الاقتصاد المقاوم لايران نجح بانهاء الاعتماد على النفط

الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣ - ٠٨:٤٢ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 24-6-2013 اكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي الايراني مسعود مير كاظمي ان ايران دولة تمتلك ثروات كبيرة وهي قادرة على حل مشاكلها الاقتصادية بالاعتماد على ذاتها وطاقاتها، منوها الى ان نسبة النمو العلمي في ايران تجاوزت 11% وهو معدل عالمي، وموضحا ان الاقتصاد المقاوم الذي تعتمده ايران سوف ينهي الاعتماد بشكل كامل على النفط.

وقال مير كاظمي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية وفي برنامج من طهران امس الاحد: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك ثروات هائلة من النفط والغاز وتحرز الدرجات الاولى في العالم، كذلك يوجد اكثر من 3 آلاف منجم فعالة تنتج مختلف المعادن والفلزات، وان الكثير من المحاصيل الزراعية الايرانية تعتبر ايران هي الاولى في العالم في انتاجها، ولدينا بنية تحتية جيدة جدا، فلدينا سكك حديد تمتد على مسافة آلاف الكيلومترات ولدينا شبكات اتصالات وشبكات للغاز والماء والكهرباء، فايران ليست دولة فقيرة حتى تكون عاجزة عن حل مشاكلها الاقتصادية، وبسبب تواجد الشعب على الساحة والمشاركة الكبيرة مقارنة بالدول الاخرى لذلك فان مستوى التوقعات دائما يكون عاليا وهذه ظاهرة طبيعية خاصة في تلك الدول التي تمتلك ثروات كبيرة، فهناك دائما استحقاقات جديدة تطرح من قبل الشريحة الشبابية ولهذا السبب كنا نحتاج احيانا الى توسيع البنى التحتية.

واضاف: ان اثر النمو السكاني ومنذ انتصار الثورة ولحد اليوم جعل طلبات السكن دائما ترتفع، ولكن اللافت ان القيود والضغوط التي تفرض على الجمهورية الاسلامية هي سببها ان اعداء ايران يريدون انزال العلم الاسلامي وهذه الراية الاسلامية المرفوعة في ايران، ان هذه القوى تريد ان تمرر مصالحها، هذه القوى لا يروق لها ان ترى دولة مستقلة بالمنطقة، هم يريدون نهب ثروات الشعوب وهذا ما نراه في الدول المختلفة، فاوضاع مثل هذه الشعوب ليست بالمستوى الجيد كما هو الحال في ايران، ايران وعلى ضوء البنى التحتية والثروات الطبيعية امامها مستقبل مشرق، خاصة وان لديها طاقة انسانية متدربة ودارسة وشابة في النفس الوقت.

وتابع: ان نسبة النمو العلمي في ايران تجاوزت 11% وهو معدل عالمي، اذا بهذه الطاقة الانسانية والثروات الطبيعية الكبيرة امام ايران مستقبل مشرق جدا، وان ما يثير غيظ امريكا هو هذا الشيء في الواقع، ان تكون هناك دولة تريد ان تقف على قدميها دون الاعتماد على الشرق او الغرب وفجرت ثورة دينية اسلامية واستطاعت في ظل هذه الثورة وعلى الرغم من جميع القيود تحقق هذا التقدم، فهذا التقدم مدعاة تساؤل لديهم، فهناك دول مثل مصر كانت لعقود طويلة ترضخ للمعسكر الغربي، لنسال نفسنا ما جنته مصر من كل هذا وماذا قدم حسني مبارك لشعبه؟.

