غضب الأتراك على حكومة أردوغان

غضب الأتراك على حكومة أردوغان
الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣ - ٠٥:٢٤ بتوقيت غرينتش

لطالما كررت الحكومة التركية الحالية على لسان رئيسها ووزير خارجيتها التأكيد على تأييد مطالب الشعوب المنادية بالحرية والعدالة والثائرة على الظلم والمطالبة بالديمقراطية .

ولكن انقلبت الصورة عندما بدأت التظاهرات الشعبية في ميدان تقسيم وغيره من الميادين في تركيا تهدر بمئات الآلاف مطالبين برحيل الحكومة وعندما هدرت الملايين في ميادين مصر مطالبة بعزل الرئيس مرسي ووصلت الأمور إلاى حد وصف ما يجري في تركيا بالتخريب وما وما حصل في مصر انقلاب على الديمقراطية .

تقرير... لا تزال موجة الاحتجاج الشعبي متواصلة في اسطنبول وبقية المدن التركية مترجمة غضب الأتراك على حكومة حزب العدالة والتنمية.

حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المحتجين من نفاذ صبره، إن المتظاهرين مخربين وفوضويين وجبناء إلى حد شتم رئيس وزراء هذا البلد..

أردوغان متظاهروا تركيا مخربون، "حتندم على الكلام هذا والله"، ووضيعون، يعني ناس وضيعة، ويتكلم على شبعه ويقول هكذا، وضيعة نعم، كل هؤلاء.

الذي يحصل ضد أردوغان هو ضد الاستبداد، الاستحواذ، الاحتكار، ستقول لي أن هذا جاء منتخب، سأقول لك أنتم تفكرون أن الذي آتى منتخب هذا، خلاص انتخب والأغلبية تقول للأقلية اذهبي للجحيم! أو تدوس عليها بالجزمة، خلاص أنا الأغلبية تعالى دوس على اللي خلفوني بالجزمة. يقول لهم ماذا! عصر الانقلابات العسكرية قد انتهى من تركيا. رد العيال عليها ثانية شباب وأبناء تركيا الذي يقفون في الميدان الثاني قالوا له الجيش والشعب التركي إيد واحدة والله العظيم مثل ما أقول لكم.

أردوغان في تركيا يأتي ويقول لك نحن لا نسمع نصائح من الخارج. ما أنت عامل فيها الناصح الأكبر، وأنت هرتنا نصائح لكل واحد، يا بشار أنت كذا، ومعمر أنت كذا، فآتي أقول لك أنك ديكتاتور أو مستبد أو هذا قمع مرفوض، انت لا تسمع نصائح من الخارج.. طيب تعال واسمع وجالس بتنصحنا أو كنت بتنصح مبارك، حتى تعرف أنك وجه آخر من الديكتاتورية.

يقولون طيب اردوغان ديكتاتور، إذا نعتو شخص يخدم الشعب بأنه ديكتاتور ماذا تريدونني أن أفعل إزاء ذلك،

اليست هي هي، لا يا راجل نحن لسنا هكذا أبداً، خالص.. خالص.. تقصد تونس لا يأخي لا تقل هذا، وهذه الكاميرات، ونفس الرجل الذي هو مورد القنابل المسيلة للدموع وهو نفس الشركة، وهو ماسح التاريخ أيضاً، هو نفس الشركة، هو بسلطاته وبابا غنوغو، وهذا المواطن هذا، ويقول ارحل ارحل، بالتركي يقول هكذا، أيضاً نفس المشاهد مسكين القنابل في ايديهم ومسكين الخرطوش وابتدأت الشرطة تقول نحن لا نستخدم الخرطوش، والمتظاهرين يقولوا يستخدموا خرطوش، والشرطة تقول أن أحد المتظاهرين كان معه سلاح، وابتدأ المتظاهرون يقولون سليمة سلمية، ويقف أمام المدرعة يكاد يكون طبق الأصل نحن نتكلم على شاب شاف المشهد هذا في مظاهرات مصر في ثورة مصر 2011 يرجع ويقف نفس الوقفة في اسطنبول 2013.

صورة استمارة التمرد التركية، شبيهة باستمارة التمرد في مصر وأن الشباب الذين يحتجون الآن على نظام أردوغان يطالبوا بنفس المطالب حركة تمرد في مصر تطلبها من الدكتور محمد مرسي.

كما لم ير قادة حزب العدالة والتنمية في تركيا أسباب انتفاضة تقسيم فإنهم لم يروا في ما حدث في 30 يونيو سوى أنه انقلاب عسكري واغتصاب للشرعية من دون أن يروا هدير الملايين في الميادين والتي لم تختلف بشيء عن هدير الملايين في ثورة 25 يناير.

من غير المقبول أن يعزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي الرئيس الذي اختير رئيساً عبر انتخابات ديمقراطية، هذا الأمر يعد إشارة خطيرة لمستقبل الديمقراطية في مصر، ونحن نتابع الوضع عن كثب.

