تصاعد التحريض المذهبي والطائفي في الدول العربية

تصاعد التحريض المذهبي والطائفي في الدول العربية
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣ - ١٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

إرتفعت وتيرة التحريض المذهبي والطائفي من جانب بعض المشايخ والمفتين في الدول العربية حيث شهدنا خطابا فيه من السب والشتم لطائفة معينة من المسلمين ما يوحي بتوجه فتنوي يطال الأمة الإسلامية ووحدتها خدمة لأغراض سياسية لا مصلحة للمسلمين فيها أينما كانوا .

التحريض المذهبي الخطير ارتبط مباشرة وبشكل واضح بتطورات الأزمة السورية وتحديدا بمعركة القصير التي حسمها الجيش السوري ضد المجموعات المسلحة التكفيرية لصالحه ما يؤكد صلة هذا التحريض بالواقع السياسي للحرب الكونية على سورية ومحاولة تصوير ما يجري هناك بالحرب المذهبية .

تقرير ...دعوة للشرفاء في أنحاء العالم، أدعوا هؤلاء جميعاً أن ياتوا إلى مصر ويروا ماذا يحدث ولهم أناس في مصر، أدعوا المسلمين في أنحاء العالم في كل مكان، في كل بلاد الدنيا أدعوهم ليكونوا شهداء.

هذا الكلام التحريضي المذهبي جاء مباشرة بعد معركة القصير التي حسمها الجيش السوري لصالحه ضد المجموعات المسلحة التكفيرية . ما يؤكد ارتباطه بدور وظيفي محدد في الحرب الكونية المسلطة على سورية هدفه تشويه صورة حزب الله المقاوم للاحتلال الإسرائيلي وموقف الجمهورية الإسلامية في إيران الداعم لخيار المقاومة .

طلب حزب السادس من أبريل إسقاط الجنسية عن القرضاوي لقيامه على حد قوله بتنفيذ ما يريده نظام قطر من تحويل مصر إلى سيناريو سورية لتفجير الحرب الأهلية حتى يصبح ما حدث في 30 من يونيو ثورة في اللادولة، حزب الكرامة استنكر بدوره ما سماها دعوات التخريب التي ينادي بها القرضاوي ضد مصر، هو دعوته للجهاد فيها، مشيراً إلى أنها تبني للمشاريع الصهيونية الاستعمارية التي يؤمن بها المحرضون على الاقتتال بين أبناء الشعب المصري باسم الدين.

أمام نيابة أمن الدولة العليا في بلاغ بيتهم الدكتور القرضاوي بالإساءة للجيش والرئيس يا دكتور يوسف أنت الآن كأنك تحرض الدنيا على مصر، وكأنك تطالب التدخل الأجنبي من الأمم المتحدة ومن كل الدنيا على حد وصفك في شؤون مصر الداخلية تستجعي المسلمين من أندونيسيا وماليزيا وباكستان والعراق والأردن وفلسطين ولبنان وكل بلاد الدنيا لكي يأتوا ليكونوا شهداء، أي شهادة يا د. يوسف أي شهادة، يعني ياتوا ليقتلوا أبناء مصر، المصريين مسلمين أو مسيحيين.

سيدي عد إلى أدراجك من جديد، أرجوك يا شيخ قرضاوي نحن نجلك ونحترمك ونقدرك ونقدر علمك، أرجوك يا شيخ قرضاوي لا تقسم الأمة أكثر ما هي منقسمة.

أقول له بدل من أنك تهاجم مصر والتفاف على الإصلاح ولحق الدماء أقوله له لما حصلت انقلابات بين آل الثاني في قطر لماذا لم تفتح فمك وأنت تستظل بالأعلام الأميركية في جزيرة قطر التي أصبحت اليوم ولاية أميركية وليست ولاية عربية.

