أحمد جبريل :

قطر فشلت بتنفيذ المشروع الاميركي لاحتواء المقاومة

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) 06/08/2013 ـ أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد جبريل أن قطر فشلت في تنفيذ المشروع الأميركي لاحتواء المقاومة؛ منتقداً بعض القوى الفلسطينية التي تعتقد أن تحرير فلسطين يجب أن يكون عبر قطر أو دول خليجية أخرى ما أخل بتحالف القوى الفلسطينية المؤمنة بالمقاومة.

غياب القضية الفسلطينية نتيجة الضعف العربي
و في لقاء خاص مع قناة العالم أوضح جبريل أن القضية الفسلطينية منذ 48 وإلى الآن مرت بتطورات إيجابية وسلبية والسلبية هي الأكثر للأسف فكلما كانت تطورات المنطقة إيجابية نشعر أن القضية الفسلطينية أصبحت موجودة على الطاولة. مؤكداً تراجع القضية الفلسطينية: كلما أصبنا بمآسي وهزائم كما حصل في أيلول السبعين حيث حصلت المؤامرة المتعددة الأطراف لضرب المقاومة وطردنا من الأردن. وأوضح أنه و في ظل هذه المؤامرة بدأت تطرح مشاريع لتصفية القضية الفسلطينية. وبين أن قمة المؤامرات كان الاجتياح الإسرائيلي الذي تم في 1988: واتفاق المرحوم ياسر عرفات مع المرحوم فيليب حبيب على وقف إطلاق النار وخروج المقاومة الفسلطينية إلى الشتات البعيد كمسلحين وفدائيين. وقال: حمل هؤلاء بالبواخر وأرسلوا إلى الأصقاع على اساس أن هناك مبادرة للرئيس ريغن لحل هذه القضية؛ واقتنعت القيادة المتنفذة التي كان يرأسها ياسر عرفات بهذا البرنامج وقال "انتهى وقت الكفاح والآن معركتنا معركة سياسية" وجرى وراء السراب سنوات. وصرح أن القوى الأجنبية وبعض القوى الفلسطينية المهزومة حول ياسر عرفات أوهمته: أنه إذا عملنا اتفاقاً مع إسرائيل عبر الأميركان ممكن أن يعوم ياسر عرفات وتعوم منظمة التحرير؛ وأتى اتفاق أوسلو في 1993 واتفاق مدريد. وأشار إلى أن مقابل هذه الهزائم والتراجعات في القضية الفسلطينية كانت هناك شرائح فلسطينية شريفة ووطنية ومقاومة رفضت هذا المشروع وتمسكت بخيار المقاومة: وكنا نحن في طليعة هذه القوى التي أسقطت اتفاق 17 أيار الذي لم يكن مشابهاً لاتفاق كمب ديفيد بل أسوأ منه. وأكد أن اتفاق أوسلو عقد في مرحلة: لم نكن قد وصلنا فيها إلى القوة والمتانة بل في مرحلة الضعف العربي نتيجة الحرب العراقية وغزو الكويت.. والآن نحن نعيش مثل تلك الظروف.
 

تفكك تحالف القوى المؤمنة بالمقاومة بعد 2011
وبين أحمد جبريل أنه في السنوات التي سبقت 2011 قد تكون تحالف لقوى فلسطينية مؤمنة بالمقاومة واجهت القوى التي كانت بحوزة محمود عباس واصفاً هذا التحالف بأنه شكل لجاماً وعائقاً أمام مسيرة التسوية. وأضاف: لكن للأسف الشديد منذ قبل عامين بدأ هذا التحالف يتفكك بسبب أن بعض الفصائل وبالتحديد حماس بدل أن تستمر في هذا التحالف في مواجهة المشاريع الرامية تصفية القضية الفلسطينية انحرفت بوصلتها ضمن تطمينات دولية ومحلية وأصبحوا يفكروا أن تحرير فلسطين يجب أن يكون عبر قطر أو أماكن أخرى. وأوضح أن هذا قد شكل خللاً في عملية التحالف. وأشار كذلك إلى أن قوى في هذا التحالف نأت بنفسها جانباً "وكأن الأمر لايعنيها ممايدور في هذه المنطقة." وشدد جبريل على أن انتصارات غزة وجنوب لبنان تشكل محطات مشجعة للمعركة الأساسية التي يجب أن تعدها الأمة العربية والإسلامية من أجل تحرير فلسطين.
 

