ردود فعل عربية ودولية على عزل مرسي

ردود فعل عربية ودولية على عزل مرسي
الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣ - ١١:٥٨ بتوقيت غرينتش

اكدت دول عدة ضرورة التسريع بإجراء انتخابات مبكّرة والعودة الى النظام المدني في مصر بعد ازاحة الجيش للرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة تحت ضغط شعبي، بينما رحب عدد من البلدان بهذه الخطوة.

ففي طهران اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايراني عباس عراقجي أكّد احترام بلاده لمطالب الشعب المصري، معربا عن قلق ايران ازاء استمرار التوترات في مصر والتي أدّت الى مقتل واصابة عدد من المدنيين.

وشدّد عراقجي على ضرورة احترام المطالب المشروعة للشعب المصري، وتعزيز الوحدة الوطنية وحذّر من مؤامرات الاعداء التي تستهدف الشعب المصري ومصالحه، وقال إنّ تجنّب العنف وتوخّي اليقظة تجاه مثيري الفرقة أمران ضروريان للخروج من الازمة التي تمرّ بها البلاد.
وفي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية "جميع القوى السياسية في مصر" الى ضبط النفس" وان "تؤكد من خلال الافعال رغبتها في حل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية في اطار ديموقراطي، دون اعمال عنف ومع احترام مصالح جميع طبقات ومكونات المجتمع المصري".
من جهتها، اعلنت الصين تأييد "خيار الشعب المصري"، ودعت الى الحوار. كما عبرت عن الامل في ان "يتفادى جميع الاطراف المعنيين في مصر اللجوء الى العنف وان يتمكنوا من حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور بهدف تحقيق المصالحة والاستقرار الاجتماعي".
وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا "ستعمل" مع السلطة الجديدة في مصر، مؤكدا من جديد ان لندن لا تدعم "التدخلات العسكرية".
وقال هيغ "لا ندعم التدخل العسكري في نظام ديموقراطي لكننا سنعمل مع السلطات في مصر". الا ان هيغ قال انه "علينا ان ندرك ان هذا التدخل (من جانب الجيش) يلقى شعبية. لا شك في ذلك بناء على قراءة الرأي العام الحالي في مصر".
وفي اثينا، صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان ازاحة مرسي تشكل "فشلا كبيرا للديموقراطية". وقال "انه فشل كبير للديموقراطية في مصر"، مؤكدا ان "عودة مصر في اسرع وقت ممكن الى النظام الدستوري امر ملح وهناك خطر حقيقي من تأثر عملية الانتقال الديموقراطي في مصر".
وقبل ساعات من ذلك، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معربا عن "قلقه العميق" ازاء ازاحة الجيش الرئيس مرسي وتعليق العمل بالدستور.
ودعا اوباما "جميع الاطراف" الى "تجنب العنف والالتفاف من اجل عودة دائمة الى الديموقراطية في مصر".
وفي نيويورك، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه" من ازاحة الجيش لمرسي لكنه رأى ان مطالب المتظاهرين المصريين "شرعية".
واكد بان، ضرورة "تعزيز النظام المدني سريعا وفق مبادىء الديموقراطية".
من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي كل الاطراف في مصر الى "العودة بسرعة الى العملية الديموقراطية" خصوصا عبر اجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد اقصاء مرسي.
اما فرنسا فقالت انها "اخذت علما" بالاعلان عن انتخابات جديدة، كما قال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي اكد انه "يأمل في ان يتم الاعداد للاستحقاقات في اطار احترام السلام الاهلي والتعددية والحربات الفردية ومكتسبات الانتقال الديموقراطي ليتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله بحرية".
ودعت كندا الى "حوار بناء" بين كل الاطراف في مصر. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها ريتش روث ان "كندا تدعو كل الاطراف في مصر الى الهدوء وتجنب العنف والدخول في حوار بناء".
من جانبها اعتبرت دمشق ان اطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي هو "انجاز كبير" و"انعطاف جذري" لصالح الديموقراطية، وذلك بحسب بيان منسوب الى "مصدر مسؤول في الجمهورية العربية السورية".
وجاء في البيان الذي اذاعه التلفزيون السوري ان سوريا "تعبر عن تقديرها العميق للحراك الوطني الشعبي في مصر، والذي اثمر انجازا كبيرا"، مؤكدة ان ما جرى "هو انعطاف جذري ينطوي على ارادة راسخة بالحفاظ على الديموقراطية والتنوع".
وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز اول القادة العرب الذين هنأوا الرئيس الانتقالي الجديد لمصر حتى قبل ان يؤدي اليمين الدستورية.
وقال الملك عبد الله في برقية وجهها الى عدلي منصور "في ذات الوقت نشد على ايدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذين اخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم ابعاده وتداعياته لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الاطراف حقها في العملية السياسية".
كما اشادت الامارات العربية المتحدة بالجيش المصري. وذكرت وكالة انباء الامارات ان رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وجه برقية تهنئة الى الرئيس الموقت عدلي منصور بعد أدائه اليمين الخميس.
وقال الشيخ خليفة "تابعنا بكل تقدير وارتياح الاجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة والذي كان له الاثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدولي".
كما عبر الاردن عن دعمه لمصر قيادة وشعبا في "هذا الظرف المفصلي".
واكد وزير الخارجية ناصر جودة في بيان الخميس "دعم الاردن الكامل والثابت لمصر الشقيقة وشعبها العزيز وقيادتها وهي تتولى زمام المسؤولية بشجاعة في هذا الظرف المفصلي".
وعبر عن "احترام ارادة الشعب المصري العظيم والشقيق الذي ما فتىء يذهل العالم كله بارادته القوية وعزيمته التي لا تلين واحترام الاردن العميق للقوات المسلحة المصرية العريقة ودورها الوطني والمشرف والمحوري الجامع في مصر وفي منظومة الامن القومي العربي".

وهنأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الذي ادى اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا لمصر بعد اطاحة محمد مرسي، وفقا لبيان رسمي.
وقال مكتب المالكي في بيان "اعرب لكم عن تهانينا بمناسبة تنصيبكم رئيسا لجمهورية مصر العربية خلال الفترة الانتقالية".
واضاف "في الوقت الذي نجدد فيه وقوفنا الى جانب الشعب المصري الشقيق والخيارات السديدة، نؤكد ان ثقتنا لا تتزعزع بقدرة مصر وشعبها العزيز على تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة دورها على المستويين الاقليمي والدولي".
وتابع "اننا عل ثقة بانكم ستمضون قدما في تحقيق مطالب الشعب المصري وتطلعاته في اجراء انتخابات مبكرة وتوسيع المشاركة وتعزيز المصالحة الوطنية وتطبيق خريطة المستقبل".

كما أعرب رئيس الحكومة المستقيل اللبناني نجيب ميقاتي اليوم عن تهنئته الى الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور.

واعرب ميقاتي في برقية تهنئة عن امله أن "تشكل هذه المحطة الجديدة في تاريخ مصر نقطة انطلاق لاعادة تشكيل مؤسسات الدولة على قاعدة الديموقراطية الحقيقية وتكريس الوحدة الوطنية".

من جهته، عبر السودان عن امله في ان "يسود السلام والاستقرار" في مصر "الشقيقة"، كما ذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية.
واعلنت تركيا ان ازاحة الجيش للرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي عن السلطة، "لا تعكس رغبة الشعب" ودعا البلاد "للعودة الى الديموقراطية".
وقال نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ في انقرة ان "تغيير الرئيس في مصر لم يات نتيجة ارادة شعبية. لم يكن التغيير متماشيا مع القانون والديموقراطية".
واضاف "في جميع الدول الديموقراطية الانتخابات هي السبيل الوحيد للوصول الى سدة الحكم".
كما عبرت الحكومة البرازيلية عن "قلقها" من "الوضع الخطير" في مصر ودعت الى حوار بلا عنف من اجل حل للازمة عبر المؤسسات.
وتلتزم حكومة الاحتلال الاسرائيلي الصمت الى حد كبير بعد اطاحة جيش المصري بالرئيس محمد مرسي.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اصدر تعليمات لوزرائه بعدم الادلاء باي تعليق رسمي حتى الان حول الوضع في مصر.
وقال وزير المواصلات اسرائيل كاتز في اول رد فعل اسرائيلي على الوضع في مصر في مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي "نحن لسنا مشغولين بما يحدث هناك.هذه مشكلة داخلية مصرية".
واضاف كاتز العضو في الليكود "علينا ضمان حدودنا ومصالحنا.وانا متاكد باننا نقوم بذلك وسنقوم بذلك".
وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "الحكومة تراقب عن كثب الوضع في مصر لكنها لا تطلق توقعات لان الامور ما زالت تتقرر".
كما وجهت منظمة العفو الدولية نداء الى الجيش المصري "ليفعل ما بوسعه من اجل حماية حقوق الانسان وامن كل فرد في مصر ايا تكن خياراته السياسية".
اما منظمة هيومن رايتس ووتش للشرق الاوسط فقد اكدت ان "الحكومة المصرية الجديدة يجب ان تبتعد بشكل حاسم عن نموذج الانتهاكات الخطيرة التي سادت منذ انتفاضة كانون الثاني/يناير 2011، والالتزام باحترام حقوق حرية التعبير والاجتماع السلمي".
واضافت ان "السلطات يجب ان تحمي وتشجع حقوق كل المصريين وتوقف الاعتقالات التعسفية لاعضاء الاخوان المسلمين وحليفهم حزب الحربة والعدالة".
وكان الجيش المصري عزل مرسي من منصبه وكلّف رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور بإدارة البلاد مؤقتا لحين انتخاب رئيس جديد وطرح خارطة طريق تشمل تعطيل العمل بالدستور مؤقتا واجراء انتخابات رئاسية مبكّرة، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية وتشكيل لجنة تضم كافة الاطياف لمراجعة التعديلات الدستورية ولجنة لاجراء مصالحة وطنية.
وأدّى رئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر، المستشار عدلي منصور اليمين القانونية رئيسا مؤقتا لمصر أمام الجمعية العامة للمحكمة.
وقال منصور إنه يتطلّع الى اقامة انتخابات رئاسية وتشريعية حقيقية غير مزيّفة ولمستقبل تتحقّق فيه رفعة الوطن وعزة الشعب، وأكّد أنّ تكليفه جاء من الشعب، داعيا لحماية الثورة.
وأشاد منصور بالقوات المسلحة التي لم تتردّد لحظة في تلبية نداء الوطن والقضاء الذي حافظ على استقلاليته، معربا عن أمله بأن تنتهي حقبة عبادة الحاكم في مصر الى دون رجعة.

الى ذلك أصدرت النيابة العامة المصرية أمرا بضبط واحضار المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وذلك بتهمة قتل عدد من المتظاهرين أمام مكتب الارشاد بمنطقة المقطم.
وأشارت التحريات الى أنّ المتهمين أمرا مئتين وخمسين من عناصر الجماعة بقتل اي متظاهر يقترب من مقر الجماعة او يحاول دخولها، وأمداهم بالاسلحة النارية والخرطوش والقناصة.