إساءة معاملة العمالة الوافدة

إساءة معاملة العمالة الوافدة
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

أثار شريط مصور بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة في دولة الإمارات العربية ظهر فيه مسؤول إماراتي وهو يضرب هنديا في الشارع العام تزامنت مع بث شريط آخر يظهر فيه شقيق رئيس الإمارات وهو يعذب عمالا سودانيين بعد كان نشر له شريط قبل أشهر يظهره وهو يعذب عاملا أفغانيا يعمل في مزرعته . ما أثار تساؤلات عن طرق المعاملة اللإنسانية التي يتم التعامل بها مع العمال العرب والمسلمين في دول الخليج الفارسي.

تقرير ..هذه هي الصورة التي يحرص المسؤولون في دول الخليج الفارسي على إبرازها للعالم . الإزدهار والرفاه والعمران . ولكن تحت هذه الصورة توجد معاناة تعيشها العمالة الوافدة بفعل القوانين الصارمة المفروضة عليها وبسبب سوء المعاملة التي تتعرض لها .

هذا الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لقي موجة استنكار واسعة فخلاف على أولوية السير وحادث بسيط دفع هذا المسؤول الرفيع في دبي إلى ضرب هذا السائق الهندي، رسمياً وإعلامياً لم يتم الإفصاح عن اسم المسؤول لكن وائل التواصل الاجتماعي تقول إنه رئيس التنفيذي لجمارك دبي.

هذه الواقعة صورها أحد المارة خلسة وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي وبدل أن يلاحق الجاني اعتقل المصور وهو عامل هندي الجنسية.

فقد ألقت شرطة دبي القبض على الوافد الآسيوي الذي قام بتصوير واقعة اعتداء المسؤول الإماراتي على سائق حافلة هندي في الطريق العام، بعد تحرير أسرة المسؤول المتهم بالاعتداء، بلاغاً ضد مصور الواقعة يتهمونه بالإساءة والتشهير.
ونقلت صحف محلية عن أسرة المصور قولها إن الشرطة اقتحمت منزلها وصادرت جهاز كومبيوتر. وفي حال ثبوت التهمة ضد المصور فانه قد يحكم بالسجن لمدة سنتين، أو بتسديد غرامة قد تصل قيمتها إلى 20000 درهم إماراتي.
واقعة الضرب المصورة هذه ليست وحيدة فقد بثت أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي
مشاهد مصورة نسبها ناشرو الشريط إلى شقيق دولة الإمارات عيسى بن زايد وهو يعذب ويهين عمالا سودانيين.

وكانت وسائل إعلام عدة تناولت سوء معاملة الشيخ عيسى لعماله  منذ أن  كشفت محطة أميركية عن مقاطع فيديو تظهر تعذيبه وإذلاله لعامل أفغاني.

سوء معاملة العمال العرب والمسلمين في دول الخليج الفارسي لا تقتصر على دولة  دون أخرى فمنظمات حقوق الانسان وجهت انتقادات حادة لسوء معاملة العمالة الوافدة في السعودية .

ونشرت قناة فرانس 24 الفرنسية مؤخرا شريطا مصورا عن طريقة تعامل موظف حكومي مع عشرات العمال أمام مبنى للجوازات في جده فيما يظهر شريط آخر بث على موافع التواصل إهانة عامل من بنغلادش.

وتحت عنوان السلطات السعودية تعامل العمال المغتربين كالحيوانات قالت فرانس 24  إن العمال المهاجرين إلى المملكة السعودية يتعرضون لمعاملة سيئة من جانب السعوديين.

وأشارت" القناة الفرنسية إلى العمال الأجانب يعاملون في السعودية وكأنهم مواطنين درجة ثانية حيث يتعرضون لمعاملة غير أدمية

يا كلب، ما هو اسمك؟؟ عبد الله

عبد الله ايش يا حيوان؟؟

عبد الله أخضر علي

تفوووووووووووووووو اخر علي يا حيوان.. السعودية حيوان؟ لالا.. السعودية ماذا؟ أحلى موطن في العالم... أحلى موطن في العالم؟؟ أرض خير وبركة.. وأنت إيش أنت؟؟ خلاص أنا مسلم وأنا من بنغلادش...... أنت حيوان.. الحمد لله... أنت ماذا؟ ... حيوان. سلم يا حيوان.. هل تريد أن تقول شيئاً عن السعودية؟؟ لا لا.. الحكومة السعودية في رأس أمك يابن الكلب... هل تريد أن تقول شيئاً عن السعودية مرة أخرى؟؟ السعودية تخاف من أميركا يا كلب؟ العالم كله يخاف من السعودية يا حيوان.. نعم نعم خلاص... اقسم بالله إذا قلت شيئاً عن السعودية مرة أخرى... لن أقول شيئاً سلم يا حيوان.. واذهب يا حيوان .

