تداعيات انشقاق أمير عن العائلة الحاكمة بالسعودية

تداعيات انشقاق أمير عن العائلة الحاكمة بالسعودية
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش

بيان رقم واحد وانشقاق أمير عن العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية حدثان غابا عن التداول الإعلامي السعودي الرسمي وحظيا باهتمام النشطاء الحقوقيين والإصلاحيين السعوديين .

 فالبيان رقم واحد كان دعوة شبابية لبدء حراك شعبي يتمثل بانطلاق مليونيات للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد والانشقاق كان لأمير هالته المظالم التي يتعرض لها الشعب من عائلته الحاكمة . صورة عكست واقعا لم تخفه الصورة المقلوبة التي يجري ترويجها عن الوضع في المملكة .

تقرير .. بعد أيام قليلة على إعلان المغرد السعودي المعروف مجتهد عبر حسابه في تويتر بأن أميرا سعوديا من العائلة الحاكمة قد يعلن انشقاقه خلال أيام ببيان مدو يتضمن نقاطا خطيرة تجعل منه معارضا سياسيا بكل معنى الكلمة.
أصدر الأمير خالد بن فرحان بن عبدالعزيز آل سعود بيانا أعلن فيه انشقاقه عن العائلة الحاكمة السعودية ودعمه للتيارات الإصلاحية في المملكة .
وأرجع الأمير السعودي سبب انشقاقه إلى المظالم التي يتعرض لها الشعب السعودي .
أولاً أعلان انشقاقي عن العائلة الحاكمة في السعودية، حيث أن السلطة في المملكة لا تلتزم شرع الله ولا حتى بأنظمتها الوضعية وسياساتهم وقراراتهم وتصارفاتهم تحكمها إراداتهم وأهوائهم الشخصية، وكلما يصدره النظام من اعتباره المزعوم للشرع والنظام إنما يدار بطريقة شكلية ليعطي انطباعاً كاذباً بالالتزام بالشرع.

ثانياً، إن اعتقاد الذين بيدهم السلطة بالمملكة أن الدولة ملكاً لهم ومقدراته وأرضية وشعبية اعتقاد خيالي نابعاً من اعتقادات وصتورات وقناعات وهمية.

ثالثاً، مثلما رفض الذين بيدهم السلطة طروحات الإصلاح التي قدمت لهم من رموز شعبية كثيرة لها مكانتها واحترامها وشعبيتها في قلوب الشعب وعاملوها بالقمع والعنف فقد رفضوا ايضاً طروحات الإصلاح التي قدمت لهم من داخل الأسرة الحاكمة حيث عاملوا بعضها بالتضييق وسوء الظن والبعض الآخر في العنف والقمع. بناءً على ذلك فإنني أعلن دعم لكل التيارات الإصلاحية الصادقة الهادفة الأمين على مصلحة الوطن والمواطن، وخاصة حركة الإصلاح بقيادة الدكتور سعد الفقيه، وأطلب من كل الأمراء إحصان الدين الذين يوافقونني الرأي إلى إعلان موقفهم والتوقف عن السكوت والسلبية والاستعداد لتحمل التبعات إرضاءً لله وللوطن.

من جانبه الدكتور سعد الفقيه مؤسس حركة الإصلاح الذي ذكره الأمير المنشق في بيانه عبر عن ترحيبه بانشقاق الأمير خالد بن فرحان بن عبد العزيز .