أنا كنت أريد أن أقول للقرضاوي لم نفسك، يار راجل.... أستغرب أن يدعوا مواطن مصري هو معه باسبور قطري لا تفرق معه كثيراً، أن يدعوا مواطن كان مصرياً أنه يدعوا المسلمين في كافة أنحاء العالم أن يأتوا ويجاهجوا داخل البلد، أو يدعوا الدول والمنظمات الأوروبية والدول الأجنبية أن تأتي وتتدخل في مصر، انت تريد أن تحولها سورية ثانية، انت تريد أن تقسم البلد كله من أجل ماذا.

هذا الكلام الذي تقوله يا دكتور يوسف هو كلام يندى له الجبين وكلام يقضية على مسيرتك الدعوية.

كلام سيادتك لا يعني إلا التحريض، التحريض المباشر أو غير المباشر، لا يعني إلا دعوة لحرق مصر، ويلتقل المصريين بسلاح الأمم المتحدة، بسلاح الاتحاد الأوروبي، بسلاح مجلس الأمن، بسلاح لاشرفاء على حد وصفك في كل أنحاء العالم.

يعني انت تدعوا الدول الأجنبية أنها تتدخل في الشان المصري، أنت تدعوا المسلمين في أنحاء العالم للجهاد في مصر، كما دعوت للجهاد في سورية، هو انت تريد أن تحولها سورية وانت بعد لم تخلص انت وقطر وغيرها على سورية تأتي وتخلص على مصر، وجالس انت ومستريح عند تميم ولا يوجد عندك أي مشكلة وتأتي إلى عندنا تريد ان تخلص علينا، الغريب ان انت لم نسمع صوتك بموضوع الانقلاب تبع جد تميم أو أبو تميم على جد تميم مثلاً، لم نسمع صوتك في هذا الموضوع، يا مولانا تجاهد في قطر شو هذه قطر دولة ديمقراطية أو لا، وتبقى تتكلم على موضوع الانقلاب الذي عمله أبوه على جده، وانظر مسالة مشاكله مع أخوته غير الشقاء، حاول أن تهدي النفوس هناك، ابعد عننا.

هذا الخطاب التحريضي وصفته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية بالتوتير الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط من خلال إستغلال الخطاب الديني المشحون
وهذا ما دفع باتحاد علماء بلاد الشام إلى رفض فتاوى القرضاوي التكفيرية ورأى فيها خروجا عن القواعد الشرعية والنصوص المأثورة وأحاديث وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم".

مشايخ الازهر يطالبون بتطهير كبار العلماء من القرضاوي، أو هيئة كبار العلماء،.

رد الأزهر لم يتأخر حيث رأى في فتوى القرضاوي تعسفاً في الحكم ومجازفة في النظر وأنها إمعان في الفتنة ولا تعكس إلا رأي من يؤيدهم.

المشروع الأميركي الإسرائيلي التكفيري المدعوم من بعض المسلمين والعرب الذي بدأت هزيمته في سورية تفرز خطابا تحريضيا مذهبيا لقلب صورة الحقيقة وصورة ما يجري فعلا حظي بترحيب وترويج من جانب إعلام إسرائيلي رأى فيه خدمة لمخططه العدواني ضد المسلمين ومن جانب فضائيات عربية مرتبطة بقطر والسعودية حاولت تزييف الحقائق في القصير خدمة لمشروعها الفتنوي .

تقرير... هذا الترويج الإسرائيلي الإعلامي لمواقف القرضاوي عكس تطابقا مع المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة الإسلامية والعربية وأبرز مدى مرارة هزيمة معركة القصير التي اعتبرها الإسرائيليون هزيمتهم تماما كما اعتبرها القرضاوي نفسه لذا جاء تهديدهم  بالرد السني عليها .

لم يكتف الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن الرد السني على هزيمة القصير بل ركز كحال الفضائيات القطرية والسعودية على ما سماه تشييع المدينة.

تناغم واضح بين الإعلام الإسرائيلي والإعلام القطري السعودي الفضائي في التركيز على مشاهد رفع راية يا حسين على أحد مساجد القصير والترويج بذلك للفتنة المذهبية ولكن سرعان ما انكشفت الأضاليل .

