استاذ علوم سياسية بجامعة جورج واشنطن..

تعليق المعونة عن مصر اضعاف لموقف اوباما

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

واشنطن (العالم) 2013/8/22- قلل استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، من اهمية تهديد الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي تعليق المساعدات عن مصر، مشيراً الى ان وجود انقسام وخلافات داخل الادارة الاميركية تطالب باستمرار المساعدات لمصر.

وقال نبيل ميخائيل في حوار مع قناة العالم الاخبارية مساء الاربعاء: ان تجميد المساعدات يجسد تخبط جامد من واشنطن ويبين وجود اختلافات اميركية اوروبية حول مصر، واعتبره اضعاف لاميركا، لان الاوروبيين لن يلتزموا بطلب اوباما شخصياً بمعاقبة القاهرة، وهذا ما سيؤدي الى بروز دور روسي وعربي للضغط على واشنطن للتتراجع عن ذلك.

واضاف: اذا ما حدث لادارة اوباما واعلنت انها ستعيد المساعدة لمصر مرة ثانية فسيعرضها للاحراج وتعتبر هزيمة دبلوماسية لاوباما، لافتاً الى ان هذا في الغالب ما سيحصل.

واكد ميخائيل، انه لايستبعد وجود خلافات داخل ادارة اوباما، بين كيري كوزير خارجية وهيغ كوزير دفاع مع المخابرات الاميركية والبنتاغون (وزارة الدفاع) الذين يطالبون باستمرار المعونة، والبيت الابيض يحاول تأجيلها بالاتفاق مع عدد من اعضاء الكونغرس، مشيراً انه وجود انقسام اميركي واضح حول مصر.

واردف الاكاديمي المصري يقول: ان اوباما يسعى الى التصعيد مع القاهرة وهو في غاية الغباء بتفتيشه عن قضايا داخل مصر ويخلقها ليتدخل في التطورات المهمة في الساحة الساسية الداخلية والتي من شأنها ان تعكر صفو العلاقات ما بين اميركا ومصر، مشدداً على ان ان القاهرة لن تتراجع عن قراراتها في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وحل جماعة الاخوان، وقال انه من الواضح ان كل خطوة تأخدها القاهرة سيصدر بيان غاضب من واشنطن، مشيراً الى ان امام مصر خيارين امّا رفض المعونة الاميركية واما سيكون هناك موقف عربي موحد مع مصر ضد الامبريالية الاميركية.

ولفت الى ان اميركا واوروبا يمكنهما معاقبة مصر لكنهما غير قادرتين على تغيير نظام الحكم، لسبب وهو ان معظم الشعب يؤيد الانقلاب، وثانياً ان نظام الحكم والحكومة المصرية تتمتع بتأييد وقوة كبيرة من التعبئة العامة، ولو ان اميركا قالت انها ستقطع المعونة الآن فسيخرج عشرين مليون مصري في مظاهرات الى الشوارع يهتفوا ضد الادارة الاميركية وسيكون مشهداً خطيراً لاوباما الذي اخطأ في تقديراته، كما ستخرج مظاهرات في السودان وفي تونس وفي تركيا دعماً لمصر ومعارضة للامبريالية الاميركية.

واكد ميخائيل، انه لاتوجد رؤية واضحة لاميركا وستستمر الخلافات داخل ادارتها بين كيري وهيغ والمخابرات والبنتاغون ضد اوباما، مبيناً ان اوباما مستوى ذكائه ليس قوياً فسيعاند، ولو حصل حادث ارهابي فسيتهم الاسلاميين، مشيراً الى ان الذي سيحصل في مصر فانها ستكسب سياسياً وستحظى بتأييد معنوي داخلي، وهي ليست بحاجة الى المعونة الاميركية، والدول العربية ستغطي المعونات هذه، كما سيكون هناك تدخل روسي، وستنتفض الشعوب العربية في تونس والسودان وتركيا ضد واشنطن، وستعتبر خسارة مذهلة لاميركا.

ولفت الى ان واشنطن والبيت الابيض واوباما يتخذون من موضوع محاكمة الاخوان المسلمين حجة، داعياً اوباما الى تغيير رأيه في قراراته بتعليق المساعدات، لانه سيكون هناك شعور معادي لاميركا في المنطقة وخسارة استراتيجية لحليفتها مصر، واصفاً الرئيس الاميركي اوباما بالمراوغ ولم يستخدم اي خط مباشر ويبقى يلف ويدور ويحرف القوانين ويصدر القرارات ضد مصر.

واعتبر مراهنة الاخوان المسلمين على دور واشنطن في هذه المرحلة والاعتماد عليها لمساعدتهم بالخطأ السياسي، وقال ان الاخوان المسلمين ارتكبوا اخطاء كثيرة في تاريخهم، اضافة الى خسارتهم للشارع المصري.

واوضح ان اميركا تنتقد العسكريين والببلاوي وعدلي منصور لكنها غير قادرة على تغيير نظام الحكم في مصر، داعياً اوباما ان يحدد قراراته الاستراتيجية، وقال "لو اصدر اوباما حكم نهائي في هذا الامر، فان الكفة سترجح لمصر وللدول العربية ولايران وليس في مصلحة تركيا" (التي تدعم جماعة الاخوان المسلمين).
8/22- tok