودية  مشيرا إلى أن تلك الأرقام مقتصرة على الذين يتقدمون إلى مستشفيات الأمل في المملكة لتلقي العلاج دون غيرهم .
إحصايات السعودية تشير إلى ارتفاع أعداد المتورطين هذا العام عن العام الفائت، وارتفع تهريب الحشيش فيما انخفض تهريب مخدر الإنبيتامين والهرويين الخام... عندنا المملكة الأكثر انتشاراً فيها هي ثلاث أنواع، يأتي في المركز الأول في انتشار المخدرات والتعاطي أيضاً هو مادة الحشيش المخدرة، هذا أولاً، وهذه من أخطر المواد المخدرة، كل الثلاث مواد خطرة، ثانياً مادة الكيبتاغون تندرج تحت مادة الإنبيتامين، الكيبتاغون اسم تجاري وأيضاً ينتشر بين الكثير من المتعاطين أسماء أخرى أيضاً متداولة، ثم يأتي الجانب الثالث هو المادة المخدرة هي الهرويين.. مادة الكيبتاغون هي طبعاً تعتبر أيضاً أخطر المواد المخدرة خصوص في فئات الشباب من فئة الطلاب.
المخدرات في السعودية 90% من المتعاطين سعوديين، و43% أعمارهم أقل من 25، 67% غير متزوج، 48% عاطل عن العمل، 40% يعمل، 13% من طلاب المدارس والجامعات.
تعاطي المخدرات في السعودية 70 ألف مدمن للمخدرات عام 2011، 62 ألف مدمن عام 2010، الكبتاجون والحشيش أكثر استعمالاً لدى الطلاب، الشباب يحصلون على المخدرات من أصدقائهم.
الإدمان في السعودية 9% الشرقية وجازان، 7% عسير، 5% المدينة المنورة وتبوك، 4% الحدود الشمالية ونجران، 2% حائل.
إحصائيات وأرقام مرتفعة عن ظاهرة ترويج وتعاطي المخدرات في المملكة العربية السعودية ورغم إعلان السلطات السعودية عن مساع لمكافحتها إلا أنها في ارتفاع متزايد كما تشير الإحصائيات الرسمية. ولكن هل من أسباب لهذه الظاهرة ؟ ومن المسؤول عنها ؟
تقرير... كشف الشيخ الداعية السعودي علي المالكي عن تورط رموز و أسماء معروفة وشخصيات في مواقع المسؤولية بإدخال المخدرات إلى المملكة .
لدينا رموز في المملكة العربية السعودية ونقولها بكل شجاعة هم من يحيون السهرات في المزارع، هم من يبيعون، هم من يدخلونها إلى السعودية ومع الأسف هم رموز معروفة وأسماء هي معاني البناء في المملكة السعودية، ولا أحد يستطيع أن يقربهم، وأنا هذا أعرفه من خلال تأكيد عندما يتصل عليّ بعض الشباب على الجوال ويقول لك أنا كنت سهران في مزرعة فلان في استراحة فلان، مع فلان، بل ما هو أشد وأعظم وآلم اليوم ليس مشكلتنا في إدمان الشباب، في إدمان الفتيات، اليوم اصبح عندنا نسبة عالية من البنات المدمنات بل بعض الشباب التائبين يعلمني يقول أنا أطلع واحدة صداقة محرمة ما تسألني كم ستعطيني على الشورتايم أو اللقاء ونحوه.. لا.. عندك شراب، عندك حشيش، عندك حبوب، هنا يجب أن نكون صادقين إذا كانت وزارة الداخلية مشكورة على رأس محمد بن نايف سلمه الله يعمل اختبارات تحليلية للضباط فلا بد في جميع القطاعات الحكومية، الوزير الضابط المعلم، المسؤول، أن يعمل له اختبار، لا أن أسهر خميس وجمعة وما يداوم السبت لا، هناك ملاحظات يجب أن ينتبه لها هذه البلاد لأننا اليوم أمام خطر.
ويأتونا لمكة والمدينة ويعلمونهم ماذا الدين والعقيدة، والذي يرجع لديرته يصبح عالم، أنت تحشش يصبح عالم تخيل يدرسون هذا....
وكانت وثيقة للقنصلية الأميركية في جدة تحدثت في وقت سابق عن أماكن في المدينة لممارسة الجنس المحرم وتعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية بحرية في المدينة السعودية لأن الشرطة الدينية تتجنب وقف هذه الحفلات لأنها تتم بوجود أو تحت رعاية أعضاء من الأسرة المالكة أو الدوائر المقربة منها".
