تخلي اميرقطر عن السلطة مبكرا هل يشير الى بصمات انقلاب ابيض؟

تخلي اميرقطر عن السلطة مبكرا هل يشير الى بصمات انقلاب ابيض؟
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣ - ١١:٠٤ بتوقيت غرينتش

تساؤلات كثيرة تطرح حول الاسباب الحقيقية التي دعت امير قطر للتنحي عن السلطة بشكل مبكر لابنه هل هي بسبب ضغوط اميركية ام اسرية داخلية وتحديدا من قبل زوجته الشيخة موزة؟

و ذهبت صحف بريطانية الى أن السبب في اتجاه أمير قطر للتنحي وتسليم السلطة لولده هو إصرار وضغوط الأم الشيخة موزة بن مسند، لتوريث ابنها تميم، فيما لا يزال والده حيًّا يرزق وقادراً على حمايته من الأجنحة الأخرى للعائلة الحاكمة، وهو ما وصفه المراقبون أنه يحمل بصمات (انقلاب أبيض ).

فيما ذهبت انباء اخرى توقعت منذ اشهر وبشكل دقيق تنحي الشيخ حمد عن السلطة لصالح ابنه تميم  كعادة مختلف التغييرات التي جرت في قيادة قطر ، حيث يتم عزل الابناء لابائهم حتى ولو جاء القرار خلاف رغبات الاب بدلا من خروج البلد من سيطرة ال ثاني الذي يحافظ  على استدامة موقعه من خلال ارضاء مايريده الغرب واميركا منهم ، واغلب الظن ان اميركا التي لم تبد موقفها علنا حتى الان بالنسبة لهذا التغيير ، لانها تعلم سرا خفايا هذا التغيير ، وحسب جدولة زمنية محددة كانت صحيفة السفير اللبنانية السباقة الى كشفها منذ نحو شهرين .

علاقات الشيخ تميم مع السعودية

تشير المعلومات المتوفرة ان امير قطر الجديد تربطه علاقة جيدة مع العربية السعودية الامر الذي قد يبعد علاقات الطرفين عن التوتر مثلما كان في عهد والده الشيخ حمد الذي أسس لنوع جديد من الدور القطري الفاعل في الساحة السياسية العربية ادت احيانا الى تازم وتوتر العلاقات بين الدوحة والرياض قبل ان تتحسن في السنوات الخمس الاخيرة من عهد الشيخ حمد الذي استجاب لرغبة السعودية بعدم تجاوزها في القرارات المتخذة واحترام سطوتها على كل دول مجلس التعاون .

شبابية القيادة القطرية الجديدة قد تؤثر سلبا على الاجواء السعودية حيث لاتزال السعودية محكومة بابناء الرعيل المؤسس ولم يحدث حراك باتجاه انقاذ الوضع من هذه الرتابة واعطاء دور اكبر لجيل الشباب من العائلة المالكة على الاقل اسوة بالتغييرات في العالم حيث تولي الشباب الدور القيادي .

ولكن على أي حال فان العلاقات الجيدة التي تربط الشيخ تميم مع القيادة السعودية قد تساعده على مواصلة قطر دورها الريادي في بعض المشاريع السياسية والاقتصادية الاقليمية والدولية ، وذلك في ظل تحقيق الرغبة السعودية بان تكون هي صاحبة النفوذ  الاكبر في المنطقة وعدم تجاوزها في تبني الخطوات المراد اتخاذها ، وهذا ربما يقيد الدور القطري القادم بعض الشيء ، ولكنه يحقق لها  في الوقت نفسه الاستقرار وراحة البال من المشكلات التي كانت تعيشها قطر في ظل الزعامة السابقة وعلاقاتها المتذبذبة مع مختلف الاطراف الاقليمية بما فيها السعودية وايران .

المتوقع للعلاقات الايرانية – القطرية

مايتوقع بالنسبة للعلاقات الايرانية – القطرية في ظل التغيير القطري ، وانتخاب الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني هو مزيد من الانفتاح ، ومحاولة رأب الصدع الذي شابت العلاقات  الثنائية احيانا ، فضلا عن بعض الانفتاح والتطبيع في العلاقات احيانا اخرى .

الرئيس الايراني المنتخب من المؤكد  سيبادر الى مباركة تولي الشيخ تميم امارة قطر ، ويحرص على ايجاد مجالات من التعاون بين البلدين اللذين تربطهما وشائج كثيرة ومتنوعة سياسية واقتصادية ، واعطاء وجهة اكثر استقرارا للعلاقات الثنائية ، كما ان امير قطر الجديد سيبادر هو الاخر الى استغلال فرصة تولي الرئيس حسن روحاني مهامه بالدعوة الى فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين بما يعزز ويدعم سبل الاستقرار في المنطقة ، وعدم انجرارها الى اوضاع مضطربة تهدد الجميع بالسوء ، ومن  المتوقع ان تكون العلاقات الثنائية اكثر استقرارا من السابق التي شابتها نحو من الاضطراب والتارجح بين العلاقات الجيدة وتأزمها وذلك تبعا لاضطراب المواقف والسياسات التي كان يتبناها الشيخ حمد .


*عبد الجبار كريم