فيديو خاص حول معاناة ضحايا القصف الكيمياوي في ايران

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٨:٤٨ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-11/09/2013- متحف السلام بطهران يؤرخ لمعاناة مائة الف من ضحايا الحرب الكيمياوية في ايران ويقوم بحملة توعية بمخاطر هذا السلاح على البشرية ، وقد حاولت قناة العالم من خلال هذا التقرير ان تقدم شهادة حية لضحايا هذا السلاح الفتاك ومعاناتهم جراء الحظر الغربي على الدواء.

انها حكاية انسانية يوثقها متحف السلام بطهران يستعرض في اروقته قصصا ايرانية عن الجريمة ضد البشرية واستعمال السلاح الكيماوي.

الحكاية الايرانية عن الموت في صمت هي مثار أسئلة كثيرة تطرح امام دعاة الدفاع عن القانون الدولي الانساني الامريكيين والاوروبيين خاصة مع كشف مجلة فورين بوليسي وصحيفة الغاردين البريطانية عن تقارير تؤكد تزويدهم النظام العراقي البائد بالسلاح الكيماوي بأنواعه،  ليمطر به المناطق السكنية وجبهات القتال.

وقال ممثل الضحايا الإيرانيين للأسلحة الكيميائية شهريار خاطري لقناة العالم الخبارية الثلاثاء : طوال فترة الحرب المفروضة تم استخدام اكثر من 3 الاف طن من المواد الكيماوية ضد ايران وفقا لتقارير اممية ، مضيفا انه توجد وثائق عدة تؤكد تزويد الدول الغربية لنظام صدام البائد بهذا السلاح وبمعلومات عن مواقع الايرانيين.

وتابع خاطري : وقد صرح لي الامين العام الاسبق للامم المتحدة خافير بيريز دكويار شخصيا انه ارسل 6 فرق تحقيق الى ايران رغم الضغوط المفروضة عليه ، وتسلم تقارير رسمية ستة تؤكد استعمال السلاح الكيماوي ضد ايران ، ولكن اعضاء مجلس الامن لم يتخذوا اي اجراء لانهم هم مزودو صدام الرئيسيين.

جريمة استعمال السلاح الكيماوي طالت اكثر من مليون شخص ، وتضاعفت معاناتهم بالحظر الاحادي الجانب الذي يفرضه دعاة حماية حقوق الانسان في العالم من واشنطن الى لندن وباريس.

واضاف شهريار خاطري ممثل الضحايا الإيرانيين للأسلحة الكيميائية : العديد من ضحايا الحرب الكيماوية يعتقدون انهم ظلموا مرة عندما تعرضوا لهجوم كيماوي ، واخرى عندما منعهم لاعبو السياسة الدولية من رفع صوتهم والمطالبة بحقهم.

واوضح  ممثل الضحايا الإيرانيين للأسلحة الكيميائية شهريار خاطري : والان هم ضحايا الحظر الغربي المفروض والذي طال الادوية الخاصة بهم رغم الادعاء الامريكي والاوروبي بان الدواء ليس جزءا من الحظر ، وقد دخل اول امس كاظم نجاد وهو من مدينة مشهد المقدس في غيبوبة ، وفي الاسبوع الماضي احد الضحايا من كردستان بسبب الحظر الغربي المفروض على الدواء.

مائة الف من الضحايا الذين تم احصاءهم رسميا اصيبوا في اكثر من 30 منطقة سكنية ابرزها مدينة سردشت التي تعرضت للقصف لاول مرة في التاريخ بغاز الخردل وغاز الاعصاب.

احمدي زنكي آباد احد ضحايا غاز الخردل الذي يسبب تصلبا في العين ومشاكل في الرؤية وتورما في الجهاز التنفسي يروي التاثيرات الكيماوية المزمنة عليه والتي افقدته الكثير من حواسه بعد عشر سنوات من اصابته.

وقال احمد زنكي آباد احد ضحايا السلاح الكيماوي لقناة العالم الاخبارية : في العام 1984 بعد تعرضنا لقصف طائرات صدام بقنابل محشوة بغاز الخردل اصبت بأعراض سيلان الدموع  والتقيئ وبثور جلدية حادة في كامل بدني ، وبعد شهرين قضيتها في حالة الاغماء وشهور من العلاج عدت لممارسة حياة عادية بالتدريج.

واضاف زنكي آباد : وبعد عشر سنوات برزت الاعراض المزمنة للاصابة بغاز الخردل ، حيث فقدت بصري لسنوات ،  وبحمد الله بعد زرع القرنية عادت الي نعمة البصر نسبيا ، واصبت بانسداد وتورم في الرئة وصعوبة التنفس واصبحت بشكل دائم موصولا بجهاز الاكسجين ، وتم ادراجي على قائمة الانتظار لزرع الرئة وبتوصية من الاطباء تأخرت العملية ، وبالادوية المتوفر نسعى للحفاظ على حالتنا مستقرة نسبيا.

وتابع زنكي آباد : للاسف منذ تطبيق حظر الدواء على بلادنا تدهورت حالتي الصحية بشدة وارتفعت نسبة الاكسيد لدي حتى وصلت الى حالة الاغماء ، لاادري كيف يرفع الغربييو شعار حماية القانون الدولي الانساني ،  ويمنعون عنا الدواء ، وهم الذين زودوا نظام صدام بأسلحة الدمار الشامل المحرمة.

وتروي زوجته حكاية جهادها في خدمة الشهيد الحي وتأثير وضعه على محيطه واسرته .

وقالت لمراسلنا : عند الصباح اول سؤالي لزوجي هو كيف حالك ؟ ، فهو عموما يصحو بألم حاد في رأسه  وعيونه ، وكلما سألته يجيبني بشكر الله ، صلابة ايمانه وقوة ارادته يمدني بالطاقة ايمانية تجعلني اتجاوز كل معاناتنا واشرع بيوم جديد مليئ بالامل.

واضافت : ولا ادري بأي حق يصاب زوجي بهذا الاذى المزمن وكان يدافع عن دينه ووطنه ، ولن اغفر للذين سببوا المعاناة طوال العمر ، كما اصبح توفير الدواء معضلة حقيقية ، واكبر ظلم اقترفه هؤلاء انهم قصفوه بسلاحهم الكيماوي الفتاك ثم قطعوا عنه الدواء.

حسب دراسة اعدتها جمعية ضحايا الأسلحة الكيميائية الايرانيين فان كل ضحية تحتاج موارد مالية باهضة ، واعداد كبيرة من المحيطين به لرعايته ، فهل يدرك من يزعم حماية المدنيين وحقوق الانسان من الغربيين حجم الجريمة ضد البشرية التي ارتكبوها.
MKH-11-00:12