الجمهورية الاسلامية وصون قيم الثورة

وقال مضيفا: لدينا في ايران اهتمام بصيانة القيم وان النمو الذي احرزناه لا يمكن مقارنته او تبدليه او تعويضه بشيء آخر، ولكن لماذا نحن في ايران نواجه بعض المشاكل، العقوبات التي تفرض على ايران منذ 34 عاما والكل يعلم ان اجراءات معادية عديدة واجهتها الثورة كالحرب المفروضة وفتنة منافقي خلق المدعومة من الخارج والمؤامرات والفتن في الداخل، وهم يمارسون حظر ويسمونه حظر ذكي، لكنني لا اشك بان واحدة من هذه العقوبات اذا كانت استهدفت احدى دول المنطقة التي تعيش ضمن المعسكر الغربي لكانت تسقط تلك الدولة دون شك، هذا بالتأكيد، انا اذكر ان وزير احدى الدول كان ضيفا لديه وكنت انا انذاك وزيرا للتجارة وتحدثنا حول العقوبات والحل، وسألته اذا كانوا قد واجهوا احدى هذه العقوبات ماذا كانوا قد فعلوا ؟، قال، ما كنا لنتصور ماذا سيصيبنا في المستقبل. اذا الاقتصاد الايراني كان اقتصادا مقاوما ولكن جزء من مشاكلنا مشاكل تتعلق بالتضخم وايضا جزء ناجم عن العقوبات المفروضة من الخارج وهو سبب الاخلال بميزان التبادل التجاري لدينا، وايضا جزء من المشاكل تعود الى الاداءات الداخلية. ان السلطة التنفيذية بتغيير رئيسها من الممكن ان تحدث تحول ايجابي، على كل حال فان المشاكل التي لديها جذور داخلية بالتاكيد سوف نكون قادرين على حلها عبر التخطيط والبرمجة الصحيحة، وكذلك من الممكن ان نقوم برفع معدلات النمو وان نقوم برفع مستوى تبادلنا التجاري مع الدول الاخرى واعتقد ان هذا ضمن اجندة عمل الرئيس الجديد السيد روحاني وهذا ما وعد به اثناء حملته الدعائية، فهناك اتفاق داخلي من قبل الخبراء الاقتصاديين على ان يكونوا جنبا الى جنب للنهوض بالاقتصاد الايراني حتى لا يمس سوء مصالحنا.

الحظر جزء من مشاكل ايران الاقتصادية

وبين ان الحظر هو جزء من مشاكل ايران وان بعض السياسات التنفيذية لدى الحكومة العاشرة كانت فيها بعض الاداءات الخاطئة ولا يمكن القول ان كل المشاكل هي بسبب الحظر الخارجي، موضحا وفيما يتعلق بالموضوع النووي ان هناك اجماع لدى جميع الايرانيين والمسؤولين ان الموضوع النووي هو مجرد ذريعة لدى الغرب هم يتذرعون بها، في حين ان هناك اختلاف جذري بين ايران وتلك الدول.

وصرح كاظمي: انهم يختلفون مع ايران لانها تعتمد على ثقافتها وشعبها وعلى طاقاتها الذاتية وقامت باسقاط نظام ملكي كان يحفظ المصالح الغربية، فهي تريد ان تحكم باستقلالية وتريد ان تنهض بالبلاد، وانا اعدكم انه حتو لو ان ايران تخلت عن الملف النووي فهم سوف يتذرعون بملفات اخرى كحقوق الانسان او غيره، وكل يوم يختلقون ذريعة محاولة لجعل ايران دولة عديمة الخواص، على اي حال نحن لا نستطيع ان نضحي بقيم الثورة ودماء الشهداء، فهناك من ناضل من اجل الثورة وقدم دمه لها وهناك اسر قدمت ابناءها من اجل صيانة هذه القيم التي لم نحصل عليها بشيء رخيص ولا نسمح لاحد ان يتراجع قيد انملة عن هذه القيم، في المقابل هم يريدون ان يضربوا لدينا هذه القيم، فالموضوع النووي يطرح ويثار، اما نحن لدينا ثقة بان هذا الموضوع ليس اكثر من ذريعة، خاصة وان هناك دول في المنطقة تمتلك قنبلة نووية وهي دول اسلامية ولا احد يعترض عليها، اذا الموضوع النووي لا يمكن ان يكون اساس المشكلة بين ايران والكيان الصهيوني او الولايات المتحدة الامريكية، وما هو موضع خلاف هو الرأي وراية الجمهورية الاسلامية المرفوعة في سماء ايران ودفاع ايران عن مصالحها ومصالح شعبها.