لمناقشة هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الدكتور نسيب حطيط، أهلاً ومربحاً بك، د. تزايد ظاهرة الترويج وتعاطي المخدرات في السعودية إلى ماذا تردها برأيك.
ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان في السعودية ترجع إلى عدة عوامل، أولها هي مسألة الثقافة الدينية والفكر الديني السلفي الوهابي، الذي أخذ عنده عقدة المرأة وربط كل المعاملات بين الناس رجالاً ونساءً في التجارة في المدرسة في أي قطاع من القطاعات في مسألة العلاقة بين المرأة والرجل بعقدة الجنس، وبالتالي ذهب إلى أشياء وفتاوى متطرفة جداً جداً ضد المرأة وحاصرها. وهذا الفكر المشبوه بداية والمنحرف وضع الإسلام في قالب ضيق غير منفتح مع أن الإسلام دين حواري وانفتاحي.
الأمر الآخر هي مسألة البطالة في السعودية نتيجة مع كل الغنى والميزانية المرتفعة وعائدات النفط فإن هذا ليس لصالح الشعب السعودي فالبطالة متفشية بين الشباب.
المسألة الثالثة العمالة الوافدة وخاصة من الدول التي لا تدين بالإسلام او تدين ببعض المعتقدات الأخرى التي لا تحرم الشراب أو الكحول أو المخدرات، فتنقل عاداتها وثقافتها وتقاليدها وسلوكياتها إلى السعودية، وبالتالي يكون هناك شبه تلاقي ثقافي وسلوكي مع السعوديين. الأمر الأهم هو مسالة أن السلطة تمنع العمل الحزبي والنقابي والثقافي والترفيهي وتبعد الناس عن السياسة حتى تضمن بقاء عرشها واستمراريته، فتدفع هؤلاء الشباب نتيجة غياب الطموح في أن يكون فاعلاً في المجتمع أو في الحكومة فيتجه إلى تصريف كل هذا التعبئة الداخلية وهذا الحقد وهذا الاحتجاج الذي لا يستطيع أن ينفس عنه نتيجة القمع، فيذهب إلى الهروب من الواقع علّه يجد في المخدرات والإدمان نوعاً من التعويض النفسي عما يشعر به من ظلم ومن إحباط ومن حصار اجتماعي ومادي ومعيشي.
س: د. هل ترى أن لمحاولات إبعاد الشباب السعودي عن العمل السياسي وما يحكى عن قمع حرية التعبير والراي في السعودية وما شابه هي من أسباب انتشار ظاهرة إدمان المخدرات وتعاطيها برأيك كما قلت طبعاً؟
ج: بطبيعة الحال في السعودية يجب أن لا يقرب المواطن السعودي أمرين الواقع السياسي الذي تصادره العائلة المالكة وبالتالي من الآن حتى ينقلب هذا الحكم فإن الحكم والسلطة والثروة متجمعة في يد الملوك وأبنائهم وأحفادهم، وأحفاد أحفادهم وفق الدستور السعودي، وبالتالي لا طموح لهذا الشاب السعودي أن يحتل موقعاً سياسياً. الموقع الآخر الذي لا يجب على السعودي أن يتعاطى معه هو الموقع الديني، هناك تقاسم للسلطة، المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية، المؤسسة الدينية يغلفها نوع من الجهل وما قرأناه عن الفتاوى الأخيرة من عدم استعمال المكيف للمرأة في حال عدم وجود محرم أو عدم استعمال الإنترنت لعدم وجود محرم، مسألة إرضاع الكبير، مسألة عدم حضور ميكي ماوس، هذه الفتاوى الساذجة أو تكفير من يقول بأن الأرض كروية كما صرح أكثر من عالم ومفتي السعودية، هذه الفتاوى التي فيها من السذاجة والسطحية وليس فيها من العمق، وتكفير الفكر التكفيري هذه الأمور مجتمعة جعلت المواطن السعودي معتقلاً في مملكة اسمها المملكة السعودية، ليس له مردود من الثروة الوطنية، ليس له طموح سياسي وليس له موقع اقتصادي، فالعمالة الوافدة كما تعلمون أن تساوي حوالي ضعفي عدد السكان في السعودية حتى اليوم.