كون الأمير خالد الفرحان يتولى هذه النقاط واضح جداً أن طرحنا يصل، والحمد لله أن هذه الأفكار أسمعها الآن من الناس، أسمع أن المشكلة ليست بطالة وليست فقر، وليست قلة خدمات، المشكلة سياسية فوق في صاحب القرار، ما تزيدون راتبنا ما نرضى، تزيد راتبي اليوم تنكسر غدا، تحل مشكلة 4 أو 5 عاطلين لم تحل مشكلة البلد الأساسية، المتمثلة في الوضع السياسي، هذا الدعم الغير المتناهي للنظام السعودي من قبل الأميركان والأوروبيين وعلى رأسهم الإنكليز والألمان والفرنسيين، كل واحد يفتخر بعلاقته بآل سعود ودول الخليج، هذا دليل على الدول لا تقيم بالاً لحقوق الإنسان في المنطقة، نعد كبير من الشخصيات في العائلة الحاكمة قلقين، قلقون من المستقبل، قليقون كما ذكرت إما يكون انسان طيب يكره وهم هؤلاء قليلون مع الأسف الشديد، أو يكون إنسان خائف على نفسه، يخاف من الثورة، او يكون إنسان متضايق من استبداد داخل العائلة الحاكمة، كل هؤلاء الأصناف الثلاثة نتوجه إليهم بأن لا يترددوا، بأن يعجلوا بالنأي بأنفسهم.

تزامن بيان انشقاق الأمير خالد بن فرحان بن عبد العزيز مع صدور البيان رقم واحد لحركة مليونية في السعودية دعا إلى البدء بتظاهرات مليونية سلمية في المملكة للمطالبة بإطلاق المعتقلين ومحاسبة الفاسدين ووقف التحالف مع أميركا.

أصدرت حركة سعودية جديدة تطلق على نفسها اسم حركة مليونية في السعودية بيانها الأول على صفحة التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وتعرف حركة المليونية في السعودية نفسها بأنها مجموع من الشباب السعوديين الباحثين عن الحقوق المسلوبة في الوطن وتريد أن تعيش في وطن يحترم المواطن.

بالعودة إليك أستاذ حكمت شحرور، كيف تفسر انشقاق الأمير خالد بن فرحان بن عبد العزيز عن العائلة السعودية الحاكمة؟

ج: لا شك بأن الخليج ودول الخليج تمر في مرحلة أيضاً حساسة وهي ليست بمنأى عن ما سمي بالربيع العربي أو هذا الحراك الشعبي في الدول العربية، اعتقد بأن ثمة رياح تغييرية شرق أوسطية كبرى تجري على الأرض وهذا الانشقاق وهذا البيان وهذا التزامن مع الكثير من الأحداث التي تجري في السعودي ما هي إلا بدايات، هي تحتاج إلى سائق تجييري يكون عنوان لاندلاع المظاهرات بداية للتغير، كما حدث في تونس مع أبو عزيزي، أو كما حدث في مصر في ميدان التحرير. المنطقة هذه الدول تحتاج إلى هذه المنطلقات وأعتقد من بابا التحضير لهذه المنطلقات كلها.

س: ماذا عن الدعوة الشبابية المليونية في السعودية للمطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد، هذه سابقة ما التوقعات بشأنها برأيك؟

ج: نعم مع أنها هي ليست بسيطة هذا أداء يحمل الواقع السعودي تبعات كبيرة جداً وهي خطوة جريئة جداً، فوق العادة نظراً لطبيعة النظام وطبيعة الواقع الأمني أعتقد بأنها هي أيضاً مؤشر كبير لأن هناك متغيرات وقد تكون أميركا ترضى بهذه المتغيرات لأنها التحرك بهذا الحجم ليس بعيد عن الوقائع الدولية.

س: هل ترى أن الوضع في السعودية يستدعي هذا التحرك الشعبي المليوني الاحتجاجي أم في الأمر مبالغة وترويج إعلامي كما يقول البعض؟

ج: لنكن موضوعيين العدالة الاجتماعية في السعودية وفي غيرها ليست مثلى، هناك مظالم كثيرة جداً تحدثوا عنها هم أنفسهم بهذا السياق، وحاولت الدولة بعض الإصلاحات البسيطة لكن ما هو موجود عميق في نفس الشعب السعودي، وأعتقد من الطبيعي ما جرى.