سياسة الاقتصاد المقاوم

واضاف: قبل 3 سنوات وعندما لم تكن العقوبات جدية جدا دعا قائد الثورة الى الاقتصاد المقاوم، وقبل ذلك سنوات قال سماحته نأمل ان نغلق يوما من الايام الابار النفطية ونقوم ببناء البلد، وفي الخطة الخمسية في افق العشرينية قال القائد ان اعتمادنا على النفط يجب ان يكون في ادنى مستوى، هذا في مقدمة اجندة الجمهورية الاسلامية، انا اعتقد ان الدول التي تمتلك النفط وتبعيتها الى النفط هي نقطة ضعف لديها، وان اي تقلبات في سعر النفط سوف يخل باقتصاد تلك الدول، اما الاقتصاد المقاوم يقول انه يجب ان لا يعتمد الاقتصاد على سلعة واحدة، واليوم اذا رفع الحظر سوف لن نكون راغبين بالاعتماد فقط على النفط، ولا نريد ان نؤمن نفقاتنا من العائد النفطي هذه ليست سياستنا، طبعا البرلمان والحكومة يرحبون بخفض الانتاج ونحن خفضناه اليوم وان كان ذلك كرها لكن حصلنا على نتائج بناءة وتدربنا على كيفية الاعتماد بشكل ضئيل جدا على النفط حتى وان لم نصدر ولو برميلا واحدا يجب ان نكون قادرين على ادارة اقتصادنا.

سعر النفط والاساس الضعيف للدولار

وفيما يتعلق بسعر النفط قال كاظمي: ان سعر النفط اليوم هو ليس السعر المناسب اذا ما قارنا هذا السعر مع قيمة الدولار لغير المدعوم، فالولايات المتحدة تحاول ان تعوض عن العجز الضريبي والعجر في ميزانيتها من خلال طباعة الدولار وتاخذ هذا الدولار وتوزعه عبر قواتها اينما حلت، ففي السبعينات النفط كان في ادنى مستوى ولكن اليوم نلاحظ انه ارتفع الى اعلى مستوى وهذا دليل على ان للدولار اساس ضعيف، ولكن للاسف فان التجارة اصبحت مرتبطة بالدولار والسعر في عام 2011 عندما كانت انا رئيسا للاوبك، لاحظت ان قدرتنا الشرائية كانت 11 دولار وكان يباع النفط بـ8 دولارات ولكن قدرتنا الشرائية مقارنة مع قيمة النفط كانت 11 دولار، ولكن سعر اليوم ليس سعرا مناسبا بحيث يمكننا ان نبيع راس مال مستقبل بلادنا وشعبنا وان نضحي به، وللاسف بعض الدول النفطية في هذه المنطقة انهم وقبل ان يعتبروا انفسهم اعضاء في اوبك يعتبرون انفسهم اعضاء في كتل اوروبية ويريدون ان يمرروا ويطبقوا سياسات اوروبية حتى وان تعرضت مصالحهم الوطنية للخطر، هذا ما يحدث، ولكن ايران لا تقبل بانتهاج مثل هذه السياسة، وان هذه الدول بعد عقود سوف تواجه مشاكل حادة.

واوضح ان معدل انتاج ايران واحتياطها وحسب التخطيط سوف يكفي ايران لاكثر من 100 سنة ولكن في الدول التي رفعت من سقف الانتاج ربما ان احتياطيها سيكون قليل جدا، منوها الى ان تلك الدول قد ينضب نفطها في 10 او 20 سنة وستواجه تلك الدول مشاكل كثيرة هي واجيالها، معتبرا ان اجيالها القادمة سوف تتسائل، لماذا الاجيال التي قبلها صرفت كل هذه الطاقة والثروات وضحت بها؟.

