الانتخابات الرئاسية الايرانية، والنظرة الى المستقبل

الانتخابات الرئاسية الايرانية، والنظرة الى المستقبل
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

أعلنت نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية مساء السبت، وقد فاز فيها حجة الاسلام حسن روحاني، في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها الجميع، وأظهر الايرانيون فرحتهم بفوز الرئيس الجديد بخروجهم الى الشوارع ، معبرين عن تأييدهم للرئيس الجديد آملين أن يوفق في ولايته الجديدة ويحقق برامجه التي وعد بها الشعب.

وقد حصل الرئيس (المنتخب) روحاني على 18,6 مليون صوت، أي 50,68 في المائة من أصوات الناخبين، وكانت المشاركة كبيرة بلغت اكثر من 72 بالمائة وهي نسبة مشاركة كبيرة ، بالمقارنة بالانتخابات التي تجري في البلدان الديمقراطية وخاصة في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي.
والآن وبعد الاعلان عن نتائج الانتخابات، ينتظر العالم بأجمعه من الرئيس المنتخب الاعلان عن برامجه وعن علاقات ايران الخارجية وخاصة العلاقات مع دول الجوار ولاسيما العلاقات مع الدول العربية في الخليج الفارسي. 
الرئيس الايراني أعلن خلال حملته الانتخابية انه يريد إقامة أفضل العلاقات مع بلدان العالم ومع دول الجوار وخاصة البلدان العربية في الخليج الفارسي التي يتوقع الرئيس منها ان تتخذ من ايران أفضل المواقف وان تفكر جيدا في مصلحة شعوبها لان اقامة علاقات جيدة ومتوازنة مع ايران هو السبيل الوحيد لإقرار الأمن والسلام في المنطقة، فايران تريد العيش بسلام وأمان مع الدول المجاورة وهي لا تتدخل في شؤونها ولا تريد أن تتدخل الدول المجاورة في شؤونها وتريد ايضا من دول المنطقة ان لا تسمح للاجانب بالتدخل في شؤون المنطقة.
إن ايران تتعرض اليوم لعقوبات اقتصادية ظالمة من جانب الولايات المتحدة والغرب بسبب برنامجها النووي وإصرارها على برنامجها السلمي وعدم سماحها للاجانب من فرض وجهات نظرهم عليها وتتوقع من دول الجوار ان لا تتعاون مع اعداء ايران ضد هذا البلد الذي يريد العيش حرا بعيدا عن هيمنة الدول العظمى، فايران قادرة على معالجة العقوبات لوحدها  بشرط ان لا تتدخل دول الجوار في تشجيع الدول الكبرى ضدها .
فموقف دول الجوار العربية من ايران طوال السنوات الماضية كان بعيدا عن روح الجيرة والاخوة الاسلامية ، والان من المتوقع من دول الجوار العربية ان تعيد النظر في مواقفها وان تتخذ مواقف ايجابية من ايران.
اتخذت الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية موقفا سلبيا من العملية الانتخابية، وكانت توقعاتها خاطئة مائة بالمائة ، واظهرت نتائج الانتخابات ان العملية الانتخابية كانت سليمة ، وان استنتاجات الولايات المتحدة والغرب كانت مبنية على معلومات خاطئة، وان سياساتها تجاه ايران كانت خاطئة ايضا بسبب معلوماتها التي كانت تستقيها من مصادرها وهذه المصادر لم تكن سليمة وكانت عدائية .
واخيرا، فان ايران تنظر الى العلاقات مع جاراتها نظرة ايجابية وتتوقع منها ان تتخذ مواقف ايجابية منها ايضا، العلاقات بين ايران والدول العربية المجاورة هي علاقات مصالح متبادلة، ولم تكن يوما من الايام علاقات احادية الجانب، تخدم مصلحة طرف دون اخر،  ومن المنتظر ان يرد المسؤولون في الدول العربية المجاورة على نوايا ايران ورئيسها الجديد، ردا ايجابيا  يخدم مصالح الجميع ويحقق الامن والاستقرار في المنطقة.
*شاكر كسرائي