المتفائلون من تصريحات الرئيس روحاني

المتفائلون من تصريحات الرئيس روحاني
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٣ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

من الملفت للمراقب ، أن تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني بعد أدائة اليمين الدستورية يوم الاحد الماضي والتي رسم فيها سياسة حكومته تجاه الاوضاع في الداخل والعلاقات مع الخارج ، قوبلت بترحيب حار من قبل الاوساط السياسية خارج ايران وكان الاوروبيون في مقدمة المرحبين بتصريحاته معتبرين أنها تصريحات تدعو الى التفاؤل .

كما ان العديد من الدول المجاورة اعربت عن تفاؤلها بكلمة الرئيس الايراني الجديد ، معلنة عن ترحيبها  بالموقف الرئاسي الجديد وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
ان دعوة ممثلي 55 دولة للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الايراني ، تظهر للجميع ان ايران مصممة على اثبات حسن نيتها تجاه دول الجوار ودول  العالم وتريد من الاخرين أن يثبتوا هم ايضا حسن نيتهم تجاه ايران، وان يدعو سياساتهم الماضية جانبا ويفتحوا صفحة جديدة في العلاقات مع ايران خاصة بعد تصريحات الرئيس حسن روحاني .
الرئيس الايراني تكلم مع دول العالم وخاصة  الولايات المتحدة  والاتحاد الاوروبي كلاما صريحا لا لبس فيه معربا عن امله بان تتعامل هذه الدول مع ايران معاملة الند بالند لا معاملة تنم عن الاستعلاء والغطرسة  قائلا: أقولها بصراحة اذا أردتم ردا مناسبا (من ايران) ، لا تتحدثوا مع ايران بلغة الحظر بل بلغة التكريم والاحترام .
الرئيس روحاني لم يجد لغة التهديد والوعيد السبيل الامثل الى اقامة علاقات متبادلة ومتكافئة بين الدول  ، بل راي انه "لا يمكن فرض الاستسلام على الشعب الايراني من خلال العقوبات او التهديد بالحرب، بل ان التعامل الوحيد مع ايران يتمثل بالحوار المتبادل والمتكافئ والحد من العداء، وان التعامل المتكافئ سيكون الاساس لسياستنا الخارجية"
وردا على من يتهمون ايران بانها تهدد السلام والاستقرار في المنطقة قال الرئيس روحاني " ان جمهورية ايران الاسلامية بصدد إقامة السلام والاستقرار في المنطقة، واصفا ايران بأنها مرسى الاستقرار في المنطقة المضطربة، قائلا: لسنا بصدد تغيير حدود الدول، وان الامن والاستقرار يعتمد في الالتزام بمطالب شعب كل بلد، ونرى من حق الشعوب ان تشارك في تقرير مصيرها، ومن حق الشعوب الدفاع امام اي عدوان واحتلال".
الرئيس الايراني وعد في كلمته بان يبذل قصارى جهده لبناء الثقة مع مختلف الدول وخاصة دول الجوارالعربية وقال بصراحته المعهودة "ان حكومته ستبذل قصارى جهودها لبناء الثقة مع محيطها ومختلف الدول، وان الشفافية هي باب بناء الثقة، وان الشفافية لا يمكن ان تكون من جانب واحد، وقال: ان التهدئة والشفافية ستحدد مسيرتنا، مشددا على ان ايران لم تكن داعية الى الحرب مع اي دولة، وقد دفعت ايران ثمنا باهظا لصيانة استقلالها، ومازالت ترى اهمية كبرى لعزتها وكرامتها، ورغم معاناة الشعب من ضغوط كبيرة، الا ان مشاركة المواطنين في ملحمة الانتخابات، اثبتت انهم جادون في الدفاع عن مبادئهم ونظامهم."
لقد آن الأوان لبعض الدول المجاورة  التي بسبب مشاكلها الداخلية وضعف سياستها الخارجية ، تتخذ مواقف عدائية تجاه ايران، وتعلن عبر صحافتها في الداخل والخارج عن تشاؤمها بالنسبة لموقف ايران المستقبلي  ، وتعلن عبر كتابها أن الرئيس الايراني سوف لن يوفق في حل القضايا الداخلية والدولية وخاصة الملف النووي وعلاقاتها الخارجية ، أن ترفع قناع الشؤم عن وجهها ، وتتفائل بالمستقبل وان تدع الشعوب في المنطقة لتقرر مصيرها بنفسها، لا ان تتدخل في شؤون مختلف الدول وتقدم دولارات النفط للاطاحة بالحكومات والانظمة ،  وتعمل على اشعال الحروب المذهبية هنا وهناك خدمة لاهداف قوى كبرى تريد توتير الاوضاع في المنطقة .
الرئيس الايراني كان واضحا في الاعلان عن سياسات ايران الداخلية والخارجية ، وسوف تبدا الحكومة المقبلة نشاطاتها بعد الحصول على ثقة البرلمان، ومن المتوقع ان تبدا دول العالم الرد ايجابيا على مواقف الرئيس روحاني، وان تتعامل معها  بايجابية وحسن نية ، وان تضع نصب اعينها المصالح المتبادلة  والمشتركة.

*  شاكر كسرائي