الفشل القطري الأميركي لاحتواء المقاومة
لفت أحمد جبريل إلى أنه كان هناك محور فلسطيني في المقاومة منذ 1982 إلى 2000 شارك الطرف الفلسطيني فيه مشاركة فاعلة على الارض إلى ان تم الاندحار الإسرائيلي من جنوب لبنان بدون قيد أو شرط.
وحذر من أن هذه الكتلة من المقاومة بدأ اللعب عليها مبيناً أن: الأميركان شعروا أنه ليس هناك لاعباً عربياً كما كانت تلعب السعودية في السابق فأعطي الملف لقطر لاحتواء المقاومة "وليس احتواء محمود عباس وسلطة رام الله؛ إذ هم ماشين وراء السراب منذ 82 حتى اليوم" فكلفت قطر كيف تحتوي برنامج المقاومة وكذلك الرئيس بشار الاسد؛ ولكنهم فشلوا في هذا الموضوع.
ولفت إلى أن القطريين استغلوا انتصار حزب الله في 2006: ليأتوا إلى لبنان ليقولوا إننا نريد الإعمار؛ ولكن هم مكلفون من الولايات المتحدة بكيفية اختراق حزب الله واحتواءه وتغذية الصراعات المذهبية في لبنان.
كما أشار إلى أن هؤلاء بدأوا في الداخل الفلسطيني الاستحواذ على فصائل داخل التحالف الفلسطيني من الإخوة في حماس والإخوة في الجهاد حيث كنا نشاهدهم في هذه السنوات ذاهبين إلى الدوحة عائدين!
وفيما وصف الانتصار الذي حصل في غزة بأنه "سابقة وانتصار مهم على معالم الطريق" قال: إذا استطعنا أن نعمل من غزة توازن رعب لأرض محررة لأول مرة من أرض فلسطين مع عدو موجود فهذا إيجابي؛ ولكن فلسطين والقدس وحيفا ويافا لايمكن تحريرها إلا في تغيير موازين القوى الإقليمية في هذه المنطقة.


قرب الجبهة الشعبية من اي نظام بمدى قربه من القضية الفلسطينية
وفي إشارة له إلى وقوف الجبهة الشعبية إلى جانب النظام في سوريا قال جبريل إن "قرب الجبهة الشعبية من أي نظام أو أي حزب أو أي جماعة هو مدى قربهم من فلسطين والقضية الفلسطينية"، مؤكداً أن القيادة العامة في الجبهة الشعبية لم تبني أي علاقات مع ما وصفها بـ"الأنظمة الرجعية العربية".
وأشار جبريل إلى أن الدول العربية في الخليج الفارسي لم تقف إلى جانب الفلسطينيين وقضيتهم ولهذا فإن الجبهة الشعبية لم تكن قريبة من هذه الأنظمة، وتسائل "هل سمع أحد أن لدينا علاقات مع دول الخليج [الفارسي] أو السعودية أو المغرب أو غيرها من الدول؟"
وحذر الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أنه إذا انهار النظام في سوريا فلن تكون هنالك دولة عربية تتبى القضية الفلسطينية كما تبنتها سوريا، مؤكداً أنه لايمكن للفلسطينيين." أن يتكلوا على الأردن أو مصر المكبلة بكامب ديفيد أو قطر أو السعودية".

الجبهة الشعبية تقاتل في مواقعها منذ بداية الأزمة السورية
وأفاد جبريل أنه منذ عامين وقبل ذلك أيضاً قد بحث مع كبار المسؤولين السوريين حول أن سوريا ستكون مستهدفة، مضيفاً أنه شدد على كيفية "إعداد جبهة داخلية في سوريا لتكون قوية أمام هذه المؤامرة التي تستهدف الشعب السورية وتهدف إلى تمزيق سوريا".
وقال جبريل "نحن نسعى إلى الحفاظ على سوريا والنسيج الاجتماعي الذي حضن فلسطين منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي وإلى هذه اللحظة." وأضاف: "نحن نقاتل في مواقعنا منذ بدأت المؤامرة على سوريا، كما حاولنا عقد اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية وشددنا على أن مخيماتنا يجب أن لا تكون طرفاً في الصراع الدائر، لكن للأسف الشديد فإن هذه الفصائل لم توافق على هذا الأمر".
وقال: "دعينا إلى أن لاتكون المخيمات الفلسطينية في سوريا ممراً ومقراً للعبة المسلحين، لكن للأسف كنا وحيدين في هذا الموقف".

تسليح لجان شعبية بمخيم اليرموك لحمايته من المسلحين
وحول اتهام الجبهة الشعبية بالمسؤولية بإدخال مخيم اليرموك إلى الحرب، أكد جبريل على أن هناك عدة مخيمات فلسطينية في سوريا لم يكن فيها السلاح قبل دخول المسلحين إليها واستباحتهم لها، منوها إلى أن: مخيم درعا الذي كان يسكنه أكثر من 15 ألف فلسطيني لم يكن فيه قطعة سلاح واحدة عندما تم اجتياحه من قبل المسلحين الذين حولوه إلى مقر وممر لهم ومازال كذلك حتى الآن، ومن بعده جاءت مشكلة مخيم اليرموك، ومن ثم مخيم السبينة الذي يقع جنوب مخيم اليرموك بحوالي 7 كيلومترات. موضحاً أنه بعد استباحة مخيم اليرموك من قبل المسلحين الذين قاموا بعمليات القتل فيه، قامت الجبهة الشعبية بتسليح لجانها لحماية أهالي المخيم من الجماعات المسلحة والحفاظ على أمن المخيم.

20:34        08/06/           FA-MA