سياسة ايران النفطية

وقال مصرحا: ان سياساتنا العامة في الجمهورية الاسلامية الايرانية هي عدم التبعية للنفط ونحن نتابع هذه السياسة ونحن نشكر في الواقع من بذلوا الجهود من اجل نكون غير معتمدين على النفط، فاليوم حتى لو قللنا تصديرنا النفطي سوف نكون قادرين على ادارة البلاد على الرغم من بعض الصعوبات والمشاق، وان المرور في هذه المرحلة سوف لن تخل بتقنياتنا وعلومنا وسوف نتطور اكثر في ظل هذه الحاجة، وحتى وان جاء الرئيس الجديد، نحن ليس لدينا رغبة في زيادة الانتاج من النفط، لاننا وفق الخطة الخمسية نقلل من اعتمادنا على النفط، وسوف لن يسمح للحكومة باثقال العائد النفطي الى نفقات الحكومة وانما في مجال توسيع البنى التحتية وهذه سياسة حكيمة ولصالح الاقتصاد المقاوم الذي دعا اليه قائد الثورة الاسلامية، وهنا اريد ان اسأل ان بعض الدول اذا لم يسمح لها ان تصدر النفط والغاز ماذا سوف يحدث لها هل بامكانها ان تضمن حياتها؟، ولكننا نقول بكل ثقة حتى لو قطع تصدير النفط الايراني سوف نكون قادرين على مواصلة سير عجلة الاقتصاد هذه من الخصائص المهمة والمنصوص عليها في برنامجنا.

واضاف قائلا: نحن لدينا خطة خمسية للاقتصاد في بلادنا، فليس مهما ان يذهب الرئيس احمدي نجاد ويأتي السيد روحاني، فنحن لدينا برنامج والاهداف واضحة في كافة المجالات، مجالات الطاقة والاقتصاد والزراعة وفي الصحة ايضا الاهداف واضحة ومعلومة وهناك جدول زمني للتقدم ولقياس التحرك الاقتصادي، لدينا برنامج ونحن ملتزمين بتنفيذه، وهناك اجتماعات تعقد بين رئيس البرلمان والسيد الدكتور روحاني، والسيد رئيس البرلمان لاريجاني وعد بان يكون هناك تعاون عندما يباشر الرئيس مهام عمله بصورة رسمية بعد مصادقة قائد الثورة الاسلامية على انتخابه، حينذاك سوف يستأنف العمل بصورة رسمية بين رئيس الجمهورية رئيس السلطة التنفيذية والبرلمان، وعندما يقوم بتقديم اعضاء حكومته الى البرلمان انذاك طبعا نحن سوف ندرس في لجنة الطاقة موضوع منح الثقة لوزير النفط ووزراء الاقتصاد بشكل عام وانذاك سوف يكون لكل حادث حديث وسوف نبحث عن تطابق بين مواصفات الوزير وبين مهام الحقيبة التي ستسند اليه.

تسريبات عن اسماء لبعض الوزراء في حكومة روحاني 

وحول تسريبات عن طرح بعض الاسماء لتولي وزارات في الحكومة القادمة قال كاظمي: الحقيقة ان السيد روحاني قد نفى ذلك وقال ان هذه من اقوال الصحف والاعلام، فالبعض ينشرون بعض الاخبار وبعض الامور على اي حال ليست هناك صفة رسمية لمثل هذه التكهنات، فعندما يتقم هؤلاء الاشخاص بصورة رسمية سوف نبين مواقفنا بصراحة وحتى هذا اليوم السيد روحاني لم يصادق على اي شخص.

وحول تصريحات للسيد روحاني وقوله ان تشكيلته الوزارية سوف تكون ما فوق التيارات السياسية وتفاؤله حول هذا الموضوع بين كاظمي: ان من اسباب تصويت الناخب الايراني للسيد روحاني هو سياسته المعتدلة، وكما يعلم الكل انه في كل عدة سنوات كان هناك تيار يحصل على الصوت الانتخابي والاغلبية النسبة للرئاسة، وفي البرلمان ايضا، خلال بعض المراحل الاغلبية كانت للاصلاحين، وفي مراحل اخرى الاغلبية كانت للمبدئيين، ولكن السيد روحاني من الشعارات التي طرحها انه يريد ان يستفيد من جميع التيارات ولهذا السبب تم التصويت له بسبب سياسته المعتدلة، فهو يمكنه ان يواصل مثل هذه السياسة ويستفيد من جميع الطاقات بغظ النظر عن الانتاماءات السياسية والحزبية وان يكون الخيار على اساس التخصص حتى يستطيع ان يحل مشاكل البلاد.
FF-24-22:40