لماذا التضييق على نشاط قناة العالم في مصر؟

لماذا التضييق على نشاط قناة العالم في مصر؟
الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٣ - ١٢:١٢ بتوقيت غرينتش

قامت قوى الأمن المصرية يوم السبت باقتحام مكتب قناة العالم في القاهرة مدعية وجود جهاز بث فضائي داخل المكتب وإنها عندما لم تعثر على الجهاز، صادرت كل الأجهزة ومستلزمات العمل التي كانت موجودة في المكتب دون ان تعطي تفسيرا لهذه التصرفات .

واكد مصدر امني مصري ان المداهمة تمت لان القناة تعمل بدون ترخيص .وسبق للأمن المصري أن داهم مكتب قناة العالم في آيار/مايو عام ألفين وإثني عشر.
ان قناة العالم تعمل في مصر منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ، وهي تغطي احداث مصر بموضوعية دون اتخاذ اي موقف لصالح هذه الجهة أو تلك ، شأنها شأن اي وسيلة اعلامية  تهدف الى اطلاع المشاهد على ما يجري من أحداث في مصر خاصة وأنها كانت ناشطة لتغطية الاحداث قبل وأثناء وبعد ثورة 25 ينايرولا تزال تتخذ موقفا حياديا تجاه الاحداث في هذا البلد.


ان ما يدعو الى الاستغراب ، هو ان اقتحام مكتب العالم في القاهرة يتم في وقت تشهد فيه مصر أحداثا في غاية الخطورة ويستلزم من وسائل الاعلام أن تغطيها بموضوعية ودون تحيز وهذا ما تفعله القناة حيث تغطي جميع المظاهرات والاعتصامات والمسيرات سواء كانت من جانب جماعة الاخوان المسلمين أم الجماعات المعارضة لها .
ان قناة العالم اعلنت عن موقف الحياد تجاه الاطراف الفاعلة في مصروهي تهدف الى التغطية  الاخبارية ولا تعتبر نفسها طرفا في الاحداث .
ان اقتحام مكتب القناة في القاهرة ومصادرة الاجهزة والمعدات فيها ربما تكون رسالة من جانب المعنيين المصريين  لبعض الجهات في الخارج ،  ولكن التذرع بعدم حصول القناة على رخصة للعمل هو امر غير مقبول في بلد كمصر حيث تعمل وسائل الاعلام الاجنبية وخاصة الامريكية والاوروبية فيها بكل حرية ودون اية موانع وتضييقات  واقتحامات .


ان المسؤولين المصريين الذين يراقبون نشاطات وسائل الاعلام الاجنبية  في مصر لم يتذرعوا بمواقف قناة العالم من الاحداث عند اقتحام المكتب ، وهذا ما يفيد ان قناة العالم تقوم بنشاطاتها حسب قواعد العمل الصحفي ودون ان تتدخل في الشأن الداخلي وان التذرع بعدم الحصول على ترخيص يعني ان هناك أهدافا اخرى لهذا العمل وربما  يريد المسؤولون المصريون توجيه رسائل الى  جهات في الخارج ، ومن هنا  نعتقد ان اقتحام المكتب سيكون  خطوة عابرة  يعود بعدها المكتب الى استئناف عمله من جديد لان المسؤولين المصريين الجدد لا يمكنهم ان يبدأوا عملهم بالتضييق على وسائل الاعلام الاجنبية  .


فالموقف الذي اتخذه المسؤولون المصريون الجدد تشير الى انهم يريدون استعادة مصر لدورها الاقليمي والدولي حيث اعلن وزير الخارجية المصري الجديد  نبيل  فهمي إن وزارته ستعمل على "استعادة دور مصر العربي والإفريقي والمتوسطي والدولي وتنشيط هذا الدور في الساحة الدولية في مختلف القضايا وبصفة خاصة ما يرتبط بالأمن القومي المصري".
ومن هنا  يمكن القول ان اقتحام قناة العالم في القاهرة سيكون سحابة صيف عابرة ، بعدها يعود المكتب الى عمله المعتاد في القيام بتغطية الاحداث في مصر.


ولا ننسى أن قناة العالم والقنوات الايرانية بشكل عام تواجه الان حربا اعلامية كبيرة يحاول فيها الامريكيون والاوروبيون ان يحرموا المشاهدين العرب والمسلمين من رؤية برامجها عن طريق وقف بث القناة على الاقمار الصناعية الاوروبية ، ولا نظن أن السلطات المصرية تشاطر الامريكيين والاوروبيين في تضييقهم على القناة و من هنا نأمل ان تتخذ السلطات المصرية موقفا ايجابيا من نشاطات مكتب القناة في القاهرة وأن تسمح للعاملين في المكتب استئناف نشاطاتهم من جديد .


شاكر كسرائي