صحيفة آفرينش: العقدة المصرية المستعصية.. من الأزهر إلى التحرير

صحيفة آفرينش: العقدة المصرية المستعصية.. من الأزهر إلى التحرير
الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠١٣ - ٠٤:٠٧ بتوقيت غرينتش

إفتتاحيات ومقالات الصحف الإيرانية الصادرة الثلاثاء بطهران، لاتزل تواكب الأحداث في مصر وتناقش أسباب انتشار الفوضى في هذا البلد.

صحيفة آفرينش: العقدة المصرية المستعصية.. من الأزهر إلى التحرير
تحت العنوان أعلاه، كتبت صحيفة "آفرينش" مقالاً افتتاحياً بقلم الكاتب "حميد رضا عسكري" تناول فيها حالة الفوضى العارمة التي تعيشها مصر هذه الأيام. ويقول الكاتب: تزامناً مع بدأ التظاهرات المعارضة والمؤيدة لرئيس الجمهورية في القاهرة، تم نقل "محمد مرسي" وأسرته من قصر الرئاسية إلى مكان مجهول، وأن هذه الخطوة تزيد من المخاوف والقلق حول تشديد موجة العنف الجديد في مصر.
وتضيف الافتتاحية: إن العلمانيين في مصر يتهمون رئيس الجهورية بعدم الوفاء بوعوده الانتخابية بشأن مشاركة جميع المصريين في إدارة شؤون الحكومة وكذلك التقصير وعدم الالتزام بقيم ومبادىء الثورة، أي الحرية والعدالة الاجتماعية.
ولفت الكاتب إلى أن البعض يعتقد بأن الثورة لم ينتهي مخاضها ولم تكتمل صورتها، وأن حل هذه العقدة المستعصية تعتمد على عوامل عدة، كل منها يشكل عائقاً أمام تحقيق أهداف الثورة المصرية، ويمكن تحديد جملة من الأسباب التي أدت إلى إيجاد هذه العقدة.
أولا- إن التوجهات الحزبية لمحمد مرسي وأفكاره الإخوانية وعدم إعطاء دور للتيارات والأحزاب والأطياف السياسية الأخرى والأقليات المصرية في إدارة شؤون الدولة، أدى إلى تنامي السخط في الشارع المصري.
ثانياً- المشكلة الأخرى التي زادت من تعقيد الأمور في مصر هي أن الأحزاب التي تتدعي بالديمقراطية لم تنتخب الطرق الديمقراطية للوصول إلى تطلعاتها ومطالبها، بل اختارت أسلوب التمرد والفوضى، والاشتباكات في الشوارع مع قوات الأمن وحرق وتدمير الممتلكات العامة وغلق الأسواق مما أدى بالتالي إلى نشر حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في البلاد، مما زاد في تعقيد الأمور.
أما النقطة الثالثة، فإن عدم وجود قيادة قادرة على دعوة الشعب للهدوء ووحدة الكلمة والتناغم في الظروف الراهنة، أدى إلى استغلال بعض أحزاب المعارضة وحتى المخربيين السياسيين للأحداث الجارية في البلاد، وأن يصبوا جهودهم من أجل الحؤول دون وصول مصر إلى ساحل الأمان والاستقرار.
رابعاً- إن غياب البنية المنسجمة للحكومة تعتبر من الأسباب المهمة لانتشار الفوضى في مصر.
خامساً- أن الرغبات والأهداف الغربية والجهات الأجنبية خارج مصر تعمل على إشعال جذوة الاضطرابات والفوضى في مصر من أجل التصيد بالماء العكر، ولاسيما وأن بعض الدول الغربية وعدداً من الحكومات الإقليمية التي تتفيء بالمظلة الصهيونية، لاترغب أن تتولى أمور البلاد حكومة مستقلة ذات سيادة وطنية.
وأخيراً نوهت الافتتاحية، إلى أن الخيار الوحيد والدواء الشافي لنجاة البلاد من هذه الحالة المستعصية، هي نبذ التفرقة والتمسك بالوحدة السياسية والحوار الثنائي بين المعارضة والحكومة، وعدم التعنت والإصرار على التمسك بالمواقف رغماً عن إرادة الشعب ما يعد سبباً من أسباب الفوضى وربما العامل المؤدي لاستمرار هذه الحالة، كما وأن خيبة الأمل وشعور الشعب بفشل ثورتهم، هي أكثر العوامل فتكاً بمستقبل مصر وسيادتها.