تمرّد في البحرين يشلّ ألاسواق

تمرّد في البحرين يشلّ ألاسواق
الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٧:٣٢ بتوقيت غرينتش

أفضى نهار البحرين الطويل إلى خروج عشرات التظاهرات السلمية في مختلف مناطق البحرين منذ ساعات الصباح الأولى من يوم امس الاربعاء ضمن فعاليات حركة "تمرّد" التي دعت إليها المعارضة البحرينية ، بعد عامين ونصف على انطلاق ثورة "14 فبراير" .

وافاد موقع العهد الاخباري ان التظاهرات بلغت بحسب مصادر في جمعية "الوفاق" المعارضة أكثر من 60 تظاهرة توزعت في أرجاء 40 منطقة بحرينية، أكد المواطنون فيها على حقهم في تأسيس دولة العدالة والمساواة وإنهاء الدكتاتورية والاستئثار بالسلطة والعيش بحرية وكرامة.
واضاف الموقع ان  التظاهرات التي بدأت في أعقاب صلاة الفجر، رُفعت خلالها صور المعتقلين والشهداء  الذين قتلهم النظام ، إلى جانب أعلام البحرين التي غطتها.
وواجهت قوات النظام التظاهرات بالقمع والبطش واستخدام الأسلحة ضد المواطنين العزل، واستهدفت القوات المتظاهرين السلميين بذخيرتها وأسلحتها ومارست العقاب الجماعي على المناطق الآمنة، إذ أغرقتها بالغازات السامة والخانقة التي رمتها على المنازل والأحياء بشكل مكثف لإحداث أكبر قدر من الأضرار بين المواطنين.
وبالرغم من القمع الرسمي، أصر المواطنون على ممارسة حقهم الإنساني في التعبير عن رأيهم، فيما عمدت القوات إلى حصار مناطق وتطويق أخرى وملاحقة المتظاهرين.
وفي هذا الإطار، اقتحمت مدرعات النظام البحريني جزيرة "سترة" وهاجمت المتظاهرين السلميين، كما اعتدت على أهالي "بلدة الكورة" مستهدفة الأهالي في الشوارع والمنازل بالغازات السامة والقنابل الصوتية.
وقمعت قوات الأمن البحرينية مسيرات في "سلماباد" وبالقنابل الغازية السامة ما أسفر عن سقوط جرحى بحالات اختناق، واقتحمت المنازل في "المصلى" حيث اعتقلت عشرات المواطنين.
كما تمّت محاصرة العديد من المدن بأسلاك شائكة بارتفاع متر واحد على الأقل، وأغلقت الشوارع المؤدية إلى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة.
كما شهدت أسواق ومحلات البحرين التجارية إغلاقاً واسعاً وجابت شوارع البحرين تظاهرات سلمية تعبيراً عن التجاوب مع الدعوات التي أطلقتها حملة "تمرد البحرين" وأيدتها قوى المعارضة البحرينية لإضراب واسع في المملكة ضمن فعاليات اليوم 14 آب/ أغسطس.
ونقل موقع جمعية "الوفاق" الوطني الاسلامية أن مختلف المناطق شهدت "استجابة طوعية لإغلاق المحال التجارية بناء على دعوات أهلية، وتفاعلاً مع الاحتجاجات السلمية الواسعة التي تشهدها البحرين في يوم الاستقلال للمطالبة بإنهاء الدكتاتورية، إذ لم تشهد الشوارع العامة حركة تنقلات كالمعتاد، في حين أن المحال التجارية أغلقت وخلت الأسواق من مرتاديها.وبدت الأسواق ومنها سوق العاصمة الرئيسي والمحال التجارية بالمناطق خالية وأغلقت بشكل طوعي في عشرات المناطق البحرينية".
وبيّنت مصادر أهلية معارضة أن الشلل عمّ مختلف مناطق البحرين خاصة الشمالية منها والغربية، فيما أعلنت غرفة التجارة البحرينية أن جميع المكاتب يجب أن تبقي على أبوابها مفتوحة وهددت بمعاقبة المتخلفين عن هذا القرار وبمصادرة جواز كسبهم.
وطالبت حكومة المنامة جميع الموظفين بالحضور إلى محلّ عملهم، وألغت جميع الإجازات، فيما توجه الكثير من المقيمين في البحرين وتحسباً من وقوع أي اشتباكات لنقاط الخروج منها إلى جسر الملك فهد. كما أكدت المصادر أن مطار البحرين شهد ازدحاماً كبيراً.
وكشفت المصادر أن رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة -الذي يحتل المنصب ذاته منذ 42 عاماً- حضر بشخصه إلى الميادين للإشراف على عمليات القمع وإحكام القبضة الأمنية على مختلف مناطق البحرين.
وتعرضت خدمات الاتصال بالإنترنت في البحرين الى قطع جزئي في بعض المناطق وبشكل انتقائي في ذكرى الاستقلال التي شهدت احتجاجات واسعة في إطار حملة "تمرد".
واعتبرت مصادر في المعارضة أن ذلك يأتي ضمن سلسلة إجراءات لمنع حق التعبير عن الرأي وحجب صوت الشعب البحريني من الوصول للعالم.
وكانت الاتصالات قد حجبت أثناء قمع اعتصام المعارضة في دوار اللؤلؤة في مارس/آذار 2011، إذ عمدت السلطات لقطع الاتصالات بالمنطقة لمنع اتصال المحتجين بالعالم الخارجي.
وفي تحذير لافت هو الثالث من نوعه، أصدر الأسطول الأميركي الخامس، ومقره البحرين، تحذيرا لمنتسبيه من الذهاب إلى "مجمع السيف" ومجمع "سيتي سنتر" الكائنين في ضاحية السيف من محافظة العاصمة، وذلك تخوّفاً من تظاهرات محتملة في المنطقة.
وتوالت التحذيرات التي أصدرها الأسطول لمنتسبيه منذ انتشار الدعوات لاحتجاجات "تمرد" واسعة النطاق، وخصوصا بعد وصول حاملة طائرات أميركية إلى البلاد الجمعة الماضية.
وقال الأسطول، في صفحته على موقع "فيسبوك"، إنه من المتوقع أن تتزايد الأنشطة المناوئة للحكومة من قبل جماعات المعارضة بدءا من مساء أمس الاول 13 أغسطس/آب، وذلك نقلا عن عدة تقارير صحفية.
ولفت تعميم الأسطول إلى أن السفارة الأميركية اغلقت  امس  الأربعاء بسبب دعوات للتظاهر أمامها، داعياً جميع منتسبيه إلى عدم التنقل في البلاد ما لم يكن ذلك ضرورياً.