ميلاد الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)

ميلاد الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٣ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

في اليوم الخامس من شهر شعبان المبارك، سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ولد الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.

وعندما زقت البشری لامير المؤمين علي بن ابي طالب عليه السلام سجد لله شکرا واسماه ( عليا ) وکان مقدار له ان يتولی منصب الامامة المبارك، فهو رابع ائمة اهل البيت (عليهم السلام) وجدَه الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وصي رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم. وجدته فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبضعته وفلذة کبده وسيدة نساء العالمين کما کان ابوها يصفها. وابوه الامام الحسين (عليه السلام) احد سيَديَ شباب اهل الجنة سبط الرسول وريحانته.
الامام علي بن الحسين هو احد الائمة الاثنی عشر عليهم السلام الذين نصَ عليهم النبي الاکرم (صلى الله عليه وآله) کما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما إذ قال ( الخلفاء بعدي اثنا عشر کلَهم من قريش ).
وعاش سبعة وخمسين سنة تقريبا قضی مايقارب سنتين او اربع منها في کنف جده الامام علي (عليه السلام) ثم ترعرع في مدرسة عمه الحسن وابيه الحسين عليها السلام سبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وارتوی من نمير العلوم النبوية واستسقی من ينبوع اهل البيب الطاهرين.
برز علی الصعيد العلمي اماما في الدين ومنارا في العلم ومرجعا لاحکام الشريعة وعلومها ومثلا اعلی في الورع والتقوی واعترف المسلمون جميعا بعلمه واستقامته وانقاد الواعون منهم الی زعامته وفقهه ومرجعيته.
کان للمسلمين عموما تعلق عاطفي شديد بهذا الامام الهمام وولاء روحي عميق له وکانت قواعده الشعبيه ممتدة في کل مکان من العالم الاسلامي ولم تکن ثقة الامة بالامام زين العابدين (عليه السلام) -علی اختلاف اتجاهاتها ومذاهبها- مقتصرة علی الجانب الفقهي والروحي فحسب، بل کانت تؤمن به مرجعا وقائدا ومفزعا في کل مشاکل الحياة وقضاياها، بوصفه امتدادا لآبائه الطاهرين. وکان الامام من اعظم الناس حلما واکظمهم للغيظ.
وقد اتخذ الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام من الدعاء اساسا بدفع الخطر الکبير الذي کان ينخر في الشخصية الاسلامية في حينها ويهزها من داخلها هزا عنيفا ويحول بينها وبين الاستمرار في أداء رسالتها ومن هنا کانت الصحيفة السجادية تعبيرا صادقا عن عمل اجتماعي عظيم کانت ضرورة المرحلة تفرضه علی الامام عليه السلام إضافة الی کونها تراثا فريدا يظل علی مر الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة اخلاق وتهذيب وتظل الانسانية بحاجة الی هذا التراث المحمدي وتزداد اليه حاجة کلما ازداد الشيطان للانسانية إغراء والدنيا فتنة له- السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في مقدمته للصحيفة السجادية -. 
اتفق المسلمون علی تعظيم الامام زين العابدين عليه السلام واجمعوا علی الاعتراف له بالفضل وانه علم شاهق في هذه الدنيا، لايدانيه احد من فضائله وعلمه وتقواه وکان من مظاهر تبجيلهم له: انهم کانوا يتبرکون بتقبيل يده ووضعها علی عيونهم- العقد الفريد 2/ 251 -.
ولم يتقصر تعظيمه علی الذين صحبوه او التقوا به وانما شمل المؤرخين علی اختلاف ميولهم واتجاهاتهم، فقد رسموا باعجاب وإکبار سيرته وأضفوا عليه جميع الالقاب الکريمة والنعوت الشريفة.  
وقد قال الشيخ المفيد في کتابه الارشاد: کان علي بن الحسين افضل خلق الله بعد ابيه علما وعملا، وقال: قد روی عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا يحصی کثرة وحفظ عنه من المواعظ الادعية وفضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والايام ماهو مشهور بين العلماء.
فسلام عليه وعلى الائمة الهداة الميامين من آبائه وأبنائه سلاما دائما مع الخالدين.

تصنيف :