وللإضاءة أكثر على هذا الموضوع أرحب بالمحامي والحقوقي رفيق الحاج أهلا بك.

بداية أستاذ رفيق لماذا تساء معاملة العمال الأجانب في بعض دول الخليج الفارسي كالسعودية والإمارات لا سيما إذا كان عربية أو مسلماً؟

ج: السلام عليكم تحياتي لكم المسألة ليست مسألة دولة عربي أو غير عربية، إن التمييز العنصري والتمييز التفاضلي بين الناس هي مشكلة عالمية نشأة من نشوء البشرية والصراع حول تفضيل الآخر على غيره، من هذه الناحية رغم أن الدول الإسلامية في الخليج والجزيرة العربية تدعي أنها أنظمة إسلامية كان من المفضل أن تراعي مسألة رعاية البشر الوافدين إليها وفقاً رعاية وفقاً للقيم الروحية والفكرية التي أتى بها الرسول الأعظم. المؤسف أن تأثر الأنظمة هناك بالتيارات الفكرية الغربية أدى إلى نشوء فكرة عنصرية بين الناس فالطبقية السياسية والطبقية المالية وخصوصا مسألة استخدام الناس الوافدين وهم بحاجة إلى أموال ومداخيل جعلت هذه المتحدات والمجتمعات هناك ترى نفسها أنها أفضل بني البشر لمجرد وجود خدام أو أجانب أو عرب من أي بلد جاء ليخدمهم بسبب الفرق الطبقي والمالي الذي بحاجة إليه هذه الناس. أفاجئ فعلاً بهذه المشاهد ولكن العالم العربي والعالم الأوروبي وحتى البلدان التي تدعي الحضارة يوجد مشكلة تمايز، يوجد جرم عنف ضد الآخر الغريب، ولاحظنا ذلك في العمال الوافدين في كل الكرة الأرضية غلى مكان آخر. المفضل أن تكون الدول التي لديها غنى مالي وبذخ أن تكون باذخة ومسرفة في التعامل الإنساني الأفضل بدل من استعباد البشر.

س: أستاذ رفيق هل ترى أن المشكلة في القوانين المنظمة أو بالنظرة الدينية للعمالة الوافدة إلى هذه الدول برأيك؟

ج: صراحة الدساتير والقوانين و الكتب والمنشورات الموجودة في هذه الدول راقية ولكن المشكلة في الدونية وفي النظرة التفاضلية فكل واحد يأخذ مواطن غريب كأنه تفاضل عليه أو أنه فوق مستواه كبشري من هنا تأثر الناس وأصحاب الأموال والمؤسسات بنظرية شعب الله المختار، مجرد وهذا نوع من التهويد الفكري للمذاهب والأديان الشعوب يؤثر على عقلية الناس الذين لا ينظرون إلى القيم الأساسية في بلدانهم وإلى دساتيرهم، الدساتير من المؤسف أنها موجودة وتراعي البشر وتراعي الحجر وتراعي الشجر، ولكن التطبيق هنا في ازدواجية في المعايير من ناحية التطبيق لهذه القوانين والقيم والمثل وبالأخص في الدول التي تدعي أنها إسلامية.

س: إلى أي حد تلعب برأيك السلطات دوراً في إساءة المعاملة بسبب عدم محاسبتهم القانونية للمسيئين كحال المسؤول الإماراتي الذي شاهدنا طبعاً ضربه للهندي في الشارع العام؟

ج: يعتبر سبق صحفي أن نشاهد هذه الحادثة، ولكن إذا كان رب البيت بالطبل ضارب فما شيمة المواطنين الأدنى منه إلا الرقص، فإذا كان السياسات العليا لتلك الدول تسير في اضطهاد الحقوق التطبيعية لكيانات ودول أخرى يجب أن تكون معها في وحدة في جامعة العربية أو في وحدة في منطقة إقليمية لا تتعامل معها وفق مصالحها، فيرى المواطن الخارج عن القانون في استعمال العنف أن العنف التي تقوم به الدولة والإدارة العليا لمصلحة خارجة عن حق الوطن فيقوم هو ويقلد رؤساؤه بأن يعامل المواطنين، ولكن إذا لم يكن العدل أساس الملك أو الحكم أو الإدارة في أي دولة نرى أن المواطن أو الأمير أو الخفير أو الضابط أو الشخص العادي ينظر إلى نفسه كأنه أهم من البشر الآخرين، فتحصل عملية التمييز العنصري أو التمييز الاقتصادي أو التمييز في معاملة كل الوافدين وهذه مسألة ليست فقط في الإمارات أو في السعودية أو في لبنان ولكن مسألة عالمية ولدي أمثلة حتى عن أكبر مدعي الديمقراطية ومعاملة الإنسان في فضائح يندى لها الجبين.