س: أستاذ خالد الرواس بالعودة إليك سأبد بسؤال من نهاية التقرير عن الصورة المقلوبة للشيخ القرضاوي في السعودية، كان محبباً عندما هاجم حزب الله، ومقيتاً عندما انتقد الملك السعودي، كيف تفسر هذه المفارقة؟

ج: طبعاً كل هذه الآراء هي آراء سياسية لا علاقة للدين بها، وهذا الأمر يخرج عن مهام شيخ معمم كالشيخ القرضاوي وهو يتجاوز حدوده الدينية والعلمائية عندما يبرز الوجه الآخر وهو الوجه السياسي الذي يخدم القضايا التي تصب في خانة أو خدمة إسرائيل والمشروع الأميركي في المنطقة، ونحن نعلم تماماً بانه كان حائز أو قد نال على الجنسية القطرية وقطر كانت ممولاً أساسياً للجماعات التكفيرية في كل من سوريا وشمال أفريقيا، وبالتالي هو جزء من هذا المشروع، وهو يسمع أسياده ما يريدون أن يسمعوه أو ما يرضوا به، فبالتالي ما يقوله القرضاوي بهذا الخصوص هو خارج عن إطار إرادة الشعوب سواء في مصر أو في المملكة العريبة السعودية أن المس بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية منجهة القرضاوي على خلفية سياسية جابهته السعودية وجابهه هيئات مدنية أخرى في المملكة على نفس الخلفية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى من نافل القول أن القرضاوي عندما يقول رأياً دينياً ذات خلفية سياسية في مصر لنصرة الأخوان المسلمين إنما يكون ليس فقط يواجه الدولة وإنما يواجه الشعب العربي المصري برمته الذي نزل إلى ساحات وميادين التحرير لكي يقول لا لجماعة الأخوان ولا لهذا الحكم المجحف بحق مصر أن هؤلاء ليسوا بالحاضنة وباليئة الحاضنة لمصر لا ترضى بان يكون هؤلاء حكاماً على مصر، وبالتالي هو يمشي بعكس التيار سواء في كلا البلدين ف مصر والسعودية.

س: بالعودة إلى دعوة الشيخ القرضاوي للجهاد في مصر لماذا يدعوا إلى ذلك برأيك ولا سيما أنه كان له موقف مشابه في سوريا؟

ج: طبعاً هو مؤازر لحركة الأخوان المسلمين ولتطلعهم السياسي ولطموحاتهم السياسية بالإنقضاء على الحكم في كل الدول العربية فقط لخدمة مشاريعهم وطموحاتهم السياسية التي فشلت على مدى عام كامل والتي اكتشفها الشعب العربي المصري مبكراً ونزل إلى ساحات وميادين التحرير في مصر ليقول لا لهذا الأسلوب لا لهذه الطريقة، لا لهذا النهج، الأخواني في مصر، فمصر ليست بيئة حاضنة لهم، وبالتالي ما يقوله القرضاوي هو بعكس التيار وهو بعكس طموحات الشعب المصري الذي يرفض هذه السياسة.

س: هل نحن أمام فتوى سياسية تعبر عن مواقف قطر من مصر بعد سقوط رهاناتها في هذا البلد؟

ج: نعم بكل تأكيد لأن كل ما قلت وأكرر أن الشيخ القرضاوي هو جزء من النظام القطري هو حائز على الجنسية القطرية لأسباب متعددة يمكن أن تكون على مستوى العلاقة المباشرة مع أمير قطر السابق، ويمكن أن تكون على مستوى خدمات متبادلة لا أعلم بطبيعة السبب المباشر، نحن نعلم بان القطريين لا يعطون جنسيتهم لأحد إلا إذا كانت المصلحة تقتضي ذلك، وبالتالي عندما تكون فقط المصلحة تكون المصلحة سياسية وليست دينية وليست بحاجة قطر لفتاوى القرضاوي لكي تصوب مذهبها واجتهادها خصوصاً أنها على مذهب الوهابية منذ قرون من الزمن والقرضاوي ليس كذلك، وبالتلاي هذا التناقض يجمعه المصلحة ولا يجمعه الرأي.