السعوديون يواجهون السلطات على تويتر بحملة "الراتب ما يكفي الحاجة"

السعوديون يواجهون السلطات على تويتر بحملة
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠١:٠٨ بتوقيت غرينتش

حظيت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بزيادة الأجور في السعودية بمتابعة كبيرة من المواطنين السعوديين، الذين يواجه العديد منهم مصاعب متزايدة في الوفاء بتكاليف معيشتهم اليومية.

وكان هناك نشاط كبير للغاية خلال الشهرين الماضيين من مؤيدي الحملة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر من خلال استخدام خاصية "الهاشتاج" او الوسم بعنوان " الراتب ما يكفي الحاجة ". وتمكن خاصية الهاشتاج المستخدمين من متابعة التعليقات المتجددة باستمرار.

وبثت على تويتر أكثر من 17 مليون تغريدة حول هذا الموضوع خلال أول أسبوعين من انطلاق هذه الحملة في يوليو/تموز الماضي، وهو ما جعلها في المرتبة السادسة عشرة لأشهر "هاشتاج" في أي لغة.

تقلبات في المملكة

وتلقي هذه الحملة التي تسعى لإقناع ملك السعودية عبد الله بإصدار مرسوم ملكي بزيادة الرواتب، الضوء على مشاكل الفقر في السعودية وتركز ثروتها النفطية الهائلة في أيدي مجموعة قليلة.

ومع ارتفاع عدد السكان من سبعة ملايين في السبعينيات من القرن الماضي إلى نحو 30 مليونا في 2012، فإن هناك المزيد من المواطنين المتعلمين الذين لديهم توقعات كبيرة.

وانتقد مؤيدو الحملة سوء الإنفاق الحكومي، وهي التهمة التي ظهرت في رسم كاريكاتير جرى تداوله على نطاق واسع على تويتر ويصور فيه ثمار نخلة يستفيد منها باقي دول العالم على حساب المواطنين السعوديين.

ويشعر بعض المواطنين بالاستياء من تعهد حكومي بتقديم مساعدات إلى مصر عقب عزل الجيش للرئيس محمد مرسي في يوليو/تموز الماضي.

وجرى تداول صورة على تويتر تبرز هذه الفكرة يظهر فيها زوجان سعوديان ومعهما طفلهما يعيشون جميعا في أوضاع سيئة للغاية داخل قافلة وكتب تحتها "السعودية تمنح مصر خمسة ملايين دولار، ألا يستحقونها هؤلاء أكثر؟".

تجاوزات ملكية

واستخدم العديد من السعوديين هذه الحملة للتنفيس عن شعورهم بالإحباط إزاء تجاوزات من بعض أعضاء الأسرة الملكية.

وأعرب مستخدمو تويتر للهاشتاج "الراتب ما يكفي الحاجة" عن استيائهم إزاء تقارير تحدثت عن تبرع أحد الأمراء ب500 ألف دولار لإحدى الجمعيات مقابل الجلوس ل15 دقيقة مع ممثلة أميركية.

وشكا المشاركون في هذه الحملة أيضا من ارتفاع أسعار السكن وهي المشكلة التي أشار إليها تقرير صندوق النقد الدولي نشر في يوليو/تموز الماضي وتحدث فيه عن التحدي الذي يواجه السعودية في توفير وظائف مناسبة للعدد المتزايد من الشباب السعودي المتوقع أن يدخل سوق العمل خلال العقد المقبل.

ويرى بعض مستخدمي تويتر ذكرى اليوم الوطني للسعودية والذي يوافق 23 سبتمبر/أيلول فرصة لتسليط الضوء على مشاكلهم.

وتساءل أحدهم عن مغزى الاحتفال باليوم الوطني والبلد "غارق في الدين والأمراء في سويسرا ونحن ندفع الفواتير"، وقال إن هذا هو خطأ من يسمح لهم "باللعب بأموالنا ونفطنا".

واجهة الفتنة

ولا يسمح المجتمع السعودي بمناقشة هذه المشاكل علانية إذ يفضل إبقاءها بعيدا عن الأضواء، وهناك بعض الأصوات التي تعتقد أن هذه الحملة تشوه صورة البلد.

وندد الأمين العام لمجلس الوزراء السعودي عبد الرحمن السدحان بالحملة على توتير ووصفها بأنها "واجهة فتنة" يقودها من وصفهم بأنهم "أناس كارهون لأن تعيش المملكة في سلام واستقرار".

من جهة أخرى، كتب المعلق عبد الرحمن الفرحان في صحيفة البلاد السعودية اليومية مقالا قال فيه إن مطالب مستخدمي تويتر برفع الأجور لم تأخذ في الحسبان المشاكل الأهم التي تجعل من الصعب على الكثير من السعوديين تحمل تكاليف معيشتهم.

وأشار إلى أن ضرورة توفير تأمين صحي للجميع وتخصيص بدلات إسكان مناسبة وتلبية احتياجات الأمن الغذائي، وقال إن ذلك سيعني في النهاية أن "كل مطالب زيادة الرواتب ستذوب في بحر واسع من الرضا والقناعة والطمأنينة".