لا عجب في ذلك فسقوط الإخوان في مصر يعني النهاية المفجعة للدور التركي يقول محللون ومنهم محمد نور الدين الخبير بالشؤون التركية في جريدة السفير اللبنانية وكأنما المصاب في أنقرة وليس في القاهرة ولكم كان معبرا مانشيت صحيفة "آيدينليق" التركية الذي قال يوم سقوط مرسي «خلع طيب مصر»


وللإضاءة أكثر مشاهدينا على هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي د. زهير الخطيب. أهلاً بك.

س: بداية د. الخطيب كيف تفسر هذا التناقض في موقف الحكومة التركية حيال وصف تظاهرات شعبية عارمة تطالب برحيلها ورحيل الرئيس المعزول محمد مرسي بانقلاب على الديمقراطية، فيما في المقلب الآخر يصف ما يجري في سوري بثورة؟

ج: من الواضح أن هنالك استعارة من نظام أردوغان المتأسلم وليس الإسلامي للمعايير المزدوجة بالنظر إلى الأمور وفي تحليل الأوضاع يستعيرها من أسياده الأميركيين والأوروبيين الذين يطبقون المعايير المزدوجة في جميع الحالات بما يناسب مصلحتهم، يضاف إلى ذلك حالة الإرباك التي يعيشها نظام أردوغان بعد أن خرج مئات الآلف في أكبر المدن التركية من مختلف شرائح الشعب وحتى من المتدينين يطالبون بإسقاط هذا النظام، ولو أن شعلة هذه الانتفاضة بدأت من قضية مطلبية تخص حديقة تقسيم إلا أن هنالك مطالب وأمور وطبعاً إحباطات لدى الشعب التركي كامنة لدى هذا العشب، وفي مصر بطبيعة الحال يقال بأن طبعاً انتخب مرسي بالصناديق صحيح انه انتخب بالصناديق لأن تنظيمه كان أكثر استعداداً وتنظيماً، وخدع الشعب المصري، فبعد سنة حينما اكتشف بأن هنالك محاولة لهيمنة مجموعة حزبية على مقاليد الدولة وبأن جميع المطالب أو الوعود التي أعطاها لم تتحقق، وبالعكس تماماً فإن هذا الشعب سحب الثقة، وسحب الثقة أمر موجود في حتى الديمقراطيات الغربية، يعني هنالك حالات دائمة في سحب الثقة من نواب وشيوخ في المجالس التمثيلية الأميركية والأوروبية حتى بعد انتخابه حين تحبط الشريحة التي انتخبت هذا الممثل في مجلس النواب ويظهر لها بأنه لا يمثل مصالحها. فما حصل في مصر وما حصل ويحصل في تركيا ولا يزال يحصل أن هنالك إحباطاً لدى فئات الشعب كافة وأكثرية وأغلبية وليست أقلية أبداً وهي تستعيد الآن حقها بسحب الثقة في الشارع في الممارسة الديمقراطية.

س: د. الخطيب ما تفسيرك لتجاهل رئيس الحكومة التركية لمطالب كل هذه الملايين في مصر والتي طبعاً طالبت بعزل الرئيس مرسي، ألم يكرر مراراً انه مع الشعوب ومع مطالبها أينما كانت؟

ج: طبعاً هذه خديعة كبرى الشعارات الرنانة والفارغة من حقيقة مضمونها بتبني أردوغان لحقوق الشعب السوري كما يدعي أو لمطالب الشعب السوري كما يدّعي لما يسمى بثورة سورية أصبحت الآن واضحة بأنه هي حركة مدفوعة الأجر من الخارج وتضم عناصر متطرفة وإرهابية لتحقيق مصالح إسرائيلية بالدرجة الأولى، فطبعاً لا يمكن التوقع من أردوغان ان يغطي على مطالب الشعب في مصر لأن ذلك سيطال نظامه كذلك في تركيا.

س: قلق أردوغان مما جرى في مصر واضح دكتور، ولكن السؤال اليوم هل ترى ان الدور التركي في المنطقة بدأ يتهاوى كما كتب البعض؟

ج: بالفعل تلك الفورة أو الفقاعة التركية التي ظهرت مع استلام أردوغان أو انقلاب أردوغان، حقيقة أردوغان قام بعملية انقلابية معروفة في حزبه على سيده وعلى أستاذه أربكان، الذي كان يقود حزب الرفاه في ذلك الوقت وتحالف مع غول بدعم من المخابرات الأميركية للسيطرة على النظام وتوجيهه بحجة او تحت عنوان التوازي مع القدرة الإيرانية أو التوسع الإيراني الإقليمي لمصلحة طبعاً الولايات المتحدة والمصالح الغربية، هذا الأمر أصبح مكشوفاً أين هي حرية أو أين هو موقفه من حرية مكون رئيسي للشعب التركي نتحدث عن الأكراد أو عن الأقليات أو ما تمسى بالأقليات الدينية وهي ليست أقليات وتعد بعشرات الملايين، فهذه المواقف كلها مع انكشاف الأحداث في سوريا وازدواجية المعايير كشفت هذا الدور التركي ودور أردوغان في المنطقة، وبطبيعة الحال أصبح الآن على وشك العزلة وخاصة بعد سقوط الثقة لهذا النظام من شعبه في الداخل التركي.