الاعتقالات في السعودية

الاعتقالات في السعودية
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

إستمرت الاعتقالات في المملكة العربية السعودية ومعها الاحتجاجات الشعبية عليها . إعتصامات نفذت مؤخرا في مدن سعودية عدة انتهت بقمعها واعتقال مشاركين فيها بينهم نساء في وقت واصل ناشطون سعوديون العمل على توضيح قضية المعتقلين التي باتت تشكل حالة ضاغطة في المملكة على المستويين الرسمي والشعبي .

تقرير... اعتصام الحرية في مدينة بريدة ـ القبض على جميع المشاركين الثلاثاء 3 شعبان 1424 الموافق 11 يونيو 2013، لا إله إلا الله وال؟؟؟؟ عدو الله

هذا جزء من عمل توثيقي نشره ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم مناصرون للمعتقلين السعوديين تزامن مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإطلاق سراح آلاف المعتقلين السياسيين من السجون .

وقد تعرض المحتجون للقمع من قوات الأمن التي شنت حملات اعتقال بحقهم طالت العشرات خلال احتجاجهم على سجن أقاربهم بتهم أمنية في عدة مدن سعودية في تحد لحظر حكومي على التظاهر وذلك تحت مسمى اعتصام الحرية .

وردا على ذلك نظمت احتجاجات جديدة على اعتقال المشاركين في اعتصامِ الحرية في عدة مناطق بالسعودية ولا سيما في الرياض وبريدة والقصيم حيث نظمت النساء وقفات تضامنية وطالبن وزارة الداخلية بمعاقبة المتورطين في الاعتداء واعتقال المحتجات النساء .

وسرعان ما انتشرت رقعة الاحتجاجات لتطال مناطق متعددة في المملكة العربية السعودية

يا وزارة يا مجنونة... ففي العاصمة الرياض تمكن الشباب الغاضب من إغلاق شارع عبد الرحمن الغافقي احتجاجاً على تمديد فترة سجن النساء جراء مشاركتهن في اعتصام الحرية. وفي مدينة بريدة مهد الاحتجاجات يتواصل الحراك الشعبي في عدة مناطق أبرزها وقفة تضامنية مع المعتقلات تحت شعار النساء خط أحمر للمطالبة بالإفراج عنهن. النساء عبرن عن تضامنهن مع المعتقلات في سجون النظام مطالبات وزارة الداخلية بمعاقبة المتورطين في الاعتداء على المعتصمات أثناء اعتقالهن.

ونود أن نقول لمحمد بن نايف نعلم أنك معول الشر الأول لهذه الأمة، أنت ومن وراءك وأنك لم ترعى في اعتقال أخواتنا دينا ولا مروءة ولا رجولة ولا نظاما، "وا هل من مغيث"، دمر دمر دمر، لا إله إلا الله والظالم عدو الله

وقد دعت جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية "حسم" الى إقالة وزير الداخلية محمد بن نايف ورئيس هئية التحقيق والادعاء العام "محمد بن فهد العبدالله" بسبب اعتقال المشاركين في اعتصام الحرية وطالبت بالإفراج الفوري عن كل المحتجين وخاصة النساء والأطفال.

الأحداث التي تتابع في الداخل وخاصة تتابع وقضايا واعتصامات واجتماعات الآن، الأخوة والأخوات يجتمعون بشكل متكرر ومتتالي، تعتقل مجموعة فيأتي الآخرون ويعتصمون أمام هيئات التحقيق والادعاء وأمام السجون، وأمام المباحث، يطالبون بإطلاق ذويه، فيعتقلون فيجتمع آخرون، فتتوالى الاجتماعات وتزداد الأعداد، وإلى متى يعتقل الناس، العشرة يجيبون عشرين وثلاثين يطالبون بهم، والعشرين يجيبون مئة، والمائة يجيبون مائتين، والمائتين يجيبون ألف، والألف يجيبون عشرة آلاف.

هذا الواقع دفع بأحد الدبلوماسيين السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية للانشقاق احتجاجا معلنا رفضه لسياسة الدولة السعودية تجاه الشعب المطالب بالحرية .

وفي فيديو مسجل نشره هارون أمين أحمد العامل في القنصلية السعودية في مدينة هيوستن الأميركية انشقاقه منتقدا بشدة سياسة الحكم السعودي التي أدت إلى مظالم داعيا إلى العصيان المدني لإسقاط هذا الحكم

أكيد سأكمل هذا المشوار، لأن نعمل حزب، حزب معارضة خارج السعودية ونكمل إنشاء الله مع حركة الإصلاح، والباب مفتوح لزملائي في الخارجية، نحن نتوكل على ربنا ونحاول أن نخرج من اللعنة التي عايشين فيها والعبودية.

وكان ناشطون سعوديون أطلقوا مؤخرا فعاليات يوم المعتقلين في السعودية الذي لقي تجاوبا من فئات شعبية واسعة  رأى فيه حزب الأمة الإسلامي السعودي الدليل على تخبط السلطات التي تعتقل المواطن على الشبهات ثم تدعي تطبيق الشريعة ظلما وجورا كاشفا وجود ثلاثين ألف معتقل في السجون.

تطأها المعتقلين على يومي ليس كأي يوم أسموه يوم المعتقلين، اتحدوا فيه واستعدوا للعدة للتوعية، ساهم في ذلك الكبير والصغير بشكل جماعي موحد، في كل مدن هذه البلاد، يبدو صيفهم صيف ماطر. فانطلقت فعاليات في ذلك اليوم، أظهروا فيه معاناتهم وما يختلج في صدورهم، عبّروا عن قضيتهم بما يستطيعون أبدعوا وأرهبوا.

ولمناقشة هذه القضية أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ حسين رمال أهلاً بك.

س: بداية أستاذ رمال، يبدو أن قضية المعتقلين في السعودية تتفاعل شعبياً داخل المملكة، على ماذا ترد ذلك بداية؟

ج: ثمة عيب يعتري إرادة الشعب العربي في مملكة آل سعود باعتبار أن لا يجب الخلط بين مسالة التداول للسلطة وبين الدولة، ثمة مفارقة كبيرة خاصة أن التداول في السلطة يتم عبر العائلة الحاكمة عبر مر السنين والأيام ولكن حينما نتحدث عن الدولة لا يجب أن نركن إلى أي مسوغ قانوني، بالتالي هذا الأمر حينما تحصل الاعتقالات لا تحصل وفقاً لقانون يستند إلى مشروعية قانونية دستورية، وبالتالي هذا الأمر يتفاعل إبان المشكلة، نحن أمام ثقافة مأزومة في مملكة آل سعود باعتبار الشعب السعودي يطوق إلى بناء دولة تجمع بين الحداثة وبين الأصالة، وبالتالي هذا الأمر لم ينسحب فقط على مناطق الشرقية التي تحاول المملكة تسعيرها على مستوى الملفات الطائفية في هذا المجال.

س: السلطات السعودية مستمرة في الاعتقالات وهي اعتقلت محتجين مطالبين بإطلاق ذويهم كما حصل في اعتصام الحرية أخيراً، ماذا يعني ذلك؟

ج: هذا يعني إننا حينما نتحدث عن الاعتقال يجب أن لا نأخذ النتيجة دون أن نعلل لماذا، التعليل هنا يدخل في إطار أن الشعب العربي في مملكة آل سعود يطوق إلى الحرية، يطوق إلى بناء الدولة التي تجمع بين الأصالة والحداثة، هذا التعليل هو الذي يقود هذه المقدمات إلى النتيجة التي وصلت إلى أن السلطات في مملكة آل سعود تعتقل المحتجين الذين يطالبون ببناء دولة، وليس ببناء التداول السلطة بين العائلة الحاكمة التي تجثم على صدور هذا الشعب، وبالتالي نحن أمام هذه الإشكالية المعقدة داخل مملكة آل سعود ونحن هنا أمام إشكالية أخرى هي أن الشعب السعودي لا يريد لهذه المملكة لما تحتوي على مخزون بشري ومن مخزون طبيعي على مستوى الموارد الطبيعية للمملكة، وبالتالي سقطت هذه المملكة من أن تكون رمزية دينية، وبالتالي، تكون لديها هذا المال الهائل والطائل من أجل أن تستفيد هذه الأمة، سقطت هذه البقعة الجغرافية من خلال هذه السلطة، لم يعد الشعب السعودي يطوق هذا الأمر على مستوى التفاعل وعلى مستوى التدارج في عملية استدراج هذا المال في توظيفه خارج المملكة من أجل تسعير الملفات الطائفية، هذا هو المشكل الأساس الذي يعانيه الشعب السعودي والبعد عن تفاصيل الدولة